تسبب طرد عماد النحاس في وضع الأهلي في أصعب امتحان له على الإطلاق: الهجوم ومحاولة تسجيل هدف في فريق لا يمكن السماح له بإحراز مزيد من الأهداف .. أي أن الواقع تحدى الأهلي وانتصر عليه في النهاية. يميل الميزان لصالح الأهلي إن كانت الخطة وتحركات المدربين هي معيار القياس، لكن الوضع يختلف حينما تكون كفة الروح والظروف والاندفاع البدني هي الأرجح. دخل جوزيه بتشكيلة المباريات النهائية المحفوظ والذي دائما ما يظهر في استاد القاهرة حين يكون الكأس بانتظار شادي محمد كي يحمله في نهاية اللقاء. لعب البرتغالي المخضرم بثلاثة مدافعين ومن أمامهم خمسة لاعبي وسط يتأخر كثيرا إسلام الشاطر ليساند المدافعين فيما يتحول السيد إلى ظهير أيسر ليمنح جيلبرتو متنفسا أكبر وسط مساندة من لاعبي الارتكاز حسام عاشور وأنيس بوجلبان. بدأ الأهلي مباراة جيدة للغاية على مستوى التركيز ويظهر ذلك في دقة تمريرات لاعبيه والفرص الخطرة التي أمنتها التحركات الواعية من صانع الألعاب المصري محمد أبو تريكة. ومع الوقت بدأ لاعبو الأهلي يفتقدون لأهم عنصر في المباريات الهامة وهو الاندفاع البدني الذي يهزم أي خطة وبالتالي امتلك النجم زمام المباراة وكان ذلك بناء على بعض مشاكل في نظام التغطية الدفاعية الذي سار عليه الأهلي. فمع اندفاعات الأهلي تحول تريكة إلى مهاجم ثالث وهو مقبول إن دخل جيلبرتو إلى العمق لتدعيمه وترك الجناح الأيسر للسيد، لكن تعليمات مارشان بأهمية السيطرة على الأنجولي بواسطة الظهير الأيمن وبمساندة الجناح الهجومي صابر بن فرج قتلت سيطرة الأهلي. ومع فقدان السيطرة على الوسط أصبح على مدافعي الأهلي أن يلتزموا دفاعيا حتى يستردوا الكرة من جديد ثم يتحكموا في إيقاع المباراة، لكن ما حدث هو تباطؤ النحاس وقلق اللاعبين الحمر ما فتح الثغرات المصرية للنجم الذي لم يتوان عن استغلالها. وبعد هدف النجم أصبح على الأهلي أن يسجل مرتين ويحمي مرماه من هدف قاتل وهو ما كان وضعا صعبا للغاية في ظل تضييع الوقت من لاعبين النجم لدرجة جعلت جمهور الأهلي يشعر أن الشوط الثاني لم يزد زمنه عن 20 دقيقة. بدأ جوزيه في التفكير ودله عقله على تغيير منطقي للغاية في ظل حاجته للهجوم بشكل أساسي فدفع بحسن مصطفى بدلا من أقل لاعبي الأهلي قدرة على خلق فرص هجومية وهو إسلام الشاطر ومحولا شادي محمد إلى الجبهة اليمنى.
ولكن طرد النحاس الذي قدم مباراة لا يضاهيها في السوء سوى أداءه هو أيضا في مباراة الزمالك في نهائي كأس مصر وضع الأهلي في ورطة جعلت من مهمته في إنهاء المباراة بفوز غير واقعي. ولكن طرد النحاس الذي قدم مباراة لا يضاهيها في السوء سوى أداءه هو أيضا في مباراة الزمالك في نهائي كأس مصر وضع الأهلي في ورطة جعلت من مهمته في إنهاء المباراة بفوز غير واقعي. وبعدها استبدل المخضرم البرتغالي بوجلبان بأحمد صديق في تحرك سليم نظريا لأن شادي كان يجب تحوله إلى قلب الدفاع ولأن الفريق أصبح بحاجة من يملك ثلاث رئات. لكن صديق أحبط مدربه وجمهور فريقه وفشل في تنفيذ أي عرضية على مرمى البلبولي ليلغي خطورة الأهلي في الجبهة الأضعف في الفريق التونسي. وأفقد ضعف تركيز فلافيو الأهلي كل فرصة في استغلال محاصرته للنجم ولذا فكان على جوزيه التفكير في سحب الهداف الأسمر أو على الأقل تدعيمه بمهاجم آخر في ظل الغيبوبة التي دخل فيها عماد متعب في شوط المباراة الثاني. وعاب الأهلي في بناءه الهجومي إضافة لضعف صديق وشديد قناوي الذي فرضته الظروف على المباراة بحث لاعبو الفريق الدائم عن أبو تريكة وافتقادهم للثقة التي أفقدتهم تهديد المرمى التونسي بتسديدات حتى من داخل منطقة الجزاء. وفي ظل تحرك الشرميطي على الأطراف واستغلال التونسيين لقوة نفخة وجيلسون واستغلال لنقص الأهلي العددي في وسط الملعب ونفاذ مخزون اللياقة الخاص بأبو تريكة أطلق أبطال إفريقيا الجدد رصاصة الرحمة على الفريق الأحمر. وعاب جوزيه في تغييراته عدم مراجعته لقرار مشاركة صديق وصمته حيال عدم فاعلية لاعبي الوسط في الأهلي اللذين آثروا البحث عن أبو تريكة في تمريراتهم عوضا عن التسديد من الخارج على سبيل خلق بعض الخطورة على منافسهم. وكان على جوزيه أن يطالب ممن يلعب على الجانب الأيمن أن يلعب عرضيات عرضية إلى الخلف نظرا لأن تركيز مدافعي النجم العالي حرم الأهلي من استغلال الكرات العرضية فيما كان أداء لاعب الارتكاز التونسي ضعيف في التغطية. ويضاف على ذلك أن لن يتمكن من خلق عرضييات سليمة في ظل حالة الذعر التي انتابت لاعبي الأهلي بعدما شعروا أن اللقب على مقربة من الضيوف ولن يستقر في دولابهم كما اعتادوا. وربما كانت عدم قدرة جيلبرتو على إكمال اللقاء قد أجبرت جوزيه على مشاركة أحمد شديد الذي فشل بحجمه الضئيل في مقارعة عمالقة تونس.. وكان أولى مساعدته بتحريك فلافيو من اليسار إلى العمق حتى "يهد" دفاعات النجم ويسحب ظهيرهم الأيمن مؤمنا المساحة ل