أخيرا رسم لاعبو الزمالك الابتسامة على شفاه جماهيرهم الحزينة بعد ثلاث سنوات متتالية من الهزائم والإنكسارات وذلك عقب فوز الفريق الأبيض على أهلي البرج الجزائري بملعبه ووسط جماهيره ليعلن تأهله كأول فريق الى الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال العرب. في البداية، فوز الزمالك أعاد له وللكرة المصرية بصفة عامة إعتبارها أمام فريق أهلي البرج الجزائري الذي نجح من قبل في التعادل مع الزمالك في القاهرة كما أنه أطاح من قبل بالاسماعيلي من دور ال16 للبطولة نفسها بركلات الترجيح، ليثأر منه الزمالك ويهزمه على ملعبه ووسط جماهيره ليطيح به خارج البطولة تماما. وقد ذكرت في مقالة سابقة أن مدرسة الفن والهندسة لم تفتح أبوابها بعد وأنه يجب علينا الانتظار للمباريات الصعبة التي سوف يخوضها الزمالك في البطولات المختلفة حتى نستطيع الحكم بموضوعية على أداء الفريق وجهازه الفني، وكانت مباراة الزمالك أمام أهلي البرج هي أول المطبات الصعبة في مشوار الفريق بعد "النيو لوك"، وقد نجح في اجتيازها ببراعة وحسم تأهله للدور قبل النهائي دون الانتظار لمباراته الأخيرة الأصعب أمام أهلي جدة السعودي بملعبه، ولذلك فانه يمكن أن نقول الآن أن باب مدرسة الفن أصبح "مواربا" ونحن في الانتظار أن تفتح المدرسة بابها على مصراعيه عند التتويج بكأس البطولة بإذن الله. وإذا كانت جماهير الزمالك وجماهير مصر بصفة عامة سعيدة لتأهل الزمالك للدور قبل النهائي للبطولة بعدما كان ذلك حلما بعيد المنال بعد تعادله في أول مباراة أمام أهلي البرج بالقاهرة وخسر في الثانية أمام القادسية الكويتي، ولكن يجب ألا يكون مجرد التأهل للدور قبل النهائي هو الانجاز وهو نهاية المطاف، ويجب على جمهور الزمالك ألا يرضى بغير كأس البطولة بديلا بإذن الله لأن الزمالك فريق كبير وفريق بطولات. وفي رأيي أن الأمور باتت أسهل الأن للتتويج بكأس البطولة بل إن التتويج بالكأس قد يكون أسهل من التأهل للدور قبل النهائي الذي جاء بصعوبة بعدما تزيل الزمالك مجموعته بعد أول مرحلتين برصيد نقطة واحدة فقط في عهد الراحل غير مأسوف عليه كاجودا وتابعه رمزي، ولكن نجح الداهية هنري ميشيل والمحترم محمود سعد في قيادة سفينة الزمالك إلى بر الأمان بعدما حققوا ثلاثة انتصارات متتالية في البطولة.
وفي رأيي أن الأمور باتت أسهل الأن للتتويج بكأس البطولة بل إن التتويج بالكأس قد يكون أسهل من التأهل للدور قبل النهائي وقد نجح الزمالك في تحقيق الإنتصارات الأخيرة في ظل غياب مجموعة من أبرز لاعبيه لظروف مختلفة على رأسهم جمال حمزة ووائل القباني وأخيرا هداف الفريق عمرو زكي وهو ما يحسب للجهاز الفني للفريق ولباقي اللاعبين. وإذا كنت قد ذكرت في المقالة السابقة بأن الأهلي قد حطم آخر الأرقام القياسية للزمالك بعدما عادل رصيد الزمالك من بطولات دوري الأبطال الأفريقي وبطولات كأس السوبر الأفريقي وتفوق عليه في العدد الاجمالي للبطولات الأفريقية، فان الزمالك أصبح قادرا على تحقيق رقم قياسي جديد على مستوى الأندية المصرية بالتتويج بكأس البطولة ليحفر اسمه في ذاكرة التاريخ بأنه أول نادي مصري يتوج بكأس بطولة دوري أبطال العرب لتكون له الأسبقية دائما وسوف يصعب على الأهلي بعد ذلك تحطيم هذا الرقم في ظل ابتعاده عن المشاركة في البطولة بسبب أزمة انسحابه الشهيرة في النسخة الأولى منها. ويجب على جماهير الزمالك أن تملأ ملعب القاهرة الدولي عن آخره في مباراتي الدور قبل النهائي والنهائي للبطولة حتى تساند الفريق للعودة إلى البطولات مرة أخرى وحتى تسعد اللاعبين بعودة جماهيرهم إلى الملاعب من جديد، ولن أطالب جماهير باقي الفرق بمساندة الزمالك لأن جمهور الزمالك يجب الا ينتظر مساندة من أحد وجمهور الزمالك بمفرده قادر على أن يملأ ملعب القاهرة بالكامل عن آخره. وفي رأيي الشخصي يجب على الجهاز الفني للزمالك المشاركة بالبدلاء في المباراة المتبقية له في دوري المجموعات أمام أهلي جدة بالسعودية لأن المباراة أصبحت تحصيل حاصل للفريقين ، ولن يؤثر كثيرا التأهل كأول المجموعة أو ثاني المجموعة لأن المستويات في المجموعة الثانية متقاربة كثيرا ولا توجد فوارق كبيرة بين وفاق سطيف الجزائري والفيصلي الأردني والنصر السعودي، لذا يجب اراحة اللاعبين الأساسيين في مباراة أهلي جدة لإراحتهم من الاجهاد الذي يتعرضوا له بسبب المباريات المتتالية وأيضا خوفا من حصولهم على بطاقات ملونة تحرمهم من المشاركة في المباريات المهمة بعد ذلك. في النهاية يجب على لاعبي الزمالك وجهازه الفني توخي الحذر بشدة من مواجهته القادمة أمام الهلال السوداني في دوري أبطال أفريقيا لأن الهلال أصبح فريقا قويا وحقق الفوز على الإسماعيلي منذ أيام قليلة بثلاثة أهداف