برهن حسن شحاتة على أن الزمالك سيكون معه ذي شأن أخر، رغم ما يردده البعض أن الفوز على وادي دجلة والجونة في كأس مصر غير كاف لإثبات عودة الفارس الأبيض. فالمعلم تمكن من صنع شخصية جديدة للزمالك تعتمد على الانضباط التكتيكي وتوزيع الأدوار الهجومية على كافة اللاعبين استغلالا لقدراتهم. ففتح الله يساند الهجوم ومحمد عبد الشافي يصنع الهجمات بل وينهيها بنجاح أحيانا ولاعبي الوسط المدافع يندفعون للأمام مشكلين ضغط رهيب على دفاعات الخصم. ورغم إحراز الفارس الأبيض لسبعة أهداف في مباراتين، عاب الفريق اهتزاز شباكه بأهداف مبكرة كادت أن تتسبب في خيبة أمل لجماهيره. ومن حسن حظ الزمالك أن التأخر يأتي أمام فرق تخشاه وتفضل اللجوء للدفاع فور التقدم للمحافظة على الفوز، وهو ما يجعل الأبيض يضغط بكل خطوطه معدلا النتيجة لصالحه. ولكن الأمر الذي يجب أن يشغل بال ملايين الزملكاوية، هو الإجابة على سؤال حول ماذا سيفعل الزمالك إذا جاء التأخر أمام فريق يحترمه ولا يهابه؟ فالتأخر أمام فريق مثل الأهلي أو الإسماعيلي أو المصري البورسعيدي أو أمام أي منافس قوي في البطولات القارية قد لا يمكن تداركه. فتلك الفرق لن تدافع أمام الزمالك للحفاظ على الفوز خاصة مع امتلاكها للاعبين أصحاب خبرة وقدرات تمكنهم من التعامل الجيد في تلك الحالات. الأزمة قد تتلخص في البداية الخاطئة للمعلم واختياره لتشكيل ليس الأنسب، وهو ما يعالجه شحاتة بقدرته على قرأة المباريات وإجراء تغييرات تقلب الأمور رأسا على عقب. و يجب على المعلم أن يفطن لذلك وأن يعمل على تثبيت طريقة لعب معينة والاعتماد على تشكيلة محددة لا يجري عليها أي تغييرات إلا في الحالات الطارئة.
ولكن الأمر الذي يجب أن يشغل بال ملايين الزملكاوية، هو الإجابة على سؤال حول ماذا سيفعل الزمالك إذا جاء التأخر أمام فريق يحترمه ولا يهابه؟ ومثلما أجاد المعلم في إضفاء الصبغة الهجومية على الزمالك، يفشل إلى الأن في إلزام لاعبيه بالانضباط الدفاعي. فالفريق الأبيض بالاعتماد على أحمد حسن وشيكابالا وعمرو زكي وأحمد جعفر يزيد من قوته الهجومية ولكن الرباعي المذكور دائما ما ينفصل عن خط وسط ودفاع فريقه. هذا الأمر الذي يكفل للمنافسين دائما زيادة عددية ملحوظة في منطقة الوسط وبالتالي السيطرة على الكرة والتحكم في سير المباراة. وما يبرهن على صحة النقطة السابقة هو سيطرة الزمالك على وسط الملعب بمجرد مشاركة حسين حمدي بدلا من عمرو زكي. فالمهاجم طويل القامة نجح بتقهقره إلى الخلف والتواجد بمنطقة وسط الملعب في الحفاظ على الكرة لصالح فريقه وخلق كثافة عددية واجهت مثيلتها في الجونة. هذه الميزة يفتقر إليها الثنائي البلدوزر وجعفر اللذان لا يهتمان سوى بالاندفاع الهجومي كما أنه فور فقدانه للكرة يظل مكانه دون العودة أو الضغط على المدافعين. حتى شيكابالا نفسه، دوره كجناح أيمن لا يمكن إغفاله لكن عدم ضغطه على الظهير الأيسر للمنافس يعطى الأخير فرصة الاندفاع الهجومي وتهديد دفاعات الزمالك. حماس الصقر يجب السيطرة عليه، فهو لاعب محوري في أداء الزمالك بتمريراته المتقنة ولكنه في الوقت نفسه مشبع بغيرة مشروعة تجعله يرغب دائما في إحراز الأهداف. الحماس يجعله متواجدا أمام منطقة جزاء المنافسين منتظرا فرصة التسديد، تاركا موقعه في الوسط وغافلا لدوره الأساسي المتمثل في الربط بين الدفاع والهجوم على طريقة الإيطالي المخضرم أندريا بيرلو. عدم الاعتماد على هؤلاء اللاعبين أمر غير مقبول فهم عناصر الخبرة والمهارة في الزمالك، ولكنهم في حاجة للحصول على تعليمات خاصة من شحاتة تلزمهم بالالتزام الدفاعي لتدارك الأمر. للتواصل مع الكاتب عبر تويتر : http://twitter.com/#!/Diaa_Soliman