بغض النظر عن قدرات حسن شحاتة الفنية، وبعيدا عن مشاكل التوأم أو طريقة رحيلهم عن الزمالك، فإن تولي المعلم قيادة النادي الأبيض هو ضربة "معلم". منذ إعلان نبأ إقالة التوأم وتعيين حسن شحاتة مديرا فنيا للزمالك وبدأت المناقشات بين الجماهير حول جدوى استقدام المعلم في هذا التوقيت وعلى هذا النحو المفاجئ. فمع اعتراف الجميع بقدرات شحاتة الفنية إلا أن البعض كان يطالب باستمرار حسام لموسم إضافي بسبب "الانتفاضة" التي قادها في الزمالك منذ توليه المسؤولية رغم عدم تتويجه بأي بطولات. دعونا أولا نوضح أن الزمالك قد تغير نفسيا وإعلاميا تحت قيادة التوأم ولكن التأثير الفعلي في قوة الفريق لم يتأثر كثيرا وهو ما تثبته الأرقام. فالزمالك أنهى الموسم قبل الماضي في المركز الثاني برصيد 55 نقطة رغم معاناته الكبيرة في الدور الأول ومواجهته لخطر الهبوط للقسم الثاني. وفي الموسم المنصرم قاد العميد الفريق منذ البداية ومع ذلك أنهى الموسم في المركز الثاني أيضا برصيد 56 نقطة وبفارق نقطة وحيدة عن الموسم الذي سبقه. وهو ما يثبت أن وجود الفريق في المنافسة أو الصدارة في أغلب فترات الموسم كان بسبب فقدان الأهلي والمنافسين للنقاط وليس بسبب صحوة الأبيض أوعودته إلى قوته. وماذا يضيف شحاتة؟ مرحلة إعادة الروح للزمالك انتهت، ويجب توجيه الشكر للتوأم على ما فعلوه في هذا الشأن، وحان الآن وقت إعادة كيان الزمالك. فالزمالك على مدار السنوات الأخيرة لم يفكر ولو لمرة في تطوير "صورته" أو الImage الخاصة به ككيان له اسمه وتاريخه وجماهيريته ليجلب عقد رعاية محترم يكفل له الصرف على صفقات الفريق كل موسم.
تولي المعلم قيادة الزمالك سيضيف كثيرا لهذه "الصورة" المهتزة مما قد يجعل النادي هدفا للعديد من الشركات الراعية لأنه وحده وجها مشرقا. وللتوضيح: فشركات الدعاية تسعى خلف صورة مشرقة للجهة التي تضع عليها اسمها، فبغض النظر عن التتويج بالبطولات ولكن صورة الزمالك لم تكن مستقرة في السنوات الأخيرة وشابها الكثير من الخروج عن النص. فمثلا لا يمكن أن ترعى شركة كبرى لنادي يشهد كل مباراة "خناقة" بين المدير الفني والحكام أو لاعب يسب جماهير المنافس أو مدير كرة يشتم الجميع لأن هذا يضر بصورة الشركة "أخلاقيا" بغض النظر عن القيمة التجارية. فواين روني نجم إنجلترا ومانشستر يونايتد خسر نصف عقوده الدعائية لمجرد خيانته لزوجته في الموسم الماضي لأن هذا سيضر بالأسماء التجارية المرتبطة به رغم أنه سيظل نجما لامعا في كرة القدم، وهو ما حدث أيضا مع تايجر وودز نجم الجولف الشهير. ولكن تولي المعلم قيادة الزمالك سيضيف كثيرا لهذه "الصورة" المهتزة مما قد يجعل النادي هدفا للعديد من الشركات الراعية لأنه وحده وجها مشرقا. فخلال تولي شحاتة قيادة المنتخب جذب اسمه فقط العديد من الشركات الراعية لاتحاد الكرة، وبالفعل ظهر في الكثير من الإعلانات كوجه دعائي رئيسي. كما أن عودة المعلم ستجمع أبناء النادي على حق حوله في محاولة لدعمه لعودة الفريق لمنصات التتويج وهو ما كان لا يحدث مع الأجانب أو حسام حسن. بالإضافة إلى اسم شحاتة الشهير كواحد من أفضل مدربي إفريقيا بالإضافة لكونه الأب الروحي لأبرز لاعبي الجيل الحالي لمصر مما يسهل من مهمة التفاوض لضم أي لاعب مهما كان اسمه. فتولي المدير الفني الشهير المسؤولية الفنية للزمالك لا يقاس فقط بقيمة ما سيقدمه للفريق على المستوى الفني داخل الملعب، ولكن على قدرته على تحسين الصورة التي شوهها مدعيي حب النادي في السنوات الأخيرة. لذا فخطوة تعيين المعلم ابن النادي القيادة تعد أولى خطوات تصحيح المسار داخل النادي الأبيض بدلا من مواصلة استسهال اللعب على أوتار عقدة الاضطهاد والظلم التحكيمي التي يتبناها "الفاشلون" بحسب وصف شحاتة نفسه. ملحوظة أخيرة: سننهض بهذه البلاد عندما نتخلص من عقدة التشكيك في الآخر، ونركز فقط على تقديم أفضل ما لدينا في عملنا.