يقترب موسم كرة القدم الأوروبي المُمتع من خط النهاية، حيث انتهت مرحلة الذهاب من بطولتيه الأكبر، والتي شهدت نتائجا مُلفتة، مع إستمرارية فرص الفرق المتأخرة وإمكانية قلب الطاولة إيابا. ومع التركيز على نتائج الدوري الأوروبي، سنجد أندية إشبيلية الإسباني وشاختار دونيتسيك الأوكراني قد حققا انتصارات هامة خارج ملعبهما على حساب كلا من أتليتك بلباو الإسباني وسبورتنج براجا البرتغالي – الذي يلعب له المصري أحمد حسن "كوكا" - بالترتيب، وبالنتيجة ذاتها 2-1، ليضعا قدما في مرحلة نصف النهائي، بينما انتهت مباراة ليفربول وبوروسيا دورتموند على ملعب "سينجنال إيدونا بارك" بالتعادل الإيجابي 1-1، وحقق فياريال الإسباني فوزا صعبا على ملعبه "مادريجال" على حساب سبارتا براغ التشيكي بهدفين مقابل هدف. المُتابع للمسابقات الأوروبية سنويا يجد أن الفريق الأوكراني يُعتبر اسما دائما في أدوار ما بعد مرحلة المجموعات في مُسابقات أوروبا الكُبرى. وعلى الرغم من بيعه الدائم لنجومه سنويا، إلا إنه يستطيع تعويض الراحلين وصناعة نجوم جدد والحفاظ على إستمرارية النتائج الجيدة أوروبيا. فبعد بيع عدد من النجوم في المواسم السابقة، أبرزهم ويليان الراحل لتشيلسي اللندني، استمر الفريق في سياسته هذا الموسم وقام ببيع الرباعي البرازيلي دوجلاس كوستا (بايرن ميونيخ) ولويز أدريانو (ميلان) وفيرناندو (سامبدوريا) وأليكس تيكسيرا (جيانسو سانينج الصيني). ولم يدعم شاختار قائمته هذا الموسم إلا بإعادة نجمه البرازيلي - الكرواتي إدواردو دا سيلفا من فلامينجو البرازيلي، واعتمد على باقي قائمته التي تضم 8 برازيليين أبرزهم لاعبي الوسط فريد وبيرنارد ومارلوس بونفيم والجناح ولينجتون نيم، ومعهم المهاجم الأرجنتيني فاكوندو فيريرا، بجوار المخضرم الكرواتي داريو سرنا قائد الفريق، بالإضافة إلى بعض نجوم المنتخب الأوكراني، وأبرزهم حارس المرمى أندريه بياتوف وأوليكساندر كوشر وتاراس ستيبانينكو وياروسلاف راكيتسكي. قائد الفريق فنيا هو الروماني المُخضرم ميرشا لوتشيسكو -70 عاما- والذي يتولى المهمة منذ عام 2004. خلال حوالي 12 عاما، حقق لوتشيسكو 8 ألقاب من الدوري الأوكراني بالإضافة إلى 5 ألقاب من كأس أوكرانيا و7 ألقاب من كأس السوبر، ويمتلك لقب أوروبي في موسم 2008/2009 عندما حقق فريق مدينة دونيتسك لقب كأس الإتحاد الأوروبي –الدوري الأوروبي بالمُسمى القديم-، وهو اللقب الأوروبي الوحيد في تاريخ ذلك النادي. محليا، فإن هذا الموسم ليس الأفضل للفريق، فعلى الرغم من افتتاحه للموسم بتحقيق لقب كأس السوبر على حساب دينامو كييف بهدفين نظيفين، فإن الفريق يحتل المركز الثاني في جدول الدوري برصيد 52 نقطة، أقل 3 نقاط من فريق العاصمة الأوكرانية الذي تأهل لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم وأُقصي أمام مانشستر سيتي، مع تبقي 6 جولات لحسم اللقب. وفي مُنافسات الكأس، ودع شاختار البطولة من ربع النهائي بعد الخسارة أمام فورسكلا بولتافا بنتيجة 1-2. قوة شاختار في بداية هذا الموسم كانت مُعتمدة على الغزارة التهديفية لأليكس تيكسيرا الراحل إلى الدوري الصيني، حيث يحتل اللاعب صدارة تهديف الدوري الأوكراني حتى الآن ب 22 هدفا بالإضافة إلى 4 أهداف في المسابقات الأوروبية، وهو الأكثر تهديفا بقمصان الفريق البرتقالية والسوداء هذا الموسم في كافة البطولات -26 هدفا. أوروبيا، لم تكن المشاركة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بنفس قوة العام الماضي الذي وصل فيه الفريق إلى ثمن النهائي قبل الإقصاء القاسي أمام بايرن بسباعية نظيفة. بلغ شاختار هذا الموسم مرحلة المجموعات بعد إقصاء فناربخشه التركي في جولة التصفيات الثالثة، وإقصاء رابيد فيينا النمساوي في المرحلة المؤهلة للمجموعات، قبل أن توقعه القرعة في مجموعة نارية بجانب ريال مدريد الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي ومالمو السويدي. موسم شاختار الأوروبي أُنقذ بأعجوبة بعدما حل ثالثا في المجموعة بانتصار وحيد و5 هزائم، وبرصيد 3 نقاط فقط بفارق الأهداف عن الفريق السويدي، ليُكمل شاختار مسيرته في الدوري الأوروبي. تحسنت نتائج الفريق في الدوري الأوروبي بشكل ملحوظ مع تقديم أداء أفضل كثيرا مما ظهر عليه في دوري الأبطال، حيث تمكن من إقصاء شالكه الألماني في دور ال 32 بعد الفوز عليه في ملعب "فيلتينس أرينا" بثلاثية نظيفة بعد التعادل السلبي ذهابا، قبل أن يتفوق على أندرلخت البلجيكي في ثمن النهائي ذهابا وإيابا بنتيجة 4-1 بمجموع المبارتين، ثم يتفوق على سبورتنج براجا في البرتغال في ذهاب ربع النهائي بهدفين مقابل هدف، في إنتظار تأكيد تأهله إلى نصف النهائي في مواجهة الإياب بملعب "أرينا لفيف" بأوكرانيا الأسبوع المقبل. على الصعيد التهديفي في البطولة، فإن صدارة هدافي الفريق تذهب لكل من إدواردو دا سيلفا والأرجنتيني فاكوندو فيريرا بهدفين لكل منهما، ويتساوي كل من مارلوس بونفيم وتايسون وفيكتور كوفالينكو وياروسلاف راكيتسكي وألكسندر كوتشر بهدف لكل منهم، تم إحرازهم منذ دور ال32 الإقصائي وحتى ذهاب ربع النهائي. هل يتمكن شاختار من إكمال مغامرته وتحقيق لقب أوروبي ثان في تاريخه؟ هذا ما سنعرفه خلال الأسابيع القادمة.