الثنائي يحيى الكومي وممدوح عباس هما وجهان لعملة واحدة، ويتشابهان في طريقة وصولهما لمنصب الرئاسة في ناديي الاسماعيلي والزمالك على الترتيب، وفي طريقة ادارتهما للناديين، بل ويتشابهان كثيرا في الصفات والطباع والتصرفات. فالكومي وعباس جاءا على مقعد الرئاسة في الناديين بالتعيين وليس بالانتخاب، كما أن كلاهما ليس له أي علاقة بالرياضة، وليس له أي علاقة بالإدارة، وكل مؤهلاتهما أنهما رجلا أعمال يمتلكان بحرا من الأموال، ويسعيان لتحقيق الشهرة الإعلامية والجماهيرية. والشهرة هنا لها هدفين، الهدف الأول هو تحقيق حلم الشعبية الذي يحلم به العديد من الناس خاصة من حققوا حلم الغنى بعدما باتوا يمتلكون أموالا طائلة وتبقى لهم تحقيق حلم الشهرة والظهور في الصحف والمجلات والقنوات التليفزيونية. أما الهدف الثاني للشهرة فهو أن توليهم لهذا المنصب الهام وظهورهم في وسائل الاعلام يعد دعاية مجانية لهم ولاعمالهم الخاصة، بالاضافة إلى أن ذلك يسهل لهم العديد من أعمالهم الخاصة واتفاقاتهم المادية، فالتعامل مع رجل أعمال عادي يختلف عن التعامل مع رجل أعمال مشهور ومعروف ويترأس ناد جماهيري. من أوجه الشبه أيضا بين الثنائي الكومي وعباس أنهما وصلا بناديي الاسماعيلي والزمالك إلى الحضيض، فالناديين الذين كانا دائما ما ينافسان الأهلي على بطولة الدوري وينافسان بقوة في البطولات الافريقية والعربية، تركا المنافسة على درع الدوري لصالح الاهلي بفارق كبير وباتا يتنافسان مع طلائع الجيش وبتروجيت حديثي العهد بالدوري على المركزين الثاني والثالث، كما ابتعدا تماما عن المنافسة على البطولات الافريقية والعربية وباتا يودعا البطولات من أدوارها الاولى. أوجه الشبه أيضا بين الكومي وعباس هو الوعود الزائفة والكاذبة التي وعدوا بها الجماهير ولم ينفذوها، فالكومي وعد بتدعيم الفريق ماديا وجعله "تشيلسي العرب" ووعد بضم نجوم كبار للفريق، ولكن حدث العكس وتأخر الكومي في دفع مستحقات حسني عبد ربه مما أثار مشكلة كبيرة تهدد بقاء عبد ربه في صفوف الدراويش وبات يقترب من الانضمام للأهلي. كما قرر الكومي بيع سيد معوض للأهلي لولا الثورة التي حدثت من الجماهير ثم تم بيعه إلى طرابزون سبور التركي "كوبري" وسيعود للأهلي في نهاية الموسم، كما قام ببيع محمد محسن أبو جريشة إلى زيجيانج الصيني، وساهمت الأزمة المالية للدراويش أيضا في الموافقة على بيع هاني سعيد لولا تراجع اللاعب نفسه مما جعل الصفقة تتعثر. ولم ينجح الكومي في تجديد عقد عمر جمال، ولم يدفع مستحقات اللاعبين في مواعيدها مما جعل بعضهم يتقدم بشكوى ضد النادي ومن ضمنهم الخلوق محمد فضل.
أرجو من الكومي وعباس عدم الترشح في الانتخابات وأن يحترما عقول الناس، وأن يبتعدا ويكتفيا بهذه الفترة السوداء التي قضياها في الناديين أما عباس فوعد جماهير الزمالك بدعم الفريق بصفقات سوبر لتساهم في تطور الاداء ولم يحدث ذلك، وضم عباس الأردني خالد سعد الذي لم يشارك مع الزمالك سوى لدقائق معدودة، وضم أحمد مجدي والذي لم يستطع اثبات نفسه مع الفريق، وضم بشير التابعي الذي تسبب في العديد من هزائم الزمالك، كما ضم شريف أشرف "مجانا" بسبب عدم تعاقده مع الأهلي. أحضر عباس للزمالك أيضا محمد عبد الله مقابل 150 ألف دولار ولم يظهر بمستوى جيد، ولم يستطع عباس حتى الآن دفع الغرامة التي وقعها الفيفا على شيكابالا وهي مليون يورو وهو ما يعرض اللاعب للإيقاف مرة أخرى ويعرض المجلس القادم للحرج ويضعه في مشكلة كبيرة. ورفض عباس ضم أمير عزمي رغم أن لجنة الكرة أوصت بضمه بسبب خلافاته الشخصية مع والده، كما رفض ضم إبراهيم سعيد بسبب ارتباطه برئيس النادي السابق مرتضى منصور، وأكد عباس أنه اتفق مع أحمد فتحي وأحمد حسن للانضمام للزمالك ولكنهما وقعا للأهلي. أما وجه الشبه الأخير بين الكومي وعباس هو إعلان دخولهما انتخابات ناديي الإسماعيلي والزمالك رغم رفضهما لذلك من قبل مرارا وتكرار. فالكومي أعلن رسميا عبر قناة "دريم سبورت" أنه سيدخل الانتخابات رغم أنه كان قد نفى ذلك تماما في تصريحات للقناة نفسها قبل ذلك ببضعة أيام، وبرر الكومي ذلك بأن العديد من أعضاء الاسماعيلي طالبوه بترشيح نفسه لرئاسة النادي حرصا على صالح النادي. وعلى نفس الطريقة سار عباس، فبعدما نفى في أكثر من مناسبة أنه سيخوض انتخابات الزمالك وأعلن ذلك مرارا وتكرارا لوسائل الاعلام وللاعبين، بدأ في أولى خطوات التراجع عن ذلك بطريقة ذكية، وخرج علينا ببيان عبر الموقع الرسمي للنادي يقول فيه أن مجموعة من أعضاء الزمالك ذهبوا إلى مكتبه وطالبوه بالترشح حرصا على مصلحة الزمالك. ولم يذكر لنا البيان عدد هؤلاء الأعضاء تحديدا، وقال البيان أن الزمالك بدأ يسير في طريق البطولات في كافة اللعبات ولم يذكر لنا البيان نوعية هذا البطولات، فهل يكون الوصول لنهائي كأس مصر بعد ملاقاة كهرباء طلخا ومالية كفر الزيات وأسمنت السويس