أثبت للأسف مدربو منتخبات العالم بأثره أنهم "مالهمش فيها". نعم إن كرة القدم الآن أظنها مختلفة عما يفكرون ويبنون عليه أرائهم ومعتقداتهم الكروية. أن تشاهد كرة القدم وتستمتع بها وتنبهر بأداء لاعب شيء، وأن تقيم وتضع الأفضل أو الأهم للفريق أمرا آخر. الغريب أن مدربي منتخبات العالم انحازوا للمهارة بدون النظر لأي عنصر آخر في كرة القدم إن كان أهمية اللاعب لفريقه أو إنجازاته معه خلال العام. اختيار ليونيل ميسي كأفضل لاعب لعام 2010 لا يعدو كونه تحيزا للمهارة بدون فهم أو استيعاب لأي عنصر آخر في كرة القدم كيف انتصرت مهارات ميسي "الرائعة والتي لا خلاف عليها" على إنجازات شابي هيرنانديز وأندريس إنيستا وويسلي شنايدر؟ البعض سيؤكد أن لولا ميسي ما كان لبرشلونة هذا الأداء الملفت، ولكن الرد جاهز ولولا الثنائي أيضا ما كان لميسي أن يظهر بهذه البراعة فالكرة لعبة جماعية وكل لاعب ينتظر معاونة رفاقه. هذا بالإضافة إلى ما قدمه الثنائي في كأس العالم الذي لم يذهب إليه ميسي! ولكن يبدو أن هذه الطريقة التي يتبعها المدربون باستمرار، وأتذكر كذلك واقعة عدم اختيار تيري هنري في 2004 كأفضل لاعب لصالح طبعا أحد من يستطيع المراوغة وإسعاد الجماهير وهو رونالدينيو. على الرغم من أن هنري قدم موسما رائعا وقتها مع أرسنال وقاده للدوري الإنجليزي في موسم لا يتكرر كثيرا للمدفعجية ولكن بدون ترقيص! أفضل فريق كوميدي وإن سلمنا بإمكانية حصول ميسي على الجائزة نظرا لمهاراته، فما حدث في فريق العام مثيرا للشفقة فعلا؟ هذا الفريق يعبر عن مهزلة عدم معرفة هؤلاء المدربون إلا بالأسماء، فاختاروا كريستيانو رونالدو في الفريق. لا أتخيل أن أي مدرب في العالم يمكنه اعتبار رونالدو في عام 2010 يستحق حتى التحية وليس الاختيار، فلا شيء مع البرتغال أو ريال مدريد. الاختيار الآخر الغريب كان لديفيد بيا (وهو أحد نجومي المفضلة بشكل عام)، فالموضوعية تقضي بالنظر إلى دييجو فورلان ودييجو ميليتو.
إن كانت بالمهارة فليمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم من الآن وصاعدا لميسي حتى يعتزل فهو أسطورة مهارية لا تتكرر كثيرا، وليعيد الأرجنتيني الفذ الجائزة بعد اعتزاله لمقر الفيفا! فلا أعلم ماذا كان على الثنائي فعله لكي ينضم للقائمة فضلا عن الثنائي الأشهر؟ فإن كان بيا قدم أداء جيدا مع إسبانيا في كأس العالم فكان فورلان رائعا مع أوروجواي هذا بالإضافة لقيادته لموسم ناجح مع أتليتكو مدريد. أما ميليتو فلا أحتاج تقريبا لإثبات تفوقه على رونالدو في 2010 فالأخير لم يظهر من الأصل. الحقيقة أن الكوميديا سيطرت على اختيارات المدربين. الأمهر وليس الأفضل طريقة اختيار ميسي هذا العام تفتح مجالا أظنه واجب المناقشة الآن خوفا على مصداقية وأهمية الجائزة الأرفع في كرة القدم. مدربو منتخبات العالم بهذا الاختيار لا يصلحون إلا لمتابعة الكرة الشاطئية أو مقاطع الفيديو الرائعة التي تعجبني أنا أيضا على youtube. من الضروري أن يمنح الفيفا الفرصة للاعبين آخرين وإمكانية لتطور اللاعبين، فهذا دوره وألا يعاقب الآخرين لمجرد أنهم لا يمتلكون نفس الموهبة الربانية التي يمتلكها ميسي. فلاعب كرة القدم له طموح شخصي، ولا يمكن أن تكبت ذلك لأنه ليس في كفاءة ميسي على الترقيص وإمتاع الجمهور! فلاعب مثل شابي أو إنيستا أو شنايدر ما يمكنهم أن يقدموا أفضل ما فعلوه في 2010 ليحصدوا تلك الجائزة، في مواجهة لاعب (أحبه شخصيا) ولكنه لم يقدم ما قدموه هذا العام. إن كانت تلك الجائزة بالمهارة فليمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم من الآن وصاعدا لميسي حتى يعتزل فهو أسطورة مهارية لا تتكرر كثيرا، وليعيد الأرجنتيني الفذ الجائزة بعد اعتزاله لمقر الفيفا. ويصرح الفيفا بذلك، حتى لا يحبط لاعب مثل الثلاثي السابق من تلك النتيجة برغم إنجازاتهم في العام الماضي سواء مع الأندية أو المنتخبات. للأسف القليل يعلم قيمة كل لاعب، وهنا أتذكر أحد اللاعبين المهارة التي يتحدث عنهم الجميع (حازم إمام الكبير طبعا) ولا يلتفت لباقي المجتهدين (تامر عبد الحميد). فقال معشوق جماهير الزمالك ذات مرة: "لقد بنينا أسمائنا على أكتاف تامر عبد الحميد"، وهذا حقيقي فهناك لاعب يفعل كل ما بوسعه ليتفوق ولكن لا يقدره الآخرين لكونه لا يجيد الترقيص.