إنجاز التأهل لدور ال16 من دوري أبطال أوروبا جاء لينهي عاما استثنائيا للمصري الدولي محمد النني، كان مرشحا فيه أيضا للفوز بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا لأول مرة. ولايزال النني صاحب ال22 عاما يحافظ على خطواته الثابتة في مشواره الاحترافي مع بازل، ليشارك في تأهل تاريخي للفريق السويسري إلى دور ال16 من دوري الأبطال على حساب العريق ليفربول ضمن مجموعة ضمت ريال مدريد حامل اللقب مع لودوجوريتس. لم يكن هذا الإنجاز الوحيد في عام 2014 للنني الذي ترشح فيه للفوز بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا قبل الخروج من القائمة النهائية، وقبل ذلك توج بالدوري للموسم الثاني على التوالي مع بازل، وأيضا سجل فيه أول أهدافه الدولية مع منتخب مصر رغم الاخفاق في التأهل لكأس الأمم. ويتحدث النني عن كل هذا في حواره مع FilGoal.com بعد ساعات من التعادل مع ليفربول 1-1 والتأهل لدور ال16 من دوري الأبطال. تأهل تاريخي - هل كنت تتوقع التأهل لدور ال16 من دوري الأبطال من مجموعة قوية مثل تلك؟ قبل أن أجيبك على هذا السؤال، أريد أن أخبرك أن الجميع كان يعتقد أن مجموعتنا سهلة، بالطبع بالنسبة لريال مدريد وليفربول. فأنا أتذكر أنني سمعت محللي شبكة beIN Sports يقولون بعد القرعة أن هذه المجموعة سهلة لأن ريال مدريد وليفربول يضمنان التأهل، وطبعا هذا الكلام ضايقنا كثيرا. كان الفريق محبطا بعد الخسارة الثقيلة من ريال مدريد 5-1، ولكن بعدما نجحنا في الفوز على ليفربول في سويسرا قلنا لأنفسنا نحن لسنا أقل من التأهل. - وما هو الفريق الذي تتمنى أن يواجهه بازل في دور ال16؟ مع التأهل لدور ال16 أصبح طموحنا أكبر ونحلم الآن بأن نستمر طويلا في دوري الأبطال، كما أننا أثبتنا قدراتنا وأن بازل ليس فريقا سهلا، ولذلك أتمنى أن نواجه الفريق الذي نقدر على الفوز عليه وليس فقط تقديم مباراة مشرفة. - ولكنك قبل مرحلة المجموعات كنت تقول أنك تفضل مواجهة الفرق الأقوى، ماذا تغير؟ نعم، أنا أفضل مواجهة الفرق الأقوى في البطولات الكبيرة حتى يراك الناس وتقدم أداء أفضل، ولكن الآن حلمنا أصبح أكبر ونرى أن التأهل لربع النهائي ليس مستحيلا وإن كان صعبا بكل تأكيد. الآن قد نجد أن موناكو مثلا يقدم أمامنا أداء أقوى وأفضل مما قد يقدمه فريق كبير، ولذلك أرى الآن أنه لا توجد أفضلية على آخر في القرعة. - وهل اللعب في دور ال16 من دوري الأبطال أفضل من الانتقال للعب في الدوري الأوروبي الذي كان بازل منافسا قويا فيه؟ اتفق معك في أن فرصنا في المنافسة على الدوري الأوروبي أكبر، ففي أول مواسمي مع بازل خرجنا من نصف النهائي على يد تشيلسي بصعوبة، وقدمنا أداء قويا الموسم الماضي أيضا. ولكن دوري أبطال أوروبا يظل المسابقة الأقوى في العالم، فدور ال16 في دوري الأبطال أفضل بالنسبة لي من نهائي دوري أوروبا، كما أن اللعب في هذا المستوى يفيدني كلاعب على المستوى الفردي. - وعلى المستوى الفردي، ماذا كان دورك في تأهل بازل لهذا الدور؟ يعتمد فكر مدرب الفريق باولو سوزا على الضغط مبكرا على الخصوم في نصف ملعبهم، وكان هذا دوري كلاعب ارتكاز.. لم يكن مطلوبا مني أن أراقب لاعب بعينه، كان دوري هو الضغط على الخصم مهما كان اسمه. وفي مباراة التأهل، كان مطلوبا مني الضغط على ستيفن جيرارد ومضايقته حتى لا تخرج من قدمه تمريرة حاسمة، فهو بداية أي فرصة خطيرة لليفربول. - وهل أنت واثق في أنك ستلعب مع بازل في دور ال16؟ هل سترفض العروض الذي قد تصلك في يناير؟ بالتأكيد لو وصلني عرض جيد من فريق كبير سأرحل في يناير، ولكن يجب أن أكون واثقا من فرصي هناك فلن أخاطر وأذهب لأجلس على الدكة. برشلونة؟ - هل ترى التأهل تعويضا من الله على استبعادك من سباق أفضل لاعب في إفريقيا؟ أنا فخور جدا بالترشح أساسا للفوز بالجائزة في سن ال21 عاما، وليس لدى أدنى شك في قدوم اليوم الذي سأفوز فيه بها، ولكن هذا العام منتخب الجزائر كان رائعا مع يايا توريه طبعا نجم مانشستر سيتي. فاستمراري في المنافسة على البطولات مع بازل والتأهل لهذا الدور من دوري الأبطال، مع عودة منتخب مصر إن شاء قريبا لمستواه سيزيد من فرصي في الفوز بهذه الجائزة. - وبالفوز بالجائزة، هل ستكون حققت كل أحلامك؟ حلمي الأكبر الذي أضعه دائما أمام عيني هو اللعب في برشلونة، فلا يمكن أن أزيح هذا الحلم من تفكيري، وأسعى دائما لأحققه يوما ما. فأنا واثق في أن الله يكافئ من يتعب ويجتهد، وأتمنى أن أكون على الطريق الصحيح. رونالدو - وهل من يرغب في اللعب لبرشلونة يلتقط صورة مع كريستيانو رونالدو؟ هذه الصورة كانت بعد مباراة ريال مدريد في سويسرا، وجدت رونالدو يقف مع مدربي باولو سوزا وكان يجمع بينهما حديث بلغتهما البرتغالية. طبعا لم أفهم أي كلمة من هذا الحديث، فطلبت من مدربي أن يلتقط لي صورة مع رونالدو، وقلت لهما السلام عليكم. - يبدو أن اللغة العربية لا تزال في حديثك، أليس كذلك؟ يرد ضاحكا: أحيانا أجد نفسي أتحدث مع اللاعبين بالعربية في المباريات، عندما تدخل علي مارسيلو ظهير ريال مدريد بقوة في مباراتنا، قلت له: ما تلعب بالراحة يا عم.. ليضحك هو ثم نتصافح، أجد نفسي أستخدم اللغة العربية أحيانا. - وهل ترشح رونالدو للفوز بالكرة الذهبية هذا العام؟ بكل تأكيد، رونالدو الأفضل في العالم حاليا. - وبالعودة إلى مدربك، ما الذي يميز باولو سوزا عن مدرب بازل السابق مورات ياكين؟ مورات ياكين مدرب كبير وتطور معه بازل كثيرا، ولكن سوزا أكثر اهتماما بالتفاصيل الدقيقة والعلاقات مع اللاعبين، فهو دائم الحديث معنا ويهتم جدا بأن يحفظ كل لاعب دوره في الملعب جيدا. كما أن سوزا مدرب لا يخاف من الفرق الكبيرة، فحتى عندما واجهنا ريال مدريد كان يطلب منا الضغط عليهم في نصف ملعبهم. وأي متابع لبازل سيجد أننا نتطور في كل مباراة عن الأخرى، ومعدل اللياقة البدنية للاعبين لا يقل رغم أننا نلعب مباراة كل ثلاثة أيام. صلاح - هل اتصل بك محمد صلاح لتهنئتك عقب التأهل؟ صلاح دائم الاتصال بي، واتصل بي قبل مباراة ليفربول وأكد لي أنه كان يرغب في حضور المباراة ولكن كان يفصله عن ملعب المباراة من لندن 6 ساعات. - صحيح، هل ترجح عودته إلى بازل في يناير؟ أشك في صحة التقارير التي تذكر أن بازل يرغب في استعادة صلاح من تشيلسي، ولكني أرى أن هذا الانتقال لو تم سيكون له تأثير إيجابي وآخر سلبي. بازل سيستفاد من عودة صلاح لأننا فريق نجيد اللعب على الهجمات المرتدة، وكان نبني خطتنا على صلاح، وهو أجاد تنفيذ هذه المهمة بفضل سرعته الكبيرة. ولكن التأثير السلبي سيكون على صلاح، لأن خطوة تشيلسي ستصبح وكأنها لم تتم أساسا. - وهل كان صلاح محقا في تفضيل تشيلسي على ليفربول؟ الإعلام يظلم صلاح كثيرا في هذه النقطة، فالانتقال إلى ليفربول ربما كان أفضل لصلاح، ولكن هل يستطيع أي لاعب في العالم أن يقول لا لجوزيه مورينيو بعدما اتصل به ليقنعه بالانضمام إليه؟ علينا جميعا مساندة صلاح الآن للعودة بقوة حتى لو كان خارج أسوار تشيلسي، ومن يدري ربما في المستقبل نجد تشيلسي هو الذي يندم على ترك صلاح. - إذا، هل تنصحه بخطوة معينة؟ لا طبعا، هو الأدرى بمصلحته واختيار خطوته المقبلة. - وماذا عن أحمد حمودي، هل ترى أنه سيحصل على فرصته في بازل قريبا؟ طبعا، وأريد أن أؤكد أن المدرب واللاعبين يحبون حمودي كثيرا، ويثقون في قدراته جدا، ولكن المشكلة هي أنه انضم للفريق بعد بداية الموسم. فالمدرب كان يرغب في تثبيت التشكيل، ولذلك تتأخر فرصة حمودي، ولكنها قادمة دون شك قريبا وهذا ما يقوله دائما له المدرب. - قلت أنك استفدت من رحيل صلاح إلى تشيلسي، فهل نقلت ذلك إلى تجربتك مع حمودي؟ بالطبع، فصلاح كان هو جسر التواصل بيني وبين المدرب واللاعبين وهو ما جعلني في عزلة عنهم، ولكني أترك لحمودي حرية التعامل مع الجميع هنا دون التدخل إلا لو طلب مني ترجمة بعض الأشياء. ولذلك ليس عندي أدنى شك في أن حمودي سيستمر في بازل طويلا حتى لو رحلت عن الفريق. - أخيرا، هل يراقب بازل لاعبين مصريين حاليا؟ لا اعتقد لأن إدارة بازل كانت ستطلب رأيي لو قررت الدخول في مفاوضات مع لاعبين مصريين، كما كان يحدث من قبل عندما كان صلاح هنا. ففي الموسم الماضي، كان بازل يراقب لاعبين في الدوري المصري وطلب رأيي ورأي صلاح، ولكن هذا لم يتكرر من وقتها.