بعدما قام لاعبو المنتخب الأوليمبي بالإحماء استعدادا لخوض إحدى المباريات الودية قبل لقاء منتخب النيجر الأول، انتظر الجميع وصول طاقم التحكيم، والنتيجة.. "مفيش حكام"! اضطر هاني رمزي المدير الفني للمنتخب لأن يقوم طارق السعيد المدرب العام بتحكيم الشوط الأول بدون مساعدين، إلى أن وصل الحكام مع بداية الشوط الثاني، ولكن الحكم جاء بدون صافرة، والمساعد بدون راية، فاستعمل أحد "قمصان التدريب" لرفع رايته! عندما استمعت لكلمات هاني رمزي وهو يشكو من مهازل ما حدث في المباراة الودية الأخيرة له، وجدت نفسي أقول ببراءة كلمة الفنان مظهر أبو النجا الشهيرة.. "يا حلاوووووة". هذه الأحداث وغيرها تعكس مدى اهتمام اتحاد الكرة بالمنتخب الأوليمبي الذي ينتظره مهمة صعبة في التصفيات النهائية لأوليمبياد لندن 2012 والتي تقام في القاهرة نهاية الشهر المقبل. ويبدو أن اتحاد الكرة لا يرغب في استغلال الفرصة بعد 20 عاما من الغياب عن الأوليمبياد، وذلك بعد أن لعب الحظ دوره في تنظيم مصر لمباريات التصفيات على أراضيها. فلعب البطولة بين جماهير المحروسة لا يعني أننا ضمنا إحدى تذاكر التأهل الثلاث، فإذا عبرنا المجموعة القوية التي تضم الجابون وكوت ديفوار وجنوب إفريقيا، سنجد الأصعب وهو ملاقاة أحد المتأهلين من المجموعة الثانية النارية التي تضم المغرب والجزائر والسنغال ونيجيريا. وما يعكس قوة البطولة وفرط أهميتها هو قرار الاتحاد الإفريقي بتحويل تسميتها إلى كأس الأمم الإفريقية الأولى دون 23 عاما في الفترة من 26 نوفمبر حتى العاشر من ديسمبر المقبلين، بعد أن كانت مجرد مباريات تصفيات تقليدية. من جهته لا يجد منتخبنا الأوليمبي الاهتمام اللائق أو الحقيقي من رجال الجبلاية برغم ما يوحي به قرار لعب المباراتين الأخيرتين من تصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية بالجابون وغينيا الاستوائية 2012 بفريق رمزي بدلا من المنتخب الأول. واعتقد أن هذا القرار كان مجرد ادعاء بحمل راية الاهتمام بالمنتخب الأوليمبي، أو محاولة للخروج من مطب عدم الاتفاق مع مدير فني لقيادة الفراعنة قبل موعد المباراتين. ولو كان اتحاد الكرة مهتم بمنتخب رمزي بالفعل، لما خرج من رئيسه سمير زاهر تصريحات بأنه يدرس منح المباريات لفريق ضياء السيد، برغم أن هذا الجيل من منتخب الشباب كان قد انتهى رسميا بعد خروج كأس العالم لتخطي أغلبهم تلك المرحلة العمرية.
واعتقد أن هذا القرار كان مجرد ادعاء بحمل راية الاهتمام بالمنتخب الأوليمبي، أو محاولة للخروج من مطب عدم الاتفاق مع مدير فني لقيادة الفراعنة قبل موعد المباراتين. وما يوضح حقيقة التجاهل وعدم الاهتمام هو إعطاء خمسة أيام فقط للمنتخب من أجل المعسكر الإعدادي قبل هذه البطولة الهامة التي تضم منتخبات قوية ستأتي بمحترفيها لاقتناص تذاكر التأهل للأوليمبياد. فبعد أن تقام أول ست جولات في الدوري دون توقف، سيدخل منتخب مصر الاول معسكرا قصيرا يوم العاشر من نوفمبر للتحضير لمواجهة البرازيل وديا في قطر يوم 14 من الشهر نفسه، ثم تقام الجولة السابعة أيام 17، و18 و19 نوفمبر، ليبدأ بعدها معسكر أبناء هاني رمزي. كل هذا القصور يأتي في الوقت الذي سيخوض منتخب الجزائر الأوليمبي معسكرا في القاهرة لمدة 15 يوما قبل البطولة. لا أدري لماذا لا تؤجل الجبلاية الجولة السابعة ليبدأ منتخبنا الأوليمبي معسكره مبكرا حتى يتمكن اللاعبون من الدخول في أجواء البطولة قبل انطلاقها حتى يقدموا أفضل ما لديهم في هذه المواجهات القوية. كما أنني لا أعلم هل سيوافق اتحاد الكرة على تغيير مكان إقامة المنتخب الأوليمبي قبل انطلاق البطولة من فندق شهير يقام به حفلات الزفاف يوميا، لمكان بعيد يتسم بالهدوء. وأزعم أن كل هذا التجاهل وعدم الاهتمام سنجد عكسه تماما من كل رجال الجبلاية عندما يظهرون في الصورة أمام الكاميرات وقت إقامة البطولة وفي حالة الفوز بها إذا شاء الرحمن، وذلك عقب العودة من قطر محملين ب"العلب". في النهاية، أتمنى ألا يستسلم هاني رمزي ورجاله لكل هذه الظروف الصعبة، وأن يعمل على تفادي كل هذه العقبات من أجل تحقيق التأهل للأوليمبياد بعد أن جاءته الفرصة بعيدا عن الغابات الإفريقية والجماهير العربية. تابعوني على تويتر: http://twitter.com/7elmy7elmy وعلى فيس بوك: www.facebook.com/7elmy7elmy