جونيور أجوجو .. رحالة غاني يجيد "قليل من كل شئ"

خارج أسوار استاد سيكوندي في غانا وأثناء إقامة كأس الأمم الإفريقية 2008، استوقف صبي لم يبلغ عامه العاشر الصحفي الإنجليزي الشهير جوناثان ويلسون وسأله ببراءة "أنا لاعب كرة، هل يمكنك أن تأخذني معك إلى إنجلترا؟"
وأكمل ويلسون سرد تلك الواقعة في عموده بصحيفة "ديلي تيليجراف" الشهيرة فقال إنه رد بسؤال الصبي عن مدى مهاراته في كرة القدم. حينئذ، أجاب الطفل بفخر "أنا مثل جونيور أجوجو".
كانت كأس الأمم الإفريقية الماضية نقطة تحول في تاريخ أجوجو -29 عاما - مع الكرة، فقد حولته من مجرد "اسم آخر" في قائمة مايكل إيسيين ورفاقه إلى النجم الحقيقي لجماهير الكرة في غانا أثناء وبعد البطولة.
فصور إيسيين ورقم قميصه كانت تحتل كل مكان في العاصمة الغانية أكرا قبل انطلاق البطولة باعتباره وجه الكرة الغانية الأشهر في هذه المرحلة، ولكن اسم أجوجو هو الذي شكل هتافات جماهير أصحاب الأرض، الذين بلغوا دور الأربعة في البطولة بفضل أهدافه الثلاثة.
بل إن مستوى أجوجو وأهدافه جعلا كهلا غانيا تخطى عمره ال80 يذهب إليه في الفندق الذي اتخذه الفريق الغاني مقرا له ويعرض عليه تزويجه حفيدته الجميلة، بحسب تقرير لصحيفتي "ديلي ميرور" و"ذا صن" البريطانيتين اللتين أبرزتا الواقعة الطريفة.
وعلق أجوجو على هذا العرض قائلا: "أتلقى معاملة النجوم السوبر هنا، وهو أمر لم أكن أتوقعه لأنني لم أحضر إلى غانا منذ عامين".
الرحالة الغاني
عامين؟ ليسا فترة طويلة بالنسبة لأجوجو، الذي يبدو أن رحلاته لا تنتهي أبدا.
غادر أجوجو العاصمة الغانية أكرا في سن 15 مع والدته واستقرا في العاصمة البريطانية لندن بحثا عن حياة أفضل في ظل عدم وجود الأب الذي فضل الحياة في غانا.
ويسترجع أجوجو بدء ممارسة الكرة في بصورة منتظمة في انجلترا مشيرا إلى أن تلك الفترة شهدت تغييرا كبيرا في منظوره للعبة.
ويوضح "في غانا، كنا نصنع كرات من الورق والقماش وننطلق خلفها في مرح، ولكن في إنجلترا يحاولون تعليم الصغار المبادئ الأساسية للكرة .. كان أسلوبي مختلفا تماما".
بدأ أجوجو احتراف الكرة مع نادي شيفيلد وينسداي عام 1995 وبدأ معه ترحاله بين الأندية، إذ لعب لخمسة فرق في العدد نفسه من السنوات.
ودافع أجوجو عن ألوان شيفيلد عامين قبل أن يبدأ النادي في إعارته منذ عام 1997 تباعا إلى أندية أولدهام أتلتيك، وتشستر سيتي، وتشسترفيلد، ولينكولن سيتي حتى عام 2000.
وشهد تشستر سيتي أبرز نجاحاته في تلك الفترة حينما سجل ستة أهداف في عشر مباريات مع الفريق.
ويبدو أن أجوجو سأم من الرحلات الداخلية فقرر الانطلاق هذه المرة خارج بريطانيا، وتحديدا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولكنه لم يتخل عن عادته بالتنقل كثيرا إذ لعب لثلاث أندية في عامين!
والتحق المهاجم القوي بفريق شيكاجو فاير في أول ظهور له في الدوري الأمريكي عام 2000 قبل أن يتجه في منتصف الموسم إلى كولورادو رابيدز ومنه إلى سان جوزيه إيرثكويكس.

ولعب أجوجو 47 مباراة بين الأندية الثلاثة سجل فيها 21 هدفا قبل أن يحن إلى الكرة الإنجليزية ويعود إليها عام 2002 مع كوينز بارك رينجرز.
البداية الحقيقية
في رينجرز صادفه حظ عاثر أجبره على مواصلة الرحيل ولكن في هذه المرة إلى بارنيت، الذي شهد البداية الحقيقية لنجم المنتخب الغاني.
لعب أجوجو 39 لقاء مع بارنيت سجل فيهم 21 هدفا سهلوا له انتقالا أشد نجاحا إلى بريستول روفرز الذي قضى بين جدرانه ثلاثة مواسم هز فيها الشباك 41 مرة.
وفي عام 2006، استدعي أجوجو للمرة الأولى إلى صفوف المنتخب الغاني الذي كان يستعد لخوض غمار كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، ولكن اللاعب لم يجد لنفسه مكانا في القائمة النهائية التي غادرت إلى ألمانيا.
انضم أجوجو في العام نفسه إلى نوتنجهام فورست، وواصل معه التألق مسجلا 20 هدفا في 64 مباراة.
12 ناديا في 13 عاما .. ولكن هل سمعت عن أي منهم؟ ربما لا، فجميعهم في أندية الدرجة الرابعة والثالثة في إنجلترا.
قليل من كل شئ
"لقد فعلت كل شئ في الدرجات الأدنى (الثالثة والرابعة) ربما يكون حان الوقت للانتقال إلى الدوري الممتاز الإنجليزي" .. هكذا كان يتمنى أجوجو في حديث مع صحيفة "جارديان" البريطانية العام الماضي.
ولكن سببا مجهولا حول اتجاهه هذا الصيف إلى الشرق الأوسط، حيث فاز الزمالك بخدماته بعد منافسة مع عدد من الأندية الخليجية.
وإذا كان أجوجو قد حضر إلى مصر وسمعته الإفريقية تسبقه بعد أدائه القوي مع غانا في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، فإن الحال لم يكن هكذا دائما.
فالفترات التي لم يسجل فيها أجوجو باستمرار كان يواجه فيها انتقادات كثيرة حول أسلوب لعبه الذي يعترف بأنه تطور مع الوقت، ولكنه يرفض في الوقت نفسه حصر مهاراته في تسجيل الأهداف فقط.
"أجيد القليل من كل شئ" .. هكذا يصف أدائه في حديث لصحيفة "تيليجراف".
ويوضح بابتسامة "أحب تسجيل الأهداف، وصنعها، والالتحام في الكرات العالية، والاحتفاظ بالكرة قليلا حتى أتيح لزملائي فرصة المشاركة في الهجمات ... قليل من كل شئ".
ولكن الجميع ينتظر من أجوجو التسجيل قبل كل شئ، وهو الأمر الذي لا يتواني عن فعله بعيدا عن المظهرية. ويقول "إذا كانت هناك فرصة لتسجيل هدف جميل، فلا مانع، ولكنني سأسجل الهدف متي تحين الفرصة، بأي شكل وبأي صورة".
أجوجو .. لا أظن أن مشجعي الزمالك يطلبون أكثر من ذلك.