رغم سوق انتقالات قوية أبرم فيها النادي أكثر من 10 صفقات وانتدب المهاجمين أندريه سيلفا ونيكولا كالينيتش لكن لا يزال الفريق فاقدا للهوية يبحث عن طريق بين كبار الدوري الإيطالي. قامت إدارة ميلان الجديدة مع ماركو فاسوني وماسيميليانو ميرابيللي بسوق انتقالات يعتبر الأنجح على الورق في الأسماء التي تم استقطابها لبناء ميلان جديد قادر على العودة إلى المنافسة على الألقاب مرة أخرى. خط الهجوم تم تدعيمه بواحد من أفضل المواهب المتواجدة على الساحة الأوروبية، سيلفا. ليست مجردة موهبة بل هو بالفعل واحد من الهدافين الأفضل داخل القارة سواء مع المنتخب البرتغالي، كونه هدافا له في التصفيات برصيد 9 أهداف في 10 مباريات، أو مع فريقه السابق بورتو بعد تسجيله 21 هدفا في 44 مشاركة الموسم الماضي. كل ذلك وهو لم يكمل بعد ال22 عاما. الفترة الإعدادية للفريق أبرزت تواجد مهاجم شاب أخر توقع له الجميع مستقبلا باهرا ونجح في تثبيت قدميه منذ اللحظة الأولى داخل الملعب كزائر دائم لشباك المنافسين هو باتريك كوتروني ليقترب ميلان من بداية الموسم والتوقعات تشير لخط هجوم ناري بقيادة الثنائي الشاب. لكن قبل أيام قليلة من غلق سوق الانتقالات أعلن ميلان عن إضافة مهاجم جديد لقائمته هو الكرواتي نيكولا كالينيتش قادما من فيورنتينا بناء على طلب المدرب فينشينزو مونتيلا رغم تواجد الثنائي البرتغالي والإيطالي معه بالفريق. ورغم أن كالينيتش لا يبدو لائقا لسوق انتقالات الفريق الثوري والشاب كونه وصل إلى ال29 من عمره ولا يمتلك من الخبرات العالمية ما يؤهله لمساعدة زملائه الصغار. توقع البعض أن تكون مجرد إضافة لدكة الفريق خاصة مع المعترك الأوروبي والمحلي الذي سيدخله الأحمر والأسود وعينه على المنافسة على كل البطولات. انطلق الموسم والمهاجم الأساسي؟ كان كوتروني قبل أن يبدأ في التراجع للجلوس على دكة البدلاء وبديله لم يكن سيلفا بل كالينيتش الذي حصل على مكان الثنائي في قيادة هجوم الروسونيري في الدوري الإيطالي منذ البداية بمباركة من المدرب الذي طلب التعاقد معه بالاسم. اكتفى مونتيللا بإشراك سيلفا وكوتروني في بطولة الدوري الأوروبي التي يسعى ميلان للفوز بها من أجل المساهمة في تسديد الديون التي ستتراكم عليه في حال الفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا بنهاية هذا الموسم. استمرت الأمور هكذا ل14 أسبوعا تراجعت فيها نتائج ميلان وانتهى الموضوع بإقالة فينشينزو مونتيللا من تدريب الفريق، خلال تلك الفترة كان كالينيتش المهاجم الأساسي في الدوري ولكنه لم يسجل سوى 3 أهداف في 13 مشاركة في الدوري مع مونتيللا. سيلفا سجل 8 أهداف في الدوري الأوروبي وكوتروني سجل 5 في البطولة نفسها وهدفين في الدوري المحلي ورغم ذلك كان كالينيتش هو المفضل بالنسبة لمونتيللا، ربما لأنه هو من طلب التعاقد معه ولكونه صاحب الخبرة الأكبر بالدوري الإيطالي ولكن كل ذلك لم تكن له فائدة فلم يترجم كل ذلك إلى أهداف في النهاية. تعرض المهاجم الكرواتي لصافرات الاستهجان والهجوم من الجماهير أثناء خروجه مستبدلا من مباراة فريقه أمام تورينو والتي انتهت بالتعادل السلبي قبل ساعات قليلة من إقالة مونتيللا وذلك بسبب عدم رضا جماهير سان سيرو عن مستوى مهاجم فريقها الأساسي. مع وصول جاتوزو توقع الجميع أن يتغير الموقف وينتهي دور المهاجم الكرواتي بعد أسابيع من الفرص التي فشل في استغلالها ويتم استبداله بسيلفا الموهوب أو كوتروني الثائر ولكن ما حدث هو أن كالينيتش استمر فلم ينجح سوى في تسجيل هدف وحيد خلال اللقاءات الخمسة التي قاد فيها جاتوزو الروسونيري، لعب 4 كأساسي وتمت إراحته فقط في مباراة الكأس أمام هيلاس فيرونا. اختيارات فنية؟ ميرابيللي تحدث بعد خسارة ميلان الأخيرة أمام هيلاس فيرونا 3-صفر في الدوري قائلا:"مازال هناك مشكلة نفسية لدى لاعبينا الجدد" وذلك حول عدم ظهور الأسماء الجديدة ومنهم سيلفا وكالينيتش بالأداء المنتظر منهما حتى الآن. لا أحد يعرف متى يستعيد كالينيتش صاحب ال15 هدفا الموسم الماضي مستواه التهديفي المعتاد ولكن بالتأكيد مهاجم ميلان الراغب في المنافسة لا يسجل 4 أهداف في 17 جولة، خاصة وأن البديلان هما أندري سيلفا هداف الفريق في الدوري الأوروبي وباتريك كوتروني الذي لا يترك فرصة يظهر فيها إلا ويسجل أو يصنع هدفا لزملائه. جاتوزو تحدث الأسبوع الماضي بعد الفوز بثلاثية نظيفة على هيلاس فيرونا في الكأس عن نيته إعطاء كوتروني المزيد من الدقائق للمشاركة في المباريات وبالفعل بدأ المدرب الإيطالي في تقليص دور مهاجمه الكرواتي رويدا رويدا. شارك كالينيتش في دقائق مباراة بينفينيتو كاملة وهي الأولى لجاتوزو، قبل أن يكتفي ب68 دقيقة أمام بولونيا وأخيرا 58 دقيقة فقط أمام هيلاس فيرونا في الخسارة الثلاثية في الدوري يوم الأحد الماضي. جماهير ميلان ستكون أسعد حالا في حال تخلصت من كالينيتش على أرضية الملعب ولكن بالتأكيد سيكون عليها الصلاة من أجل أن يكون بديله بأفضل حال حتى لا يضطرهم للترحم في المستقبل على أيامه والمطالبة بعودته كأساسي مرة أخرى. لدى جاتوزو تجارب سابقة ناجحة في تطوير أسماء شابة هجومية كباولو ديبالا وأندريا بيلوتي وباتريك كوتروني، الأخير هو الأسعد حاليا بثقة مدربه. أما أندريه سيلفا، بالتأكيد مستعد للتعلم أكثر وأكثر من المدرب الإيطالي بينما كالينيتش سيكون عليه العمل وتسجيل الأهداف في حال أراد الاستمرار في ميلان. كالينيتش بالتأكيد أصبح نادما الآن على رفضه للعرض الصيني الضخم الصيف الماضي فلم يفز لا بالأموال ولا بقلوب عشاق ميلان ولا نجح في زيارة شباك المنافسين بينما جماهير ميلان تعودت أن يخذلها الجميع في الآونة الأخيرة.
