تونس - مراد التائب:ذكرت تقارير في العاصمة التونسية أن بعض الأصوات بدأت تطالب بضرروة الاكتفاء بمشاركة المنتخب التونسي لكرة القدم بالصف الثاني فقط أو بفريق من الشباب في بطولة الأمم الأفريقية القادمة في مصر ، بدعوى أن يتفرغ المنتخب الأساسي للاستعداد لخوض نهائيات بطولة كأس العالم 2006. وأشارت هذه التقارير إلى أن أصحاب هذا الاتجاه يرون أنه من الأفضل مشاركة تونس في بطولة الأمم الأفريقية – التي تحمل لقبها - بالفريق الثاني ، بهدف تمكين المحترفين في أوروبا من المشاركة مع أنديتهم وإعدادهم لمونديال ألمانيا ، في حين يرى أنصار المشاركة في بطولة القاهرة بالفريق الأول ضرورة المنافسة بجدية على كأس الأمم وبكامل العناصر الأساسية للحفاظ على اللقب القاري. ورغم أنه لم يصدر أي شيء رسمي عن الفرنسي روجيه لوميير المدير الفني للمنتخب التونسي أو عن اتحاد الكرة التونسي في هذا الخصوص ، فإن هناك من يقول إن لومييراتخذ بالفعل قرار المشاركة بغير الأساسيين في بطولة الأمم الأفريقية ، وذلك بعد انتهاء مباراة رادس ضدّ المنتخب المغربي ، وذلك رغبة منه في إراحة المحترفين بالاتفاق مع مسئولي الاتحاد التونسي واللاعبين أنفسهم. مؤيدو فكرة المشاركة بالفريق الثاني ، وقد زاد عددهم وتأثيرهم بعد القرعة التي وضعت المنتخب التونسي في مجموعة سهلة نسبيا مقارنة بالمجموعات الثلاث الأخرى ، برروا موقفهم بالخوف على اللاعبين من الإصابات والإرهاق في ماراثون البطولة ، وهو ما قد يؤثر على مواقعهم داخل فرقهم الأوروبية ، وفي بطولاتهم التي تدخل أثناء وبعد فترة كأس الأمم الأفريقية مراحل حاسمة وصعبة من الموسم. ويرى هؤلاء أن تأهل تونس إلى دور الثمانية لا يتطلب - نظريا على الأقل - جهودا استثنائية ولاعبين من طراز عال ، وتدعم هذه الفئة من التونسيين رأيها بفكرة أن المنتخب التونسي مطالب الآن بتأكيد سمعته ونجاحاته الأخيرة بالتألق في كأس العالم بألمانيا ، حيث سيكون " نسور قرطاج" هو المنتخب الذي ينتظره الجميع لصنع الحدث ، كما أنه - حسب الرأي نفسه - قادر - إذا ما توفر له الإعداد الجيد ولاعبين في أفضل حالاتهم البدنية والذهنية - أن يتجاوز الدور الأول من المونديال ، وهو أمل سيكون صعبا جدّا إذا شارك لاعبو المنتخب الأساسيون في أمم أفريقيا ثم عادوا لإنهاء المرحلة الحاسمة من الدّوريات الأوروبية مع أنديتهم. وحتى إن لم يتخذ قرار بإعفاء الأساسيين من المشاركة في مصر ، يرى أصحاب هذه الفكرة أن إصابة عدد منهم في الأيام الأخيرة ستفرض على لوميير تعويضهم بآخرين من الشباب أو الجدد.
رئيس الاتحاد التونسي فقد تأكد حتى الآن غياب كريم حقي لاعب ستراسبورج الفرنسي وعادل الشاذلي لاعب نورمبرج الألماني ومهدي النفطي لاعب برمنجهام الإنجليزي وحامد النموشي لاعب جلاسجو رينجرز الأسكتلندي ونجم خط الهجوم البرازيلي الأصل مارسيلو دوس سانتوس لاعب تولوز الفرنسي عن نهائيات أمم أفريقيا بمصر لإصابات مختلفة تعرضوا لها مؤخرا. أما معارضو هذه الفكرة ، فهم يدعون إلى تسخير كل الطاقات والتعويل على أكثر اللاعبين تمرّسا وخبرة في مصر ، ويعتقدون أن أغلب اللاعبين التونسيين الناشطين في أوروبا ليسوا مهدّدين بخطر الإرهاق لأنهم أصلا غير أساسيين في فرقهم ، باستثناء القليل منهم ، كما أن كأس الأمم الأفريقية المقبلة لن تكون سهلة على منتخب يدافع عن لقبه مهما كان اسم المنافسين في كل الأدوار. ويتساءل أصحاب هذا الرأي ، ومنهم الحارس الدولي الأسبق المعروف "عتوقة" عما إذا كانت التضحية بكأس الأمم الأفريقية "ستضمن لتونس البروز في مونديال ألمانيا" ، بل العكس هو الصحيح. ويضيف عتوقة : "إن النجاح في مصر سيساعدنا على التألق في كأس العالم ، إذ سيزيد من رصيد الثقة في النفس داخل المنتخب ومن ثقة التونسيين في منتخبهم ، كما أن مواجهة منافسين بحجم الكاميرون وكوت ديفوار ونيجيريا وغانا ، وربما مصر أيضا ، هو أحسن تحضير لنهائيات كأس العالم". ويؤيد هذا الرأي الناصر البدوي اللاعب الدولي السابق والمسئول الحالي بالنادي الصفاقسي الذي صرّح لنا قائلا : "كأس أفريقيا هي التي تهمنا ، ومن الخطأ أن نضعها في المقام الثاني ، فالمسألة تهمّ شرف كرة القدم التونسية وتاجها الأفريقي الذي نحن مطالبون بالاحتفاظ به". أما كمال الشبلي المدرب الحالي لفريق النادي الأفريقي فهو أيضا ضد مشاركة تونس بفريق من البدلاء والشبان ويقول : "لا بد أن نلعب من أجل التأكيد والفوز باللقب للمرّة الثانية على التوالي ، ولا خوف على اللاعبين من الإصابات أو فقدان أماكنهم بفرقهم الأوروبية ، فتلك هي كرة القدم : مجازفة ومخاطرة ووطنية ، ولنأخذ العبرة من نجوم أفريقيا الذين يعتبرون بمثابة ركائز في أبرز الأندية وفي أقوى الدّوري