في ريال مدريد جربوا كل شيء بلا فائدة .. المدربون غيروهم .. المدافعون جلبوهم من كل صوب .. الجهاز الإداري أعادوا بنائه .. حتى رئيس النادي استقال ..فما هي مشكلة هذا الفريق؟ الاسبوع الماضي عقد مدافع الفريق روبرتو كارلوس مؤتمرا صحفيا قال فيه إنه لا يفكر في الرحيل عن مدريد إلا بعد نهاية عقده وأنه مازال يتابع الأعمال التجارية لعائلته في العاصمة الإسبانية ، كما نفى - عن ثقة - عدم تولي الإيطالي فابيو كابيللو مدرب اليوفنتوس منصب المدير الفني لريال مدريد الموسم المقبل. أما ديفيد بيكام فلا يشغله حاليا حسب تقارير الصحف البريطانية إلا التفاوض مع إدارة الريال على تجديد عقده والذي يتضمن تعديلا بزيادة حصته من عائد بيع قمصان الفريق التي تحمل إسمه بدلا من زيادة المقابل المادي ، لأن في حالة زيادة راتبه فستجد إدارة النادي نفسها ملزمة بزيادة رواتب رونالدو وراؤول وزيدان بسبب وجود شرط يلزمه بمنحهم أعلى فئة رواتب في الفريق. بيكام يجاهد لتنظيم وقته بين تلبية متطلبات الرعاة والمعلنين ومتابعة أكاديميته لتعليم كرة القدم وممارسة دوره كسفير لمنظمة اليونيسف أو كعضو في لجان تحكيم مسابقات بريطانية وهي مسئوليات ترهق توني بلير شخصيا. أما قائد الفريق راؤول فمكانه في قيادة هجوم الفريق محجوز بإسمه سواء تراجع مستواه أو كان مصابا ، وعقده وراتبه الباهظ مع ريال مدريد أبديان حتى لو لم يتجاوز معدله التهديفي عشرة أهداف في الموسم الواحد خلال العامين الأخيرين. وبالنسبة لمهاجم يبحث قبل أي شيء عن مصلحته الشخصية مثل رونالدو فمن المؤكد أن عدم فوز الريال بأي بطولة منذ عامين قد أزعجه بشدة ، فأعلن رغبته في الرحيل بحجة أن الجماهير تكرهه في دعوة واضحة للأندية الأخرى للتقدم بعروض لشرائه.
لماذا يتحول الفريق كل صيف إلى سيرك استعراضي يطوف الكرة الأرضية لتقديم عروضه بنجاح بينما يفشل في المواجهات الحقيقية في الشتاء وحتى الموهوب زيدان لم يقرر بعد قدرته على الاستمرار في اللعب لموسم أخر قبل الاعتزال ، وكأن وجوده في ريال مدريد مسألة مفروغ منها حتى نهاية حياته الرياضية. والمستفز أن عقب إستقالة فلورنتينو بيريز رئيس النادي السابق الشهر الماضي جاءت تصريحات نجوم الفريق ينعون أيامه وأفضاله عليهم ، ولم لا .. ألم يكن هو من فتح لهم خزائن الفريق على مصراعيها وصنع أسطورة فريق "كل نجوم" العالم. مشكلة الفريق الحقيقية صارت في "نجومه" المزعومين الذين منحهم بيريز الفرصة للتعامل مع النادي باعتباره "تكية" أو نادي مسنين يختتمون فيه حياتهم الرياضية بعد الحصول على المال والشهرة والمجد وعقود الدعاية وكل شيء ما عدا البطولات. لقد تعامل بعض المتابعين مع استقالة بيريز باعتبارها حدثا عاديا لكن الواقع يقول أن تجربته مع الريال ستبقى في الأذهان طويلا لتثير التساؤلات حول معيار نجاح أي نادي كرة القدم .. وهل يمكن قياس هذا النجاح بعدد البطولات التي فاز بها النادي أم بأرباحه المادية. لماذا رحل ديل بوسكي وكلود ماكاليلي .. ولماذا اشترى أوين وتم بيعه مرة أخرى .. ولماذا جاء بيكام في وجود فيجو في أفضل حالاته .. ولماذا يتحول الفريق كل صيف إلى سيرك استعراضي يطوف الكرة الأرضية لتقديم عروضه بنجاح بينما يفشل في المواجهات الحقيقية في الشتاء .. كلها أسئلة رحل بيريز دون تقديم إجابة مقنعة لها. بيريز أوهم الجميع بوجود أفضل لاعبي العالم في الريال ، في حين الواقع يقول أن لاعبي ريال مدريد يبيعون قمصان النادي أكثر من غيرهم ، أما أفضل مهاجمين في العالم هما شيفتشنكو وهنري وأن أفضل مدافعي العالم موجودين في ميلان واليوفنتوس وتشيلسي وأفضل لاعب في العالم أجمع هو رونالدينيو ، ومن الصغار هناك روني وميسي وشفاينشتيجر. وأصعب مهمة تنتظر الرئيس الجديد للنادي الصيف المقبل سواء كان فرناندو مارتن أو أي رئيس جديد أن يتعامل بذكاء مع عقود "نجوم" الريال وتحديد أيهم يحتاجه الفريق مستقبلا حتى يعيد تأسيس الفريق بناء على معايير تتعلق أولا وأخيرا بكرة القدم وبالفوز ببطولاتها باعتبار أن هذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على مكانة الفريق المعنوية والمالية.