"كل عام كانوا يأتون ليأخذوا زملائي ويتركوني هنا" محرز عن فترته التي قضاها في أكاديمية ساريلي الباريسية. الكشافون كانوا يأتون لمشاهدة المواهب الصغيرة في الأكاديمية الشهيرة بأحد ضواحي باريس وكل عام لمدة خمس سنوات محرز لم يكن خيارهم. الكل يرحل من حوله وهو مستمر من عام لأخر وكل عام حافز جديد لإثبات قدراته. "لقد كان صغير الحجم وضعيفا وبطيئا، الأمور كانت صعبة عليه في البداية". كانت تلك كلمات مدير الأكاديمية محمد كوليبالي عن بدايات محرز في الأكاديمية التي ظل يلعب بها في فترته العمرية من 12 إلى 17 عاما. كوليبالي أضاف "رغم ذلك لقد كان مؤمنا بقدراته واثقا من نفسه من اليوم الأول، لم يفقد هذا الإيمان ليوم واحد". محرز الذي أنضم للأكاديمية في 2004 بعمر ال13 عاما تعرض لمحنة كبرى بعدها بعامين فحينما أكمل ال15 عاما فقد مثله الأعلى وهو والده. ولكن ذلك لم يضعف رياض ولكن ساهم في إعطاءه دفعة معنوية أخرى. محرز قال عن وفاة والده "بعد وفاة والدي أصبحت أكثر جدية من ذي قبل وبدأت في التقدم لما أريده أكثر". كوليبالي أكد على ذلك فقال "بعد وفاة والد محرز كانت الأمور صعبه عليه وعلى عائلته فهم لم يكونوا أغنياء والحياة لم تكن سهلة أمامهم". اللاعب الجزائري ذو الأصل المغربي من جهة والدته كان دائما ما يتواجد في الأكاديمية والكرة بين قدمه ليل نهار فعندما يذكر أسم محرز هناك يتم تذكره فورا الشاب الصغير الذي يتجول دائما بالكرة بين قدميه. لم يؤمن الكثيرين بموهبة محرز بل لم يكن الشاب الجزائري يشارك مع الفريق الأول للأكاديمية كثيرا نظرا لعدم اقتناع مدربيه بموهبته ولكن محرز من داخله كان يعلم بأن هناك شيء كبيرا ينتظره. "لقد كان دائما يخبرنا أنه سيذهب إلى برشلونة يوما ما وبالتأكيد لم يكن أحد يصدقه" كانت تلك كلمات مدربه رونان سالون في نادي كويمبر الفرنسي أول نادي يعطي محرز عقدا احترافيا وهو في سن ال18 عاما. سالون ألح على رئيس ناديه للمجازفة والتعاقد مع محرز بعد أن كان الرفض هو سيد الموقف في البداية. محرز قبلها بعامين أجرى اختبارات في اسكتلندا وهنا أخبر كوليبالي أخيه "محرز قد يكون مثل ميسي فيوما ما الأرجنتيني كان ضعيفا مثله" وبالتأكيد لم يصدقه أحد أيضا. موسم في كويمبر في الدرجة الرابعة الفرنسية جعله هدفا للو هافر في الدرجة الثانية ليقضي مع الفريق الفرنسي أربعة مواسم أنتقل بعدها إلى ليستر سيتي لتبدأ رحلة صعود إلى القمة. ليلة محرز واليوم 24 مارس 2016 رياض محرز أثبت خطأ الجميع فيه ونجح في الحصول على لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي بعد عامين فقط في إنجلترا. صاحب ال24 عاما قاد ليستر سيتي هذا الموسم إلى قمة الدوري الإنجليزي يفصلهم بضع خطوات عن اللقب الأغلى في تاريخ الفريق وبالتأكيد لقب غالي جدا لرياض محرز. الجناح الجزائري الواثق من نفسه وقدراته نجح بفضل عقليته الثابتة الراسخة في هزم كل الانتقادات التي وجهت له وحولها إلى طاقة دفع له نحو القمة. ضعيف جسديا وبدنيا؟ حسنا محرز أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الأقوى بدنيا في العالم، محرز لا يمتلك المهارة الكافية. حسنا 111 مراوغة هذا الموسم تنفي هذه التهمة عنه. سيذهب إلى برشلونة يوما ما؟ بالتأكيد محرز حاليا على رأس قائمة المطلوبين في الفريق الكتلوني بعد خمس سنوات فقط من اتهامه بالخبل من مدربه وزملائه في كويمبر. كل عام يأتوا ليأخذوا زملائه للانضمام إلى الأندية ويتركوه في الأكاديمية؟ الليلة محرز تم تجهيز هيلكوبتر مخصوص له لنقله هو إلى مقر تسليم الجائزة. الليلة محرز رد على كل من وقف أمام حلمه بالإصرار والعزيمة ونجح في إثبات حقيقة أنه ليس الموهبة والمهارة فقط تصبح الأفضل ولكن بالعمل الجاد وتحويل الانتقادات والمأسي إلى قوة دفع لك إلى الأمام.