الموجة هي التجريح وإظهار العضلات .. أما اللي راكبينها فهم أكثر من الطبيعي هذه الأيام، الانتقاد لم يعد كذلك فتحول إلى اتهامات مخلة بالشرف! التجريح في شخص الحكام لا يتوقف الآن، للأسف يبدو أن البعض لا يفرق حاليا بين انتقاد الأخطاء والإهانة. الوقوف ضد هذه الهجمة الشرسة كان يجب أن يتم من فترة، حتى لا تصبح موضة مثلما هو الواقع حاليا. بعض الأندية تحاول فرد عضلاتها عن طريق اتهام الحكام بالرشوة والتواطؤ والمحاباة لتحديد نتائج المباريات. وهي تهم كلها تؤدي إلى المساءلة القانونية في دول أخرى تتعامل مع الألفاظ المشينة بشكل أكثر جدية. الجزء الأول من اللي ركبوا الموجة: 1- هناك أخطاء من الحكام هذا لا جدال فيه، ولكن أن يتهمهم حسام البدري المدير الفني للأهلي بالتواطؤ والمؤامرة ضد الأهلي لحرمانه من لقب الدوري، فهذا أمر غير مقبول. اتهامات البدري عقب مباراة الفريق الأحمر أمام حرس الحدود طالت كرامة الحكام وأنقصت من احترامهم لكونها مخلة، وهناك فرق بين الغضب من الأخطاء التحكيمية والاتهامات. بالطبع الأهلي تعرض لظلم في مباراة وكذلك الفرق المنافسة عانت نفس الأزمة أمامه أو أمام الآخرين. 2- الزمالك وما أدراك ما فعله النادي الأبيض، اتهامات للحكم سمير محمود عثمان بتعمد إهداء نقاط مباراة إنبي للأهلي ووصف التحكيم بالعار وأوصاف أخرى لا يمكن ذكرها. وللأسف جاء ذلك كله في بيان رسمي أصدره النادي عبر موقعه، أي أنه يعود بمسؤولية كاملة على النادي وإدارته. الزمالك لم يكتف بذلك، بل جاءت تصريحات إبراهيم حسن المنسق العام لفريق الكرة بالنادي والتي وصف فيها لجنة الحكام برغبتها في إهداء الدوري للأهلي. وهو اتهام كبير في أي دولة أخرى لابد من التحقيق فيه لمعرفة أين الحقيقة؟ فمأساة أن تطلق تلك الاتهامات ثم لا تتابع للوقوف على نتيجة أخيرة! 3- إنبي والمصري أيضا تطاولت على لجنة الحكام مؤكدة أن ما يحدث مهزلة من التحكيم، وبالطبع نظرية المؤامرة متواجدة في تصريحات مسؤولي الناديين. حتى هدد مسؤولو النادي البترولي بتجميد النشاط في حال عدم الحصول على حقهم بإعادة مباراة الأهلي "وهو طلب مستحيل تحقيقه". 4- أندية الجونة والمنصورة والمقاولون العرب هددت بكل الأساليب وطالبت بإحضار حكام أجانب.
التهم التي ألقاها مسؤولو الأندية في غاية الخطورة ويجب الوصول فيها إلى الحقيقة! وصرخ كل المسؤولين داخل تلك الأندية وفي النهاية لا مجيب .. لسبب وحيد أن الأخطاء على الجميع. للأسف هذه التصريحات العنترية تسيء لسمعة مطليقها من زاوية أعتقد أن أحدهم لا يلتفت لها لاعتمادهم على أننا "شعب بينسى بسرعة". فما الحال بعد أن يستمر إنبي في نشاطه الرياضي ويتراجع عن تهديده بالرغم من عدم تنفيذ طلبه، كما أن جميع الأندية السابقة طالبت من قبل باستحضار حكام أجانب لهم في مبارياتهم. ولاستحالة إدارة الدوري الممتاز بالكامل من قبل حكام أجانب فتم رفض جميع الطلبات ومع ذلك الجميع مستمر في خوض المباريات "وهو الطبيعي" فهل سيوقف الجميع نشاط كرة القدم في ناديه! الاحتجاج ضروري، ومطالبة الحصول على الحق لابد أن يتم .. ولكن علينا معرفة كيفية إدارة الأزمة والتصريح بمطالب معقول تنفيذها حفاظا على صورة مسؤولي الأندية في الأول! الجزء الثاني من راكبي الموجة: 1- صحفيون من نوعية أمس بكلام واليوم بكلام آخر، فرجل قال يوم مباراة الأهلي وإنبي أن هناك مؤامرة وأكد وجود شبهة حول تعيين سمير محمود عثمان حكما للمباراة. وفي اليوم التالي وسبحان مغير الأحوال أكد لعدلي القيعي في قناة مودرن سبورت عبر مداخلة هاتفية أنه لا يقصد الأهلي "فلماذا تراجع عن وجهة نظره، هو وحده يعلم؟" 2- مذيع من أصل صحفي يؤكد أن هناك مكالة هاتفية من سامح فهميوزير البترول لسمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم "مؤكدا أنها كانت قاسية!" بالفعل إنها فخر للمذيع أنه يعلم تلك المعلومة الخطيرة، ولكنه لا يعلم للأسف أن معلومة كذلك في حال خروجها عن حدود البلاد قد تودي بالنشاط الكروي بأكمله! أسئلة • هل كان جمال الغندور من كوريا الجنوبية عندما منحها الأفضلية على حساب إسبانيا في كأس العالم 2002 بأخطاء حساسة مرت بكوريا إلى دور الثمانية؟ • فيورنتينا الإيطالي فقد المرور إلى دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا بسبب خطأ تحكيمي تسبب في هدف لبايرن ميونيخ من تسلل واضح لا يستطيع كارل هاينز رومينيجه شخصيا إخفاءه! • هل من المحتمل أن يعيد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مباراة فرنسا وأيرلندا والتي تسبب خلالها حكم المباراة بتأهل منتخب الديوك إلى كأس العالم 2010 من خلال لمسة يد هنري الشهيرة؟ الأسئلة السابقة وأخرى يمكن طرحها سببها الأساسي التفكير بتمعن حتى نعلم كيفية الحصول على حقوقنا مثلا في أزمة مباراة الجزائر وأي أزمة أخرى.