مع كل تجمع للمنتخب الوطني الاول أو الاولمبي تبرز مشكلة ازلية هي حق النادي والمنتخب في اللاعب . الاندية خاصة الاهلي والزمالك تصر علي تطبيق لوائح الفيفا بشأن ضم اللاعبين قبل المباريات بثلاثة ايام فقط وقبل البطولات القاترية والدولية بأسبوعين . هذه المقولة قول حق يراد به باطل .. لان الاندية تعرف ان تطبيق اللائحة يعني ايضا ان تستمر المسابقات المحلية بدون تأجيل وان تلعب هذه الفرق مبارياتها بدون اللاعبين الدوليين وهو الامر الذي سترفضة الاندية قطعا وستتهم الاتحاد بمحاربتها ان طبق اللائحة . اللاعبون المحتوفون خارج بلدهم عندما يعودون للعب مع منتخبهم – حسب لوائح الفيفا – يبتعدون عن انديتهم وهذه الاندية لا تطالب بأيقاف الدوري لان لاعب أو اكثر انضم لمنتخب بلاده . فلماذا يتم تاجيل الدوري مرات عديدة عندما ينضم اللاعبون المحليون للمنتخب ؟! المعادلة اذن واضحة فلماذا البكاء ولماذا الشكوي في كل مرة ؟ انها منظومة العمل الكروي في مصر الكل يريد مصلحتة فقط حتي لو كان ذلك علي حساب الصالح العام ! اللاعب يريد تطبيق الاحتراف فيما يتعلق بحقوقة المادية والادبية ولكنة لا يطبق الاحتراف في واجباتة فهو لاعب وطالب وموظف ومجند احيانا .. والغريب انه ايضا رجل اعمال وصاحب مقهي وصالون حلاقة واذا سألتة يقول لك " انني اؤمن مستقبلي " وهذا حقه ايضا ولكن اين حقوق الاندية ؟ النادي من ناحيته يطالب بحقوقة وعندما تطالبة بتأدية واجبة يقول لك انه يصرف علي اللاعبين الالاف بل الملايين واندية اخري لا تصرف مثله متناسيا أو متجاهلا عن عمد ان هو – أي النادي – الذي يحني ثمار هذا كله . اتحاد الكرة ليس بريئا . انه يطبق اللوائح بالمزاج وعلي المزاج وفي التوقيت المناسب له وهو ليس بالعدل المطلق وبالمساواه مع الجميع . اتحاد الكرة سيد قراره الكروي لكنه سيد بدون عبيد وسيد علي نفسه فقط وعندما يحاول ان يفرض ارادتة يجد القوي العظمي الكروية وبالذات في الاهلي والزمالك له بالمرصاد . واذا نجح في الهروب من حصار هذه القوي وجد حصارا اقوي من نواب مجلس الشعب أو وزارة الشباب . منظومة العمل الكروي في مصر مختلة ليس لان اللوائح قاصرة أو لان القيادات سيئة بل لان النوايا سيئة جدا وكل طرف يبحث عن مصلحتة هو لو كانت علي حساب الاخرين . منظومة العمل الكروي في مصر مختلة لانها تسير علي عكاز اسمه الهواية وقدمين ضعيفتين اسمهما الاحتراف وعينا المنظومة بهما " حول " لان احدهما تنظر بعين القيم والمباديء والاخري تنظر بعين المصلحة والفلوس فضاعت هويتنا الكروية وستظل هذه الهوية ضائعة لفترة لان الامر ليس بيد الشارع الكروي وحده بل هي منظومة متكاملة في كل مجالات الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وفكريا . فنحن نعيش عصرا هلاميا لم تتحدد ملامحة بعد ... والكرة المصرية احد نتائج هذا العصر لانها اللعبة الشعبية تتأثر وتؤثر في الشعب وفي الناس .. لذلك ستظل رهينة " اللاهوية " حتي يكون لنا نحن هوية حقيقية في هذا العالم .