جاء قرار إعتذار اتحاد الكرة عن عدم خوض المباراة الودية أمام منتخب الكويت يوم الاثنين المقبل بناء على رغبة مسئولي النادي الأهلي ليضع الكثير من علامات الاستفهام حول هوية من يدير كرة القدم في مصر، وهل هو اتحاد الكرة أم النادي الأهلي. فاتحاد الكرة اتفق مع نظيره الكويتي على إقامة المباراة في هذا الموعد منذ فترة طويلة جدا، وكان يعلم جيدا وقتها مواعيد مباريات الأندية المصرية في البطولتين الأفريقية والعربية واتخذ قرارا باعفاء لاعبي الزمالك من المشاركة في المباراة بسبب تعارض موعد إقامتها مع موعد مباريات دوري أبطال العرب، بينما قرر ضم لاعبي الأهلي والإسماعيلي لابتعاد موعد المباراة عن موعد مباريات بطولتي أفريقيا للأندية، إذ أن المباراة ستقام يوم الاثنين بينما تقام مباريات بطولتي أفريقيا أيام الجمعة والسبت والأحد، أي ان هناك فاصل زمني خمسة أيام على أقل تقدير. وبالفعل قام اتحاد الكرة بابلاغ الأندية المصرية بما فيهم الأهلي بموعد مباراة مصر مع الكويت حتى يكون الجميع على علم بها، كما أنه قام بتوقيع عقد المباراة مع نظيره الكويتي واشتمل العقد على شرط جزائي قدره مائة ألف دولار أمريكي لمن يعتذر عن عدم أداء المباراة أي ما يزيد عن نصف مليون جنيه مصري. والغريب بعد ذلك أن مسئولي الأهلي رغم علمهم بكافة الظروف قرروا إقامة مباراة برشلونة الودية الإستعراضية يوم 24 أبريل، ثم قرروا بعد ذلك إختيار يوم 20 أبريل لإقامة مباراة العودة أمام صن داونز رغم أنه كان بامكانهم إختيار أحد يومي 21 أو 22 أبريل وذلك حتى يتيحوا وقتا كافيا بين مباراتي صن داونز وبرشلونة، وتغاضوا تماما عن التفكير في مباراة مصر والكويت، وبعد إختيارهم لموعد مباراة صن داونز بكامل إرادتهم يوم 20 بدأوا في الضغط على مسئولي اتحاد الكرة لالغاء مباراة الكويت بحجة ضيق الوقت بينها وبين مباراة صن داونز.
الغريب بعد ذلك أن مسئولي الأهلي رغم علمهم بكافة الظروف قرروا إقامة مباراة برشلونة الودية الإستعراضية يوم 24 أبريل الأكثر غرابة من ذلك أن اتحاد الكرة في بداية الأمر أكد أنه لن يؤجل مباراة الكويت نظرا لأهميتها للمنتخب الوطني، ولتمسك الجهاز الفني للمنتخب بها، كما خرجت تصريحات عنترية من مسئولي الاتحاد أن المباراة سوف تقام في موعدها وبمشاركة لاعبي الأهلي والاسماعيلي، إلا أنه وبعد ضغوط من مسئولي الأهلي رضخ اتحاد الكرة لجميع مطالبهم ليقرر الاعتذار عن عدم أداء مباراة الكويت ضاربا بعرض الحائط العقد الموقع مع الجانب الكويتي، ليتحمل اتحاد الكرة مبلغ مائة ألف دولار هي قيمة الغرامة، والأهم من ذلك أن صورة اتحاد الكرة إهتزت بشدة في الأقطار العربية جميعا بعد عدم التزامه بالاتفاق خاصة أن الجانب الكويتي كان قد أتم جميع الترتيبات وقام بطبع تذاكر المباراة وحجز تذاكر الطيران والفندق، ونحمد الله أن هذه المباراة لم تكن مع منتخب أوروبي والا كانت صورتنا إهتزت أمام العالم أجمع، ولكن مش مشكلة .. كله يهون من أجل عيون الأهلي. وإذا عقدنا مقارنة بين مباراتي مصر مع الكويت والأهلي مع برشلونة سنجد أن المباراة الأولى أهم كثيرا من الناحية الفنية، فالمنتخب المصري يستمر لفترات طويلة بدون أي تجمع أو مباريات، ومن المهم أن يتاح له تجمع واحد شهريا على الأقل تقام فيه مباراة ودية حتى يحدث الانسجام بين لاعبي المنتخب، وأيضا يتم إكتشاف لاعبين دوليين جدد يفيدون المنتخب بعد ذلك على المدى الطويل، أما الأهلي فيلعب مباريات عديدة محليا وأفريقيا وعالميا ولن تفيده مباراة برشلونة كثيرا من الناحية الفنية بل هي مجرد مباراة إستعراضية لغرض الاحتفال والمنظرة فقط. أما من الناحية المادية، فمباراة برشلونة ستسبب ضررا للأهلي، حيث سيقوم بدفع ما يعادل 12 مليون جنيه مصري لخزينة برشلونة لإقامة هذه المباراة، وللأسف فقد زاد عليهم الآن نصف مليون جنيه جديدة سيتكفل بها اتحاد الكرة لنظيره الكويتي بسبب الشرط الجزائي وهو ما يدخل بشدة تحت بند إهدار المال العام. وحقيقة، أنا لا أجد أي داعي للاعتذار عن عدم أداء مباراة الكويت، وكان يمكن إقامتها يوم الاثنين ثم يلعب الأهلي مباراته أمام صن داونز يوم الجمعة لاسيما وأنها مباراة محسومة للأهلي بعد التعادل 2-2 في لقاء الذهاب، ثم يؤدي بعد ذلك الأهلي مباراة برشلونة يوم الثلاثاء، وحتى لا يردد البعض أن ذلك سيسبب إرهاقا للاعبي الأهلي أود ان أختتم الموضوع بثلاث ملحوظات بسيطة عن تعاقب المباريات في البلاد المحترمة الأخرى، وسأضرب ثلاثة امثلة إثنين منهما أوروبيين أحدهما لبرشلونة نفسه والثالث عربي لعلنا نتعلم من هؤلاء شيئا جديدا. أولا: برشلونة نفسه الذي سيلتقي مع الأهلي يوم الثلاثاء 24 أبريل سيلعب يوم الأربعاء 18 أبريل أمام خيتافي في الدور قبل النهائي لكأس أسبانيا ثم سيلعب يوم الأحد 22 أبريل أمام فياريال في الدوري أي قبل 48 ساعة فقط من مباراة الأهلي علما بأنه