إذا كان العديد من المهتمين بكرة القدم المصرية لم يستطيعوا تصديق ما حدث بالجبل الاخضر يوم الجمعة الماضي عندما خسر الاهلي الدوري في محطته الاخيرة لمصلحة منافسه الدائم الزمالك , فإن معظمهم اجمع على ان هذه هي الصدمة الاقسى في تاريخ الكرة المصرية عامةً , والدوري خاصةً . الحقيقة ان صدمة خسارة الدوري بالنسبة لجماهير الاهلي هي الاقسى على المستوى المحلي , لكنها ليست الاقسى على المستوى العالمي , وإن كانت تدخل ضمن اعنف الصدمات واقواها . تاريخ كرة القدم يقر بأن ما حدث مع الفرنسيين يوم 13 ديسمبر عام 1993 هو الاقسى في تاريخ الصدمات و المفاجآت التي مست حاجز المستحيل بالفعل في هذه الواقعة . المنتخب الفرنسي كان يتصدر تصفيات المجموعة الاوروبية السادسة برصيد 13 نقطة من ثمان مباريات و يحتاج الى نقطة واحدة من مباراتين على ارضه مع اسرائيل آخر المجموعة و بلغاريا رابع المجموعة , فهل هناك اسهل من ذلك للتأهل الى البطولة الاعظم في العالم كله ؟؟ الامور لم تسر على ما يرام مع الديوك في المباراة الاولى امام المنتخب الاسرائيلي الذي فازوا عليه بملعبه 4/ صفر , ورغم تقدمهم 2/1 مع نهاية الشوط الاول , إلا ان المباراة انتهت بفوز اسرائيل 3/2 . الفرنسيون تناسوا احزانهم و قرروا معاودة الكرة امام البلغار , ونجح النجم الفرنسي الاشهر اريك كانتونا في التقدم لبلاده بعد ما يقرب من ربع الساعة , إلا ان البلغار نجحوا في ادراك التعادل قبل نهاية الشوط الاول , و شارف الوقت الاصلي للمباراة على الانتهاء و بدأت الجماهير الفرنسية بإشعال الالعاب النارية احتفالا بالتأهل الى كأس العالم .. لكن ولأن كرة القدم قاسية احياناً , فقد استطاع المهاجم البلغاري الشهير كوستادينوف ان يكسر قلوب كل الفرنسيين , عندما نجح في خطف هدف الفوز لبلاده في الثانية الاخيرة من المباراة , و لم يتمكن حتى الفرنسيين من لعب ضربة البداية , ليخيم الذهول على ارجاء الملعب و يغطي حتى على الحزن , فمن كان يتخيل ان يحدث هذا حتى في اسوأ الكوابيس ؟؟!! الفرنسيون تعلموا كثيراً من اخطائهم , وهاهم ينجحون في الفوز بكأس الامم الاوروبية 2000 , والضحية هذه المرة كانت قلوب الطلاينة . الاتزوري بدا الاقرب للفوز بعد تقدمه بهدف في بداية الشوط الثاني , لكن لاعبوه لم يروا ماذا يخبئ لهم القدر خلال تلك المباراة , فأخذوا في اهدار الهدف تلو الآخر وخاصةً من النجم ديل بييرو الذي اضاع وحده ثلاثة اهداف كان اي منهم قادراً على انهاء المباراة تماماً . وبينما تحتفل الجماهير الايطالية في المدرجات , ويستعد احتياطيو المنتخب الايطالي لتسلم كأس البطولة الاوروبية الاكبر , اوقف سيلفان ويلتورد احتفالات الطليان بهدف مباغت في الثواني الاخيرة من الوقت بدل الضائع , ليحتكم الفريقان الفريقان الى الوقت الاضافي , الذي وضح فيها تأثر الايطاليين بهدف التعادل القاتل , واستغل الفرنسيون احباط منافسيهم , ليجهز عليهم تريزيجيه ويحطم البقية الباقية من قلوب عشاقهم .. وعلى ذكر الكرة الايطالية, فلابد لنا ان نذكر ما حدث في الموسم الماضي بالدوري الايطالي , فالإنترميلان كان متصدراً للمسابقة حتى اسبوعها الاخير بفارق نقطة واحدة عن اليوفنتوس و نقطتين عن روما , ولم يبق على الفوز باللقب سوى فوز آخر على لاتسيو ليرفع فريق مدينة ميلانو لقبه الرابع عشر . لكن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن الميلانية , ففشل الانتر في الحفاظ على تقدمه في الشوط الاول على لاتسيو 2/1 , وتسبب خطأ قاتل للاعب جريسكو في انهيار دفاعات الفريق , لتهتز شباكه ثلاث مرات متتالية و يخسر لقباً كان هو قاب قوسين او ادنى من الفوز به , بل وخسر المركز الثاني ايضاً , ليحتل المركز الثالث خلف اليوفنتوس و روما . الجدير بالذكر هنا هو ان اللاعب جريسكو الذي تسبب في ضياع اللقب دفع ثمن خطأه , فطرده النادي الايطالي وعرضه للبيع عقب نهاية ذلك الموسم , وبالفعل انتقل الى بلاكبيرن الانجليزي غير مأسوف عليه .. ولازلت جماهير الانتر تصب اللعنات على رأسه !! من منا لايتذكر المباراة النهائية لدوري الابطال الاوروبي عام 1999 والتي جمعت بين المدرستين الالمانية و الانجليزية ؟؟ فبالرغم من تقدم بايرن ميونخ ممثل المدرسة الالمانية بهدف على شياطين انجلترا الحمر مانشستر يونايتد , إلا ان الفريق الانجليزي نجح في ايقاف الزمن قبل دقيقتين من نهاية الوقت الاصلي للمباراة , فخطف شيرنجهام هدف التعادل للشياطين واعقبه النرويجي سولسكاير ليستغل الاحباط الذي ساد قلوب الالمان , ويخطف هدف الفوز في الدقيقة الاولى من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع .. وها هي بطولة اخرى تضيع في الثوان الاخيرة بسبب افتقاد الفريق الى روح الفوز حتى الثوانى الاخيرة .. وإذ