أزمة كوتينيو - لماذا يحب اللاعبين البرازيليين برشلونة عن الدوري الإنجليزي

مازالت أزمة انتقال فيليبي كوتينيو من ليفربول إلى برشلونة هي الشغل الشاغل للصحف العالمية خلال الفترة الأخيرة.
ومن بين أسئلة كثيرة برزت حول هل يكون اللاعب مفيدا للبلوجرانا أم هل من الأفضل له البقاء مع الحُمر فهناك سؤلا أهم هو لماذا يحب اللاعبين البرازيليين الفريق الكتالوني؟
ونشر موقع "فور فور تو" الإنجليزي تقريرا مطولا حاول من خلاله الإجابة حول ذلك السؤال ولماذا يرغب اللاعبين القادمين من أمريكا الجنوبية بشكل عام والبرازيل بشكل خاص الانتقال إلى إسبانيا وعدم البقاء مع أنديتهم في إنجلترا.
البداية
كوتينيو بدأ مسيرته مع فاسكو دي جاما البرازيلي ومنه انتقل في عام 2008 إلى إنتر ميلان وتدرب تحت قيادة جوزيه مورينيو آنذاك.
ماركو ماتيرازي المدافع القوي للنيراتزوري آنذاك لن ينس ما حدث ما حدث من كوتينيو حينما مرر الكرة من بين قدميه ما دفع مورينيو للسخرية منه قائلا:"سوف أشتري لك مقبلات طعام طوال الأسبوع إن فعلها بك مجددا".
أما كوتيوي في إحدى حواراته قال ضاحكا:"ماتيرازي وعدني بأن يجعلني أذهب للمستشفى بسبب ما فعلته".
كوتينيو لُفب بميسي الجديد من قبل صحيفة "ماركا" الإسبانية، وأرسل ريال مدريد وبرشلونة كشافين لمتابعته في كوبا أمريكا للشباب تحت 15 عاما.
ورغم كل تلك الإشادات به إلا أن تقدمه في مسيرته تعطل في 2013 ما اضطره للرحيل عن إنتر ميلان والانتقال إلى ليفربول لاكتشاف نفسه.
وبعد مرور أربعة أعوام ونصف في ليفربول ودون الحصول على ألقاب وعلاقة ليست في أفضل حالاتها مع مدربه يورجن كلوب قدم البرازيلي طلبا للرحيل إلى برشلونة.
أحد المصادر القريبة من اللاعب قالت أن كوتينيو أخبر مدربه برغبته في الرحيل وأنه لا يمكن رفض برشلونة، هذا بالإضافة لأن البلوجرانا أخبر وكلاء اللاعب البرازيلي أنه لو لم ينضم لهم حاليا فلن يحاولوا جلبه مستقبلا.
برشلونة
فكرة انتقال كوتينيو إلى برشلونة ليست وليدة اللحظة بل هي رغبة أغلب اللاتينيين أو من أطلق عليهم "ميسي الجديد"، وهذا الأمر يمثل أزمة للدوري الإنجليزي فأندية البريميرليج ستكون مجرد خطوة لهؤلاء اللاعبين نحو حلمهم الأكبر بالانتقال لإسبانيا سواء للبلوجرانا أو ريال مدريد.
كوتينيو مثل الجميع طوال حياته وهو يشاهد البرازيليين يتألقون في برشلونة مثل روماريو ورونالدو ورونالدينيو.
أحد الاستطلاعات الأخيرة من المعهد البرازيلي للرأي والإحصاء أشار إلى أن 69% من جمهور الكرة في البرازيل بين سن 16 و29 عاما يحبون فرق أجنبية و25% منهم يفضلون برشلونة ثم ريال مدريد يليهما مانشستر يونايتد.
منسق فريق البرازيلي السابق إيرامسو دامياني قال:"الدوري الإنجليزي كانت أبوابه مغلقة لفترات طويلة أمام اللاعبين من خارج أوروبا بسبب عدم منح تصريح العمل".
وأضاف"لا يمكن لأحد إلقاء اللوم على كوتينيو لرغبته في الانضمام لبرشلونة، ليفربول ناد معروف لكن ليس له علاقة قيمة مثل مانشستر يونايتد على سبيل المثال، إن انضم كوتينيو لبرشلونة فهو سيكون في دائرة الضوء أكثر ويزيد من فرصه في اللعب للمنتخب".
وواصل"إن عدنا بالزمن للخلف فكنا في البرازيل نفضل الدوري الإيطالي في الثمانينيات لمتابعة زيكو وجونيور وسوكراتيس، لم يكن الدوري الإسباني ذو متابعة كبيرة، وفي التسعينيات تغيرت الأمور مع انتقال بيبيتو وماور سيلفا وروماريو لليجا، رغم أن الدعاية والإعلام لم يكن مثل الفترة الحالية".
حب الأندية الإسبانية
على الرغم من نجاح اللاعبين البرازيليين مع ليفربول إلا أن النادي الإنجليزي ليس لديه نظام للكشافين في بلاد السامبا.
وتابع منسق منتخب البرازيل دامياني حديثه مجددا"لو روبرتو فيرمينو وجابرييل خيسوس واصلا التألق ربما سيصبح الدوري الإنجليزي مثل الليجا حاليا".
الجمهور في أمريكا الجنوبية لا يفهم لماذا يتعرض اللاعبون للانتقاد لرغبتهم في الانتقال لفرق تساعدهم على الفوز بالبطولات وتحدث إيزيكيل فيرنانديز الصحفي الأرجنتيني قائلا:"يمكن أن نقول أن اللاعبين الأرجنتينيين هم من بنوا تاريخ ريال مدريد وبرشلونة مثل دي ستيفانو أسطورة ريال مدريد، وبرشلونة أعاد اكتشاف نفسه مع ليونيل ميسي".
وأضاف"جزء من الثقافة المحلية لنا بالنسبة للناديين تبدو مفهومة الآن".
هل يوجد طريقا للعودة؟
وكلاء أعمال كوتينيو أكدوا ل"فور فور تو" أن اللاعب لن يعود في قراره بالسير على خطى خافيير ماسيكرانو ولويس سواريز في الانتقال من ليفربول إلى برشلونة.
ماركوس موتا محامي دولي وكوتينيو ضمن موكليه قال:"طلب الرحيل يعني رغبته في عدم اللعب مجددا مع ليفربول بعد اللعب معه لعدة سنوات، كرة القدم تجارة واستثمار في اللاعبين، وكل من يعمل فيها يدرك أن اللاعب هو من يقود المفاوضات".
ستيفن جيرارد أسطورة ليفربول السابق ومدرب الأكاديمية الحالي أكد أنه حال وصول عرض برشلونة أصبح من الصعب على كوتينيو الرفض بسبب الضغط الواقع عليه.
وأضاف"المشكلة هنا تتمثل في برشلونة فهم يقولون لممثلي كوتينيو لو لم يأتي الآن لنا فلن ينضم أبدا، لن نعود له أبدا في المستقبل".
وواصل"هم يضغطون عليه لذلك كوتينيو تفاعل مع ما حدث، هذا اللاعب الذي جاء من أمريكا الجنوبية دائما كان يحلم باللعب في برشلونة، وهو الآن يشعر بالرعب بالتفكير بأن العرض لن يأتي له أبدا في المستقبل".