محمد محمد محمد أبو تريكة .. اسم ارتبطت به الجماهير المصرية طوال خمس سنوات متتالية كأفضل لاعب في مصر والعالم العربي من الناحية الفنية والأخلاقية والدينية، ويجب أن يبقى في الأهلي أو تكون وجهته إلى أوروبا في حال خوضه تجربة الاحتراف مع كامل الاحترام للخليج العربي. ويعلم الجميع أنني من أشد المنحازين للكرة الخليجية والدوري الخليجي، بل وأرى أن بعض الأندية الخليجية تتفوق على بعض الأندية المصرية، وبعض بطولات الدوري في الخليج تتفوق فنيا على الدوري المصري، ولكن عندما يتعلق الأمر بأبو تريكة تاجر السعادة فسأكون أول المعارضين وأول من يقول لا وألف لا لهذه الخطوة، بل وسأكون أول الباكين في حال رحيل أمير القلوب. فأبو تريكة ارتبط ارتباط عاطفي بالشعب المصري والجمهور الأهلاوي من خلال أخلاقياته وأهدافه الحاسمة التي ساهمت في العديد من الانتصارات للأهلي والمنتخب، ومن الأفضل له ولنا أن يستمر في الأهلي وينهي مشواره الكروي بالقميص الأحمر الذي تألق به ووسط الجماهير العظيمة التي طالما رفعته على الأعناق. أبو تريكة أيضا أمامه فرصة ذهبية للدخول في نادي المائة في بطولة الدوري المصري الذي لم يدخله سوى ستة لاعبين فقط طوال التاريخ بعدما سجل 88 هدفا في الدوري وبات يفصله 12 هدف فقط لدخول نادي العظماء. رحيل أبو تريكة في الوقت الحالي أيضا سيضع أمامه العديد من علامات الاستفهام خاصة وأنه رفض عرضا أكبر وأقوى من الهلال السعودي في الموسم الماضي وبرر رفضه بتمسكه بجمهور الأهلي، فماذا حدث الأن، هل سيرحل بسبب رحيل مانويل جوزيه وهل جوزيه أهم لديه من جماهير الأهلي، أم سيرحل لأنه يشعر بهبوط مستوى الأهلي ويريد أن يقفز من السفينة قبل أن تغرق مثلما فعل جوزيه؟ أبو تريكة اذا أراد الاحتراف فيجب عليه أن يخوض تجربة احتراف في الدوري الانجليزي أو الإسباني أو الفرنسي على أقل تقدير، وليس في الدوري الاماراتي او السعودي أو القطري مع كامل احترامي لهم، لأن أبو تريكة مختلف .. وأبو تريكة غير.
فمع احترامي لأهلي دبيالاماراتي فالاحتراف في سيون مع عصام الحضري أفضل كثيرا ولقد رفض أبو تريكة العديد من العروض الأوروبية من قبل أبرزهم من نادي خيتافي الإسباني، واذا أراد أن يخوض تجربة احتراف في أوروبا حاليا فسيجد العديد من الأندية التي تغازله وتخطب وده وتسعى لضمه ولو حتى نادي جرينوبل الفرنسي الذي أبدى اهتماما بضمه، ومن الممكن أن يقلل الأهلي سعر أبو تريكة في حال احترافه أوروبيا حتى يحترف في مكان يليق به وباسمه ولا يقلل من شأنه ولا من تاريخه. وقد يقول البعض أن أبو تريكة لا يملك عروضا أوروبية في الوقت الحالي ولكن ذلك بسبب رفض الأهلي بيع اللاعب في أكثر من مرة من قبل ومغالاته في طلباته المادية، ولكن اذا فتح الأهلي باب بيع اللاعب فسيجد عشرات الأندية التي تطلب تريكة، ويكفي أن جمال حمزة الذي لم يلعب مع الزمالك طوال موسم كامل ولم يرتدي قميص المنتخب منذ التسعينات وجد فرصة احتراف في أحد أندية الدوري الألماني الممتاز، فأين سيحترف تريكة اذا أعلن الأهلي نيته في بيعه لأحد أندية أوروبا بسعر معقول وغير مبالغ فيه. الجماهير الخليجية وادارات الأندية الخليجية إما أن ترفع اللاعب المحترف إلى سابع سماء أو تهبط به إلى سابع أرض، والحالات السابقة كثيرة جدا، فكم من لاعب تم الهتاف ضده أو تم فسخ تعاقده بسبب اضاعة فرصة خطيرة أو ركلة جزاء، والأمثلة القريبة موجودة من الموسم الماضي من الانتقاد الكبير الذي حل بالثلاثي المصري في الدوري السعودي عماد متعب وحسام غالي ووليد سليمان من وسائل الاعلام السعودية وانتقادهم فنيا داخل الملعب أو شخصيا خارجه، كما أن حسني عبد ربه الذي يلعب في أهلي دبي لم يسلم من نفس نوعية الانتقادات في الامارات من أنه عصبي ومغرور وما إلى ذلك. الجمهور المصري لم ولن يقبل أن يقوم أحد بانتقاد تريكة أو اهانته أو أن نسمع تصريحا من مسؤول في نادي خليجي أنهم يفكروا في الاستغناء عن أبو تريكة لمجرد هبوط مستواه في مباراة أو اثنتين مثلما حدث مع متعب وغالي وسليمان، ولن نتحمل أن نرى هجوما على أبو تريكة في أحد المنتديات الخليجية مثلما حدث مع لاعبينا المصريين في الخليج من قبل. في نهاية حديثي أوجه كلمة ونداء إلى أبو تريكة .. إما أن تبقى في الأهلي إلى الأبد أو تحترف في دوري أوروبي قوي يترك علامة في تاريخك .. فمع احترامي لأهلي دبيالاماراتي فالاحتراف في سيون مع عصام الحضري أفضل كثيرا خاصة وأنه فريق حصد كأس سويسرا وسيلعب في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي. نقطة أخيرة بعيدا عن الموضوع: عندما أتحدث في مقالاتي عن ترشحي في انتخابات نادي الشمس يتهمني البعض باستغلال المساحة التي أكتب فيها كدعاية انتخابية وينتقدون ذلك، وعندما توقفت عن ذلك هاجمني أعضاء نادي الشمس وطالبوني باستغلال النعمة التي أمتلكها في الحديث عن النادي وأزماته وطرق حلها ونشرها على أكبر عدد ممكن من أعضاء النادي من خلال الموقع الذي يرتاده ملايين الأشخاص يوميا وهي الميزة التي لا يمتلكها الكثيرين .. وقد أصبحت حائرا بشدة .. أفتح الشباك ولا أقفله؟