انتهى الموسم الكروى 2002 / 2003 فى ايطاليا الأسبوع الماضى ، و أسفر عن تتويج فريق اليوفنتوس بطلا للدورى للمرة الثانية على التوالى و ال 27 فى تاريخه ، بينما فاز ميلان ببطولة الكأس الايطالية للمرة الخامسة فى تاريخه ، و الأولى منذ عام 1977 . و شهد الموسم المنصرم تفوق كبير للأندية الايطالية على الصعيد الأوروبى ، حيث وصل فريقين ايطاليين الى المباراة النهائية هما ميلان و اليوفى ، و انتهت المباراة بتتويج ميلان كبطل لاوروبا للمرة السادسة فى تاريخه . و لكن ما هى أسباب تفوق اليوفى على المستوى المحلى و فوزه ببطولة الدورى قبل نهايتها بثلاث اسابيع ، و خسارته اللقب الأوروبى بعد أن كان أقرب المرشحين اليه خاصة بعد وصوله الى المباراة النهائية ؟ و فى الجانب الآخر ما هى أسباب تفوق الروزونيرو الواضح على المستوى الأوروبى منذ بداية الموسم و حتى تتويجه بطلا لاوروبا الشهر الماضى ؟ ابدأ باليوفى بطل دورى الدرجة الأولى الايطالى ، و فى رأيى أن هناك عدة عوامل و أسباب أدت الى فوز اليوفى بلقب الدورى المحلى بفارق كبير عن منافسيه ، و فى مقدمة هذه الأسباب مارتشيللو ليبى المدير الفنى المحنك للبيانكونيرى . ليبى يعتبر أحسن المدربين الايطاليين حاليا و من أحسن المدربين على مستوى العالم ، و لعبت خبرته الكبيرة دورا كبيرا فى قيادة اليوفى الى الاحتفاظ بلقب الدورى الايطالى للمرة الثانية على التوالى ، بعد أن فاز به الموسم الماضى تحت قيادة ليبى نفسه . و أذكر هنا أحد مباريات اليوفى هذا الموسم فى الدورى المحلى و كانت ضد بولونيا بملعبه فى المرحلة الثامنة و العشرين و التى كان ليبى هو بطلها الأول . فقد كان اليوفى متأخرا بهدفين نظيفين حتى قبل النهاية بخمس دقائق و هو يلعب خارج ملعبه ، و لكن خبرة ليبى الكبيرة و تغييراته الموفقة جدا نجحت فى تعديل نتيجة اللقاء الى التعادل 2 / 2 فى الوقت المحتسب بدلا من الضائع . و من العوامل الهامة فى فوز اليوفى بالدورى هذا الموسم هو وجود مجموعة رائعة من اللاعبين بدءا من الحارس العملاق جيانلويجى بوفون الى رأس حربة الفريق الفرنسى ديفيد تريزيجيه . و يجيد أغلب هؤلاء اللاعبين اللعب فى أكثر من مركز ، و لذلك لم نرى تأثير كبير لغياب بعض نجوم الفريق لفترات طويلة بسبب الاصابة مثل اليساندرو ديل بييرو و مارتشيللو سالاس ، حيث كان يوجد دائما من يعوض غيابهم . أما أكثر العوامل تأثيرا فى فوز اليوفى بالدورى هذا الموسم فهو ملهم الفريق و صانع العابه التشيكى بافيل نيدفيد . فقد كان هذا اللاعب الرائع هو السبب الرئيسى فى فوز اليوفى بالعديد من المباريات هذا الموسم ، و كان مستواه المتميز سببا فى انجازات اليوفى هذا الموسم سواء محليا أو اوروبيا . و لا يفوتنى ذكر الجندى المجهول جيانلوكا زامبروتا ، الذى لعب فى جميع مراكز الدفاع و الوسط هذا الموسم ، و كان فى رأيى أبرز لاعبى اليوفى هذا الموسم بعد نيدفيد . أما عن اخفاق اليوفى فى الفوز بدورى ابطال اوروبا الذى وصل الى مباراته النهائية أمام مواطنه ميلان ، ففى رأيى أن تركيز الفريق فى بطولة الدورى أثر بشكل كبير على حظوظ اليوفى فى الفوز بالبطولة . فعلى الرغم من أن وصول اليوفى الى المباراة النهائية لا يعتبر اخفاقا ، فانى أرى أن نتائج الفريق فى المرحلة الأولى من البطولة لم تكن لتعطى أى مؤشر حول وصوله الى المباراة النهائية ، و خاصة بعد خسارته ذهابا ايابا أمام مانشستر يونايتد الانجليزى . و الدليل على ذلك أن أفضل اداء قدمه الفريق كان فى مباراة العودة أمام ريال مدريد ، و هى المباراة التى جاءت بعد تتويج اليوفى رسميا بطلا للدورى . أما فى المباراة النهائية فقد اصطدمت حظوظ اليوفى برغبة ميلان القوية جدا فى الفوز بالبطولة و عدم الخروج من الموسم بلا بطولات ، بالاضافة الى غياب نجم الفريق نيدفيد و الذى كان له أبلغ الأثر فى هبوط مستوى اليوفى فى هذه المباراة ، على الرغم من الاعتراف بأن الفريق لا يقف على لاعب و ظهر هذا واضحا فى مباريات كثيرة هذا الموسم خاصة التى غاب فيها ديل بييرو ، و لكن المباريات الحاسمة كهذه المباراة كانت تحتاج الى خبرة نيدفيد الكبيرة . و نأتى للحديث عن فريق ميلان ، و سبب تفوقه الأوروبى الكاسح هذا الموسم ، بينما لم ينجح الا فى احتلال المركر الثالث فى الدورى المحلى خلف اليوفى و الانتر . أعتقد أن تركيز ميلان كان منصبا منذ بداية الموسم على الفوز بدورى ابطال اوروبا ، بعكس اليوفى ، و نتائج فريق الرائعة فى المراحل الأولى للبطولة كانت تدل على أن ميلان عائد بقوة الى الساحة الأوروبية هذا الموسم . فقد فاز الفريق خارج ملعبه على بايرن ميونيخ و ديبورتيفو لاكورونيا بنتائج كبيرة ، و فاز على ريال مدريد فى مباراة رائعة بهدف نظي