حققت دورة الألعاب الأوليمبية في بكين أرباحا ضخمة اعتمادا على حقوق البث التليفزيوني والإلكتروني إضافة إلى الرعاة الرئيسيين للمنافسات ولكن المؤشرات تؤكد أن الأرقام في سبيلها للزيادة مع الدورة المقبلة في لندن 2012. وبلغت أرباح اللجنة الأوليمبية الدولية من دورة الألعاب الشتوية في تورينو والدورة الصيفية في بكين نحو 1.9 مليار جنيه استرليني، بحسب تقرير نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية في أغسطس الماضي. وذكرت الصحيفة أن الدورة التي تستضيفها لندن بعد أربع سنوات سوف تحقق أرباحا تصل إلى 2.7 مليار جنيه استرليني نتيجة الزيادة في حقوق البث التليفزيوني وارتفاع عدد الرعاة الرئيسيين. وقال جاك روج رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية في خطابه للجمعية العامة للجنة الأوليمبية: "الحالة الاقتصادية للجنة الأوليمبية صحية للغاية .. والموقف يتطور في صالحنا". ولكن روج أكد أن الأرباح المتوقعة لاتزال "أموالا افتراضية" بحسب وصفه. وأوضح "أود تحذيركم من أمر هام وهو أن هذه الأموال لاتزال افتراضية، لن نحصل على هذه الأرباح إلا عند نجاح (الأوليمبياد الشتوية) فانكوفر 2010 و(الأوليمبياد الصيفية) لندن 2012". ويبلغ عدد الرعاة الرئيسيين حاليا 12 مؤسسة عملاقة في مجالات الملابس الرياضية، والطيران، والاتصالات، والوقود والطاقة، والخدمات المصرفية ومجالات أخرى. وحصلت اللجنة الأوليمبية الدولية على مكاسب ضخمة من رعاة الدورة الماضية مثل كوكا كولا، وماكدونالدز، وسامسونج، وفيزا وآخرين. وزاد عدد الرعاة الرئيسيين مع دورة الألعاب في لندن، منها ست مؤسسات تحددت بالفعل على رأسها شركة BP العملاقة العاملة في مجال البترول، وخطوط الطيران البريطانية وأديداس للملابس والأدوات الرياضية. ويدفع كل من الرعاة 50 مليون جنيه استرليني في المتوسط وقد تزيد لربط اسمه بدورة الألعاب الأوليمبية المقبلة وفي المقابل يمكن لكل المؤسسات البدء في استخدام لندن 2012 في حملاتها الدعائية والتسويقية منذ تاريخ توقيع التعاقد. "تستحق الرعاية" ولكن لماذا دفع الرعاة الرئيسيون كل هذه الأموال في تورينو وبكين، ولماذ يرغبون هم وغيرهم في دفع المزيد في لندن؟ يرى الرعاة الرئيسيون أن بكين 2008 كانت "تستحق الرعاية" بسبب ما جلبته لهم من انتباه العالم كله وتقدير خاص من المستهلكين الصينيين الذين يزيد عددهم عن مليار نسمة. وقال مايكل لينش رئيس وحدة الرعاية في شركة فيزا العالمية: "كان الحدث رائعا. كل أنظار العالم كانت متجهة إلينا لاسيما مع تحقيق الرياضيين المشاركين أرقام جديدة وكتابة تاريخ مختلف في هذه الدورة".
مباراة شاهدها 170 مليون وقالت دراسات أجريت قبل وأثناء انطلاق الدورة إن الصينيين أبدوا اهتماما خاصا بمنتجات الشركات الراعية للمنافسات، إذ اعتبروها تدعم حدثا هاما لبلادهم على المستوى الوطني. وعبر جيهون كوون رئيس وحدة التسويق الرياضي في سامسونج عن ارتياحه لمرور المنافسات من دون مشاكل على الرغم من الاحتجاجات التي صاحبت رحلة الشعلة الأوليمبية، والتي طالبت بمقاطعة بكين لسجلها الفقير في مجال حقوق الإنسان. وقال كوون "كانت المنافسات ناجحة للغاية، خاصة وأنها انتهت بلا ضحايا أو أضرار". وعلى خط مواز، اتجه رعاة آخرون مثل كوكا كولا وماكدونالدز إلى أبطال الرياضة الصينيين استغلالا لحالة التأييد الشعبي لهم، وهي الاستراتيجية التي أثبتت نجاحها في الحصول على مكاسب كبرى في السوق الصينية التي تعد واحدة من أقوى الأسواق في العالم. قوة المراهقين وبعيدا عن أموال الرعاة، فإن ارتفاع نسب المشاهدة التليفزيونية لمنافسات بكين ساهم بشدة في تزايد الأرباح على الرغم من المخاوف التي خلقها تراجع عدد المراهقين المهتمين بأنشطة الدورة. ووفقا لدراسة أجراها معهد نيلسون الأمريكي لبحوث الإعلام، فإن 211 مليون أمريكي شاهدوا منافسات دورة بكين على شاشات شبكة (إن. بي. سي.)، متجاوزين بذلك رقم 209 مليون مشاهد الذي تحقق في أثينا 2004. وقالت الدراسة نفسها إن نحو 86% من أجهزة التليفزيون في الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت تعرض ألعاب الدورة المختلفة. وارتفعت هذه النسبة إلى 96% في الصين، التي شاهد مواطنوها الدورة عبر سبع محطات تليفزيونية تبارت في تقديم المنافسات المختلفة. وجذبت منافسات رفع الأثقال للسيدات التي أقيمت في التاسع من أغسطس نحو 155 مليون صيني، فيما شاهد 170 مليون مباراة كرة السلة بين الولاياتالمتحدة والصين. وعلى الرغم من الأرقام السابقة، فإن وكالة "أدفرتايزنج إيدج" الأمريكية أشارت إلى هبوط واضح في نسب المشاهدة بين المراهقين مقارنة بدورة الألعاب أثينا 2004. ولم يزد عدد المشاهدين بين المراهقين عن دورة أثينا 2004، ولكن مع زيادة عدد مشاهدي بكين 2008 بشكل عام، فإن المشاهدين في هذه الشريحة العمرية هبط بنسبة 4%، على الرغم من كثافة التغطية على الإنترنت وتقديم رياضات جديدة مثل مسابقات دراجات (بي. إم. إكس.) وقال جاك روج: "إذا أردنا مزيد من النجاح في لندن 2012، فإن علينا اجتذاب المراهقين والشباب لمتابعة المنافسات بعد ثبوت وجود تغير واضح في الأذواق والاتجاهات".