انتهت مباراة مصر والجزائر.. وخفت حدة توابعها لأقصى درجة وانصرفت الصحافة المصرية لما هو أهم، ولكن الصحافة الجزائرية مازالت كما هى.. تواصل هجومها على الفنانين المصريين بشكل مقذع.. هؤلاء الفنانون كل جريمتهم أنهم عبروا منذ أسابيع عن مشاعرهم الطبيعية تجاه وطنهم دون أن يسيئوا إلى أحد.. صحيفة النهار الجزائرية شنت الأسبوع الماضى هجوما مقذعا على يسرا، وهاجمتها على ما لم تفعله.. نفس الأمر مازال يتكرر مع محمود ياسين وإلهام شاهين وتامر حسنى وإيهاب توفيق.. وآخرين، هؤلاء الفنانون متهمون بحب مصر، لذلك نقول لهم: نحن معكم، وللصحافة الجزائرية نقول عيب.. روزاليوسف لا نتصور أن أياً من الفنانين المصريين يعرف حتى الآن الجرم الذى ارتكبه حتى يتم وصفهم بأنهم تفوّقوا فى التلون وركوب أمواج فنانى البلاط.. بل إنهم ممن ترجّوا حمراوى وبن قطاف وبن تركى بوابل الاتصالات قبيل احتفاليات الجزائر ومن تفننوا فى كلمات الشكر والعرفان للجزائر بلاد الشهداء وهم أيضا من لم يفوّتوا فرصة إظهار الضغينة والحقد لأساتذتهم فى التمثيل من نجوم سوريا الذين أرسلوا بأعمالهم النمطية إلى ما وراء النيل. تلك الجمل التى تحمل قدرا لا بأس به من التشفى والتجريح غير المنطقى جاءت كنتيجة لما نشرته بعض الصحف حول قيام عدد كبير من الفنانين المصريين بإعادة الجوائز التى سبق أن تلقوها من مهرجان وهرانالجزائرى مع الأخذ فى الاعتبار أن بعض هذه المعلومات غير صحيحة على الإطلاق.. وأغلب الظن أن ما أثار غضب هذه الصحف إلى هذا الحد العنيف هى تلك الوقفة الاحتجاجية التى نظمتها نقابة المهن التمثيلية وشارك فيها عدد كبير من النجوم مثل عمر الشريف، يسرا، وحسين فهمى، والتى لم تعلن أى مشاعر عدائية تجاه الشعب الجزائرى واكتفت بالتأكيد على أن أياً من الفنانين المصريين لن يقبل الإساءة إلى بلده أو إلى علم بلده وهو حق طبيعى وأصيل ومكفول لأى فنان أيا كانت جنسيته. - أكاذيب ملفقة الذى يجعلنا نفترض أن تلك الحرب الشعواء التى تشنها الصحف الجزائرية ضد النجوم المصريين غير مبررة أنهم استندوا إلى معلومات بعضها لا يستند إلى الدقة من الأساس.. وأوضح مثال على ذلك ما نشرته النهار الجزائرية عن الفنانة يسرا منذ أيام قليلة.. فبغض النظر عن الأوصاف التى ذكرتها عنها والتى تحمل إساءات واضحة نجد أن ما نشرته الصحيفة يقوم فى الأساس على قيام يسرا بإعادة جائزتها إلى مهرجان وهران.. الذى كانت تكرم به منذ نحو شهرين.. بل نسبوا إليها تصريحات تقول فيها لا أريد تكريمات من الجزائر ولا تشرفنى إذا جاءت من أحد يسىء إلى بلدى. لم تكتف الصحيفة بذلك بل زعمت أن يسرا تتبنى فكرة جمع مليون توقيع لإلغاء هدف عنتر يحيى.. مع العلم بأن يسرا لا تعرف شيئا عن تلك الحملة المزعومة ولم تقم بإعادة أى من الجوائز بل لم تشر إلى ذلك من قريب أو بعيد عندما ظهرت فى لقاءات تليفزيونية عقب ما حدث. تجريح شخصى وإذا كانت إساءة الصحف الجزائرية إلى يسرا قد أخذت طابعاً مهنياً له علاقة بمواقفها كفنانة إلا أن هجومهم على إلهام شاهين كان أشبه بتجريح شخصى يعتمد على اصطياد تفاصيل فى حياتها وتكبيرها بشكل مبالغ فيه لتظهر وكأنها جريمة ارتكبتها فى حق نفسها وجمهورها. جريدة الشروق الجزائرية قالت عن إلهام إنها بعد فشل زواجها من شيخ عجوز ثرى مازالت.. حسب اعترافاتها مؤخرا لهالة سرحان.. تائهة... خاصة أنها منذ فترة تعيش حُبّا من طرف واحد! واتهمتها نفس الصحيفة بأنها تجرّأت منذ سنتين على شتم الفنانة القديرة بهية راشدى قائلة: أنت نكرة وتطاولت على نجم الدراما السورية المغربى مفتاح واصفة إياه بأنه إرهابى وهى نفسها التى كرّمها حمراوى حبيب شوقى هذه السنة وتوج فيلمها خلطة فوزية الذى كان خلطة نموذجية من الرداءة! إهانات الصحف الجزائرية لإلهام شاهين لم تقف عند حد التجريح والإساءة إليها بل تحول إلى ما هو أشبه ب الردح الإعلامى حيث تساءلت صحيفة أخرى كمحاولة منها لمواصلة حملة التجريح قائلة هل نسيت إلهام شاهين يوم وقفت فى أروقة شيراتون وهران وهى تطالب على الفول المصرى، وكيف سعت لتكسير المهرجان عندما قامت بتسريب نتائجه للإعلام المصرى قبل أن يتم الإعلان عنها رسميا. وبرغم كل ذلك لم يشتمها أحد فى الجزائر، ثم كيف تجرأت إلهام شاهين على أن تتنازل عن تكريم مهرجان وهران ولم تتنازل عن 40 ألف دولار قيمة جائزة أحسن دور فى فيلم خلطة فوزية وفاز مخرجه مجدى أحمد على ب 50 ألف دولار؟. - دفاتر قديمة بدا واضحا أن الصحف الجزائرية لم يعد يشغلها خلال الفترة الماضية سوى التفتيش فى دفاترها القديمة عن أى فنان مصرى سبق أن تم تكريمه لكى تنال منه بصورة أو بأخرى ناهيك عن براعتها فى أن تلفق له كل ما شاء لها من اتهامات. فعلت نفس الشىء مع إيهاب توفيق الذى وجهت له الشروق الجزائرية قائمة طويلة من التساؤلات حين نشرت تقول ولإيهاب توفيق الذى سب الجزائر بأقذر السباب: هل نسيت أن هذا البلد هو الذى أنزلك منزلة الملوك والأمراء ووفر لك حماية الرؤساء، وغنيت بالجزائر ساعة ونصف الساعة مقابل 25 ألف دولار بنفس الطريقة التى استقبلت بها الجزائر مواطنك تامر حسنى ب 120 ألف دولار وعرضت على شيرين مبلغ 75 ألف دولار دون الحديث عن نفقات الضيافة الأخرى.. حتى إنكم تجوّلتم مثل الملوك فى مواكب رسمية بمدينة وهران.. هذه مجرد أمثلة لقائمة طويلة عريضة من الإساءات الإعلامية التى توجهها الصحف الجزائرية ليل نهار إلى أسماء كثيرة وكبيرة فى دنيا الفن بمصر. - تحريض على العنف الغريب أنه حتى الكنيسة الأرثوذكسية بمصر لم تنج من مسلسل الإساءات، حيث اعتبرت صحيفة النهار الجزائرية قيامها بتكريم الفنانين المصريين العائدين من السودان - والذى تم منذ أيام قليلة - بأنه ضد التسامح وضد عودة المياه إلى مجاريها وأن الكنيسة كمؤسسة دينية كان الأجدر بها أن تنأى بنفسها عن كل هذا العبث. تامر حسنى هو الآخر لم ينج من الاتهامات الملفقة، ولكن المضحك أن سند اتهامه لم يكن سوى مقطع من أغنية نسبت له وتوزع بين الشباب من خلال التليفون المحمول.. حيث اتهموا تامر بأنه قد بث فى الأغنية ما أسموه ب سمومه وأحقاده إلى الجزائريين وادعوا بأنه يقول فيها أن الشعب الجزائرى متهور وغير واع، بل قال إن الجزائريين يعاملون المصريين على أنهم صهاينة. كل هذه الأمثلة تشير إلى حقيقة واضحة وهى أن تلك الصحف افتقدت فى حربها الإعلامية تلك أهم سلاح كان من الممكن أن تعتمد عليه وهو الدقة.. ففى ضوء ما سبق سيكون من السهل أن نكتشف أنه لا توجد معلومة واحدة تؤخذ على أى فنان مصرى.. وكل ما ذكرته تلك الصحف الجزائرية إما إنها اتهامات بلا دليل أو وقائع أشبه بجلسات النميمة. - المسلسل مستمر قائمة الفنانين المصريين الذين تعرضوا لهذا الهجوم الشنيع لم تقف عند الأسماء السابقة بل تشمل أسماء مثل شريف منير الذى قالت له النهار. لم نعد نريدك والجزائر تتأسف لفنانيها بعدما أقامت لك مقاما على ركح المرحوم حسنى شقرون، والتزم الصمت فالجزائريون أسمى من أن ترد هداياهم ولو سمعك شاهين لتبرأ منك.. ومثل فتحى عبدالوهاب الذى اتهمته إحدى صحفهم بأنه ظهر على وجهه الحقيقى بعدما فضحته فقط مباراة فى كرة قدم وهو يطالب بطرد السفير الجزائرى من مصر ويعلن عن إعادة جائزة أسياده.. أيضا مثل الفنان القدير محمود ياسين الذى قالت له صحيفة الشروق الجزائرية نصا: نحن مَنْ لن يسامحك أبداً يا من تظن نفسك كبير الفنانين. حتى الفنانين العرب الذين تضامنوا مع الموقف المصرى لم يسلموا من تلك الحرب الكلامية مثل هيفاء وهبى التى تجاوز الهجوم عليها كل الخطوط الحمراء ووصل إلى حد اتهامها من قبل معظم الجرائد الجزائرية بأنها وصمة عار على جبين شرفاء لبنان، وأن اسمها وصوتها وملابسها لاتشرف المسارح الجزائرية!! حرب الصحف الجزائرية ضد المبدعين المصريين لم تتوقف.. وإنما مازالت تتمادى وتتطور من مجرد انتقاد إلى حد التجريح بكل ما تحمله الكلمة من ضراوة!؟