ظنت جماهير نادي الزمالك أن كبوة فريقهم قد انتهت وأن حالة الفريق الممتازة في دوري أبطال العرب هي التي ستخرج الفريق من كبوته وستغمره بالنتائج الجيدة وتجلب للنادي البطولات من جديد، ولكن ماحدث في مباراة الهلال السوداني دفع العديد من الناس إلى أن تسأل متى ستنتهي تك الحالة، والأهم ما هو سببها؟ كانت الجماهير البيضاء تعتقد أن مرتضى منصور هو سبب الأزمة، فرحل مرتضى منصور وإستمرت الإخفاقات، جاء مجلس من يملك السلطة مثل مرسي عطا الله، وجاء من يملك المال مثل ممدوح عباس ولم تتحسن النتائج .. قاد الفريق مدرب من أبناء النادي (فاروق جعفر) وقاده مدرب أجنبي على دراية بطبيعة اللاعب المصري (تيو بوكير) وقاده مدرب عالمي (هنري ميشيل) ومازال موسم الزمالك بلا ألقاب ولاعبي الفريق بلا قدرة، حتى الجماهير حاولت أن تقاطع المباريات وحاولت أن تملأ جنبات الاستاد وفشلت في إحياء روح اللاعبين من جديد. قبل أن ندخل في تفاصيل المشاكل التي تحيط بالنادي العريق علينا أن نتفق أن سبب فتح هذا الملف ليس هو خسارة الفريق من الهلال السوداني، فالأهلي خسر من الهلال في موسم تكوين فريق جديد وفاز بالبطولة في الموسم الذي تلاه ولكننا سنفتح هذا الملف بسبب الأحداث الكثيرة التي تحيط بإستقرار النادي وتعيق تقدمه، فقضايا مرتضى منصور وإقالة محمود سعد وتجديد عقد هنري ميشيل والخروج من الهلال ومشاكل حمزة وغيرها تدفعنا إلى أن نحاول فهم المشكلة ونستفيد منها فربما أمكننا أن نساعد في حلها. أهم عنصر من عناصر كرة القدم في الوقت الحالي هي المادة، فمن يمتلك المال يمكنه أن يقيم المعسكرات ويشتري اللاعبين ويدفع المستحقات ويحافظ على هدوء النادي، وواحدة من أهم مشاكل نادي الزمالك هي عدم وجود دخل كبير يستطيع أن يسد إحتياجات النادي الكبير، فنادي الزمالك ليس فقط فريق كرة القدم بل يمتلك العديد من اللعبات والمدربين واللاعبين والعاملين وهو ما يجعل النادي لا يمكنه الإعتماد على شخص واحد فقط مهما بلغت ثرواته فهو ليس كفريق الإسماعيلي الذي يتكفل بنفقاته شخص واحد لأنه ينحصر فقط في فريق كرة القدم كما أن معظم قوامه من اللاعبين الشبان. وإذا حللنا سبب الأزمة المالية التي يمر بها النادي فسنجد أن مجلس إدارة النادي الحالي لم يستطع أن يستغل موارد النادي، والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم شرعيته، فالمجلس المعين لو أقدم على أي خطوة قد يحاسب عليها من قبل المترصدين بهم وهو ما يعيقهم عن التصرف في أي مورد من موارد النادي الكبيرة.
عودة الزمالك إلى سابق عهده ستعود بالفائدة على كل أطراف اللعبة في مصر إذن فعدم شرعية مجلس الإدارة هي السبب الرئيسي لما يحدث الآن، فعندما جاء مرتضى منصور إستقال خمسة أعضاء من النادي بقيادة إسماعيل سليم وأصبح المجلس في حالة عدم إستقرار، وبعد حل المجلس هدد شبح مرتضى منصور كل المجالس التالية وأثبت عدم شرعيتها ليجمد أرصدة نادي الزمالك، وحل هذه المشكلة لن يكون إلا بإنتخابات شرعية ولن تنجح تلك الإنتخابات إلا إذا إتفق من سيخوضها أن يعلن في برنامجه الانتخابي "إما أن تصوت للقائمة بالكامل أو لا أريد صوتك" حتى يتكون مجلس واثق من نفسه ويملك الحق في التصرف بسرعة في الموارد لتوفير الدعم المادي للنادي. ولكن سؤال لأعضاء الزمالك .. لأي مدرسة ستصوت؟ هل لمرتضى منصور أم لإسماعيل سليم أم لكمال درويش أم لمن يرغب في المزاحمة؟ ولكل منهم عيوبا برزت بشكل يجعل الاختيار مستحيلا، فمن يعرف الإجابة؟ من وجهة نظري أن الإجابة تكمن عند من عاشوا في النادي لسنوات طوال وأقاموا داخل أسواره وأخلصوا في خدمته كلما أتيحت لهم الفرصة بلا أدنى رغبة في الإستفادة الشخصية، فأشخاص مثل حمادة إمام أو عصام بهيج أو جورج سعد وغيرهم كثيرين أو حكماء الزمالك كما يطلق عليهم هم أدرى الناس بمن يصلح لقيادة النادي. ولماذا؟ فهم عالمون تماما بخبايا الأمور وأضحاب تجربة كما أن العمر الذي عاشوه بين أسوار النادي يجعلهم قادرين على التأثير في أعضاء النادي وإذا تخلوا عن سلبيتهم وإتفقوا فيما بينهم على القائمة الأصلح سيمكنهم أن يوجهوا الأعضاء للطريق الصحيح وسينتخب الأصلح. وإذا امتلك النادي الإدارة التي تملك الشرعية وتوفر مصادر الدخل فسيكون على تلك المنظومة أن توفر جوا إحترافيا للاعبين وأن تكون جهازا فنيا قادرا على قيادة الفريق وأن تجلب من اللاعبين الأصلح وليس المتاح أو الأشهر، فالزمالك في الثلاث سنوات الأخيرة كان يتعاقد مع لاعبين لمجرد أننا في موسم إنتقالات، وكان التعاقد يتم بعد توصية من أحد أصدقاء رئيس النادي أو لمصالح خاصة. ولو دخلنا في قلب فريق الكرة سنجد أن قائمة نادي الزمالك تحتوي على عدد هائل من الألغاز بين لاعبين لا يصلحون لتمثيل النادي ومرحلة تجديد يجب أن يشهدها النادي واحتياجات يحب أن تتوفر للجهاز الفني. نبدأ بكيفية تجديد دماء الفريق، ومن اللاعبين الكبار من لم يعد قا