أثيرت تساؤلات عديدة بعد إعلان قائمة منتخب مصر الأولية التي تضم 32 لاعبا قبل كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها غانا مطلع العام المقبل، فهل ظلم المدير الفني للمنتخب أحمد بلال بعدم ضمه، وهل جامل طارق السيد لكي ينضم للقائمة؟! الإجابة ليست بنعم أو بلا، فللمدرب مطلق الحرية في اختياراته، وإذا كان الأمر المهم هو اختيار القائمة النهائية ثم التشكيل الأساسي، فإن الأهم من ذلك كله هو أن يكون للمنتخب خطة لعب، فأحد عشر لاعبا تحت قيادة حسن شحاتة مثلا يختلفوا كثيرا عن نفس اللاعبين تحت قيادة مدرب آخر دون التطرق لجنسيته البرتغالية! قبل الدخول في تفاصيل القائمة، أود التأكيد أن أول رد فعل بعد رؤية اسم طارق السيد في القائمة استرجاعي تلقائيا لكلمات طارق السيد في قناة النيل للرياضية منذ حوالي عشرة أيام قال فيها: "تبقى لشحاتة حرية اختيار من يشاء في القائمة لكنني حزين لما قاله بأنه لن يضمني لأني أحتاج لاعب لكي يراقبني". ولذلك يبقى تغيير شحاتة لرأيه يستحق التوقف كثيرا، فهل تألق السيد في مباراة بتروجيت مثلا، أم ماذا قدم اللاعب في تلك الفترة القصيرة لكي يغير المدرب بمثل هذه السرعة. ويبقى التذكير بتصريحين سابقين قريبين لشحاتة والسيد، الأول قال فيه المدير الفني للمنتخب: "لن أضم السيد لأنه لا يجيد الدور الدفاعي"، والثاني قال فيه السيد: "أؤدي الدور الهجومي بكفاءة وأعتقد أنني بدأت استعيد مستواي الدفاعي"، فهل اقتنع الأول بكلمات الثاني، أم أن انضمامه سيكون مؤقتا حتى إعلان القائمة النهائية بعد أيام؟ ومن الملاحظات أيضا على القائمة وجود أربعة مهاجمين صرحاء فقط في القائمة -باعتبار أن محمد زيدان لا ينطبق عليه كلمة رأس حربة مع كامل اعترافي بموهبته في مركز الوسط المهاجم- هم عماد متعب وعمرو زكي ومحمد فضل وأحمد سلامة، مقارنة في البطولة السابقة بوجود متعب وزكي مع كل من ميدو وحسام حسن وعبد الحليم علي. المقارنة تبدو ظالمة تماما، فماذا سيحدث -لا قدر الله- لو أصيب أي من زكي ومتعب خلال البطولة وحصل الثاني على بطاقة صفراء ثانية، والدعوة ليست تشاؤمية لكن في البطولات الكبرى تكون عرضة للإصابات والإيقافات، ويستلزم أن يكون البديل على نفس مستوى اللاعب الأساسي. قد يكن لشحاتة الحق في حال غياب المهاجمين أصحاب الخبرات الكبيرة، فغياب العميد وميدو وحليم جاء لظروف خارجة عن الإرادة سواء لاعتزال "صوري" أو للإصابة أو لهبوط المستوى بشكل ملحوظ على التوالي.
لكن يبقى التساؤل الذي رفض شحاتة الإجابة عليه في المؤتمر الصحفي الذي أقيم للإعلان عن الأسماء، وهو لماذا غاب بلال، أو بطريقة أكثر وضوحا: هل مستوى سلامة أفضل من مستوى بلال؟ لكن يبقى التساؤل الذي رفض شحاتة الإجابة عليه في المؤتمر الصحفي الذي أقيم للإعلان عن الأسماء، وهو لماذا غاب بلال، أو بطريقة أكثر وضوحا: هل مستوى سلامة أفضل من مستوى بلال؟ وبعيدا عن بلال الذي قد يكون انتقاده للجهاز الفني منذ عامين وراء ذلك، فمصر تضم أكثر من مهاجم يمتلك الخبرة اللازمة لتلك البطولات الكبرى على سبيل المثال علاء إبراهيم هداف الدوري منفردا، وجمال حمزة وأسامة حسني أو حتى "المشاكس" مصطفى جعفر، وذكرت الاسم الأخير بالذات لأنني لا أؤمن بأن "اللاعب الذي لا يلعب باستمرار لا يستحق الانضمام"، وإلا ما كان علينا أن نضم معظم المحترفين المصريين في الخارج. ورغم أن ثنائي طلائع الجيش ممدوح عبد الحي وحسام عبد العال من أفضل لاعبي الارتكاز هذا الموسم، إلا أن اختيارات لاعبي خط الوسط كانت "في الجول" بالفعل ، فلا يوجد أفضل من حسني عبد ربه ومحمد شوقي وأحمد حسن وحسام غالي وحسن مصطفى. ورغم وجود بعض انتقادات على اختيار لاعبي الدفاع سواء في عددهم الكبير أو الأسماء ذاتها خاصة في غياب أي لاعب من الجيش صاحب أفضل دفاع، إلا أن في النهاية تبقى الاختيارات موفقة إلى حد كبير. وإذا كانت بعض جماهير الأهلي حزينة لغياب أحمد السيد رغم أنه كان سيجلس على مقاعد البدلاء باستمرار، فإن الجماهير نفسها كانت ستنتقد شحاتة بعنف باعتباره حرم الأهلي من أحد ركائز الفريق في كأس مصر. ويبقى الاجتهاد بأسماء اللاعبين المستبعدين الذي أتوقع أن يكونوا محمد صبحي وشريف عبد الفضيل ومعتصم سالم وطارق السيد ومحسن هنداوي وأحمد سمير وأحمد شعبان ووليد سليمان وأحمد سلامة. ملحوظة: الجهاز الفني أرسل من فترة استدعاء لعبد الظاهر السقا على ناديه القديم في تركيا لأنه لم يكن يعلم أنه انضم لفريق جديد، وهو ما يعكس بكل تأكيد المتابعة الكاملة لمستوى المحترفين في الخارج.