80 كيلو مترا فقط تفصل بين مكةالمكرمةوجدة في غرب السعودية ولكن هذه الكيلومترات البسيطة كانت فاصلة بين قمة النجاح التي وصل اليها الألماني ثيو بوكير مع الوحدة وبين قمة الفشل التي وصل اليها مع أهلي جدة. فبوكير عندما تولى قيادة فريق الوحدة في الموسم الماضي كان كل طموح الوحدة هو مجرد البقاء في الدوري السعودي، فالوحدة لمن لا يعلم هو من أندية الوسط في السعودية وهبط لدوري الدرجة الثانية في أكثر من مرة ولم يكن له إنجازات تذكر. وقاد بوكير الوحدة قاده لتحقيق نتائج رائعة أمام كبار الدوري السعودي مثل الهلال والنصر والشباب واتحاد جدة وأهلي جدة، والتأهل للمربع الذهبي للدوري السعودي للمرة الأولى في تاريخ النادي، والمركز الثالث في البطولة للمرة الأولى، ليمنحه أول مشاركة خارجية في تاريخه في دوري أبطال العرب. وتألق بوكير مع الوحدة جعل العروض تنهال عليه من أندية سعودية وخليجية كبيرة وانتقل بوكير لتدريب أهلي جدة بمقابل مادي أكثر من ضعف ما كان يتقاضاه في الوحدة حيث حصل على 360 الف دولار سنويا، وتوقع الجميع أن يحقق بوكير نجاحات باهرة مع الأهلي ويحقق معه بطولات عديدة خاصة إذا ما عقدنا مقارنة بين الإمكانيات المادية والفنية والجماهيرية للوحدة مع نظيرتها في أهلي جدة. ولكن بوكير فشل فشلا ذريعا مع الأهلي حيث قاده في أربع مباريات في الدوري، فلم يجمع سوى ثلاث نقاط فقط احتل بهم المركز ال11 لتقرر إدارة الأهلي إقالته. ويوجد مثال صارخ أيضا في السعودية حول نجاح وفشل المدرب الواحد مع ناديين مختلفين وهو البرتغالي توني أوليفيرا والذي حقق فشلا ذريعا مع الأهلي المصري عندما تولى تدريبه عام 2003 وتمت اقالته قبل نهاية الموسم بعدما قاد الاهلي لواحد من أسوأ مواسمه على مر التاريخ سواء من ناحية الاداء أو ناحية النتائج حتى وصفه البعض "بالعجلاتي". وتعاقد نادي الاتفاق السعودي في بداية الموسم الحالي مع أوليفيرا لتولي قيادة الفريق وهاجمت بعض وسائل الإعلام السعودية ادارة نادي الاتفاق لاختيارهم هذا المدرب وذكروهم بتاريخه الأسود مع الأهلي. ولكن أوليفيرا فاجىء الجميع بنتائج رائعة وأداء مميز مع الاتفاق، فقاد الفريق في بطولة دوري أبطال الخليج ونجح أوليفيرا في قيادة الاتفاق للتأهل للدور قبل النهائي في بطولة دوري أبطال الخليج بعدما تصدر المجموعة وسيلتقي في الدور قبل النهائي للبطولة مع مواطنه الهلال السعودي.
تباين مستوى المدرب الواحد مع أكثر من فريق هو أحد لوغاريتمات كرة القدم التي يستعصى على أي شخص حلها وهو ما جعل كرة القدم "مجنونة" وتوجد أمثلة أخرى كثيرة بخلاف بوكير وأوليفيرا كما قاد أوليفيرا فريق الاتفاق لتحقيق انتصارات مدوية في الدوري السعودي حيث قاد الفريق لتحقيق أربعة انتصارات متتالية في جميع المباريات الأربع التي خاضها هذا الموسم ليحتل المركز الثاني في الدوري السعودي برصيد 12 نقطة خلف اتحاد جدة متصدر البطولة والذي لعب ست مباريات كاملة، ويعد الاتفاق هو النادي الوحيد في الدوري السعودي الذي لم يخسر أي نقطة. تباين مستوى المدرب الواحد مع أكثر من فريق هو أحد لوغاريتمات كرة القدم التي يستعصى على أي شخص حلها وهو ما جعل كرة القدم "مجنونة" وتوجد أمثلة أخرى كثيرة بخلاف بوكير وأوليفيرا. فهناك أيضا حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر والذي حقق نتائج رائعة مع المنتخب في بداية توليه المسئولية وتوج بكأس أفريقيا وحقق نتائج رائعة في مباريات ودية دولية كثيرة أمام السعودية وكوريا الجنوبية وبلجيكا وجنوب إفريقيا والسويد. بدأ مستوى المنتخب بعدها يتراجع بشدة في الفترة الأخيرة ويفشل في تحقيق الفوز على بتسوانا وبوروندي وموريتانيا والكويت ثم يخسر برباعية من اليابان وهو ما جعل الجماهير تطالب برحيل شحاتة وهو الأمر الذي تكرر 3 مرات مختلفة من قبل مع المخضرم محمود الجوهري. خلاصة الكلام: نجاح فريق او فشله ليس راجع فقط للمدير الفني للفريق، والذي دائما ما تعلق عليه شماعة الفشل أو يحصل على إشادة كبيرة في حال النجاح. ففريق كرة القدم منظومة كاملة تتكون من عدة عناصر بدءا من اللاعبين والجهاز الفني والجهاز الإداري ومجلس الإدارة وجماهير الفريق أنفسهم ومساندة وسائل الاعلام للجهاز الفني ويجب أن تتكامل جميع هذه العناصر معا وتنصهر لصالح الفريق ويحصل بينها كيمياء تساعد على نجاح المنظومة بالكامل.