ببساطة وبعيدا عن التحليلات يتحمل البرتغالي مانويل جوزيه مدرب النادي الأهلي وحده مسئولية الخسارة من النادي المصري. تشكيل الرجل منذ بداية المباراة يفسر كل شيء ويعبر عن طريقة تفكير جوزيه الذي يصيب كل تسع من أصل عشرة مباريات لكن لابد لرهانات المدير الفني أن تجانب الصواب في المرة العاشرة. جوزيه أرادها مباراة تكتيكية في الشوط الأول يجهد فيها المصري الذي سيتحمس كالعادة لمدة ربع ساعة ثم سرعان ما يسيطر لاعبو الأهلي أصحاب الخبرة على الوضع، وفي الشوط الثاني يبدأ الأهلي في استخدام أوراقه الرابحة واحدة تلو الأخرى بأبو تريكة وأحمد حسن وحسين ياسر، بل وربما يحافظ على جهد أي منهم إذا حسم زملاؤه المهمة. الأهلي واجه فريقا "حساميا" متحمسا لأقصى درجة ولاعبين يضغطون في كافة أرجاء الملعب وهي حالة نادرا ما يقابلها الشياطين الحمر في الدوري المصري باستثناء مباراة الدراويش في الإسماعيلية ومباريات الدورين قبل النهائي ونهائي دوري أبطال أفريقيا كل موسم. وبصراحة شديدة قوة فريق الأهلي وضعف منافسيه المحليين تمنح جوزيه ثقة تصل إلى حد الغرور لأنه إذا لم يلعب أمام المصري بأفضل تشكيلة في بورسعيد.. فبأي لاعبين سيواجهه في استاد القاهرة أو قبل المباريات الحاسمة في إفريقيا.
الأهلي هو المستفيد الأول من فوز المصري وبالمناسبة الأهلي تعرض في مباراة المصري الأخيرة لما سبق أن تعرض له في مباراة روما والسبب هو جوزيه أيضا.. في الشوط الأول في المبارتين دفع بالتشكيلة الأضعف رغم أنه يلعب أمام واحد من أكبر أندية أوروبا، وفي المرة الثانية حافظ على أبرز نجومه على الدكة أمام منافس شرس خارج ملعبه. ولا يمكن لوم وائل جمعة بسبب نيله البطاقة الحمراء لأن اللوم يجب أن يوجه من باب أولى إلى من تسبب في تشكيل ضغط على دفاع الأهلي منذ بداية اللقاء، ولا بدلاء الشوط الثاني ينتمون إلى نوعية ال"سوبرمان" حتى يغيرون المباراة في نصف ساعة. كان من المنطقي مثلا أن يدفع جوزيه بأحمد حسن صاحب الخبرة والقادر على ضبط إيقاع الوسط تحت الضغط وبأبو تريكة مثلا أو بحسين ياسر مع الإبقاء على ورقة رابحة على الدكة للمناورة في الشوط الثاني أما الإبقاء على أبرز النجوم بين البدلاء فهو قرار غير موفق. وبشكل عام خسارة الأهلي تمنح بطولة الدوري مذاقا خاصا حتى لا يغرد الفريق بعيدا عن السرب من أول أسبوعين في عمر الدوري، كما تجبر جوزيه على مراجعة حساباته. ملحوظة أخيرة: لماذا لا يستمر النادي المصري بذات المستوى الذي قدمه أمام الأهلي في كل مباريات الدوري؟ ألا يمكن لبورسعيد أن تقدم منافسا حقيقيا على درع الدوري؟ لو حدث ذلك فالمستفيد الأول من هذا الوضع سيكون الأهلي وجماهيره.