ثلاث دقائق فقط تفصل جنوب إفريقيا عن الهزيمة في افتتاح مبارياتها في كأس الأمم الإفريقية أمام أنجولا وإلريو فان هيردن يحاول إدراك التعادل عبر تسديدة تكاد تكون مستحيلة. الكرة تطفو بخفة عصفور كاناريا زاهي الألوان قبل أن تغير من مسارها قليلا لتذهب بالضبط حيث أراد مصوبها. مرحبا بكم في عالم "واوا أبا" .. الكرة الخاصة بكأس الأمم الإفريقية رقم 26. وتختلف نظرات اللاعبين إلى هذا العالم باختلاف مراكزهم في الملعب. فعالم "واوا أبا" هو جنة المهاجمين ولاعبي الوسط بينما هو الجحيم بعينه لحراس المرمى. وعلى الرغم من فضل "واوا أبا" الكبير على جنوب إفريقيا في لقاء أنجولا، فإن مونيب جوزيفز حارس الأولاد فضل الانحياز لأبناء مركزه حينما طُلب منه التعليق على الكرة الجديدة. وقال جوزيفز: "إنها مريعة وليست صديقة لحراس المرمى على الإطلاق" مؤكداً أن "تحركاتها المفاجئة هي مشكلتها الرئيسية". وتابع "تتوقع أن تقوم بشيء ولكنها تقوم بشيء مخالف تماماً، ومن الصعب جداً على حارس المرمى أن يغير إتجاهه في الهواء ... إنها تجعل حراس المرمى يبدون كالحمقى". وكشفت شركة "أديداس" عن الكرة الجديدة في حفل قرعة البطولة الإفريقية، لتصبح الكرة الأولى التي تخصص لكأس الأمم الإفريقية، بعدما اعتادت الشركة الألمانية الشهيرة في تقديم كرات خاصة لبطولات كأس العالم منذ السبعينات. وبدأت "أديداس" هذا التقليد عام 1970 في المكسيك حينما قدمت "تيلستار" وحتى "تيمجايست" في ألمانيا 2006. ضحايا المتعة واستوحت الشركة العالمية اسم "واوا أبا" من شجرة "واوا" الغانية الشهيرة التي يعرفها السكان بأنها الشجرة المباركة التي تتمتع بخصائص أسطورية، لما لها من قدرة فائقة على التحمل والتكيف مع ظروف الطقس المختلفة. ويتكون جسم الكرة الجديدة من 14 طبقة تم ربطهم باستخدام تكنولوجيا حرارية جديدة فائقة الجودة تمنح الكرة قدرة كبيرة على الطفو كما تعطي اللاعبين تحكما أكبر في التوجيه. وتحظى الكرة الجديدة بهذه المواصفات الخاصة لتتماشى مع رغبة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بزيادة الأهداف وبالتالي زيادة متعة المشاهدين.
أديداس تمتلك تاريخا طويلا في تصنيع الكرات وتحول حراس المرمى أمثال أبو بكر باري من كوت ديفوار ومحمد سيدي بيه من مالي وآخرين إلى ضحايا هذه المتعة أثناء البطولة. فباري بدا تائها وهو يحاول التقاط الكرات العرضية التي كان يرسلها لاعبو نيجيريا إلى منطقة جزائه فيما فشلت عينا سيدي بيه في تحديد مكان الكرة التي تتشابه ألوانها كثيرا مع قمصان لاعبي فريقه. وقال أحمد سليمان مدرب حراس المرمى في المنتخب المصري إن الكرة خفيفة جداً، ما يجعل تقديرها صعبا ويتسبب في بعض الأخطاء". ووصفها سليمان بأنها "ظالمة للحراس، وتحتاج لتدريبات شاقة" ولكنه اعترف أن الحراس عليهم تحمل قدرهم حتى تزداد متعة الجماهير. مطابقة للمواصفات؟ وتمثل الكرة ذات الألوان الخضراء والصفراء والحمراء علم الدولة المضيفة غانا إضافة إلى أنها تجمع "في شكلها وحدة الشعوب الإفريقية، وتتناسق ألوانها مع طبيعة الحياة الإفريقية والألوان البسيطة التي تميز شعوب القارة السمراء" بحسب بيان أديداس عن الكرة. وفي الوقت الذي قالت الشركة إن "ألوانها الفريدة التي ستريح نظر اللاعبين وتضبط أبصارهم نحوها بدقة، وتجعل قدرة اللاعبين على متابعة الكرة أقوى مهما بلغت شدة إضاءة الملعب" فإن الحراس لم يتفقوا معها كثيرا. وأكد جوزيفز إن ألوان الكرة تشتت تركيز الحراس تماما فيما لم يستطيع سيدي بيه منع نفسه من الصراخ في وجه الحكم حينما فشل في رؤية الكرة التي انطلقت من بين أجسام زملائه. وقال هاني رمزي قائد المنتخب المصري الأسبق إن تشابه ألوان الكرة مع أرض الملعب ومع ملابس دول مثل مالي وغينيا قد يتسبب في مشاكل كثيرة للحراس. وكشفت إيناس مظهر المحرر الرياضي في جريدة "الأهرام ويكلي" في مكالمة هاتفية مع قناة "مودرن سبورت" من أكرا أن بعضا من خبراء اللعبة والمتابعين شككوا في أن الكرة قد تكون غير مطابقة للمواصفات الدولية. وقالت: "عدد كبير من الخبراء والمتابعين للبطولة في غانا يشكون أن الكرة غير مطابقة للمعايير والمواصفات الفنية للفيفا، وهو ما قد يبرر خواصها الغريبة وكم الأهداف التي تسببت فيها. وأوضحت "لا أحد يريد الحديث عن هذا الأمر بصورة رسمية لأن البطولة يكفيها ما تعانيها من مشاكل تنظيمية".