تولد الإمبراطورية وتتوسع وتزداد قوتها وتهيمن على كل من حولها، وتستمر لأعوام وأعوام، ولكن دائما ما يأتي الإنهيار لا محالة. وإنهيار بطل العالم لم يأت من فراغ، فهناك العديد من العوامل جعلت المنتخب الإسباني بطل أوروبا مرتين متتاليتين وحامل لقب كأس العالم 2010، يظهر بهذا الشكل الضعيف. خسارتان من هولندا 5-1 وتشيلي 2-0، جعلت منتخب إسبانيا أول حامل لقب في تاريخ المونديال يودع البطولة من دورها الأول. ورغم أن تشكيلة الماتادور التي ذاقت الويل أمام هولنداوتشيلي، هى ذاتها التشكيلة التي أذاقت المنافسين الويلات والهزائم، جاء السقوط المدوي. وتشكل ثلاثة محاور رئيسية، السقوط الكبير للإمبراطورية الكروية الإسبانية التي لم تغيب عنها شمس البطولات منذ عام 2008. 1- دييجو كوستا الاعتماد على مهاجم وحيد في تشكيلة لعبك، يحتاج بجانب المهارات الفنية واللياقة البدنية والقدرة التهديفية، إلى وجود حالة نفسية جيدة وذهن صافي. وهما الأمران البعيدان تماما عن دييجو كوستا، البرازيلي الذي فضل الانضمام إلى إسبانيا ليخوض أول مونديال له على أرض بلاده التي يرى شعبها أنه تخلى عنها. كوستا لم ينضم إلى معسكر إسبانيا سوى قبل المونديال بثلاثة أيام، صافرت الاستهجان تطوله في كل كرة يلمسها من جانب جماهير البرازيل التي تحضر المباريات، يعاني من إصابة لم يجد الوقت الكافي للاستشفاء منها. ورغم كل وتلك الظروف، اعتمد عليه ديل بوسكي، ملقيا إياه في جحيم مونديالي لم يتمكن اللاعب من الصمود أمام نيرانه. 2- الحرس القديم اعتماد ديل بوسكي على الحرس القديم المكون من لاعبين فازوا بلقبي أمم أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010، قد لا يكون قرار خاطئ، ولكن أين الدماء الجديدة. ضم دييجو كوستا الذي ذكرنا أعلاه الأسباب التي جعلته عبء على الإسبان، ومعه سيزار أزبيلكويتا الظهير الأيمن لتشيلسى الإنجليزى، لم يكن كافيا لضخ دماء جديدة في جسد الماتادور. فاستبعاد لاعبين مهمين مثل ألفارو نيجريدو مهاجم مانشستر سيتى بطل الدورى الإنجليزى وزميله وزميليه خيسوس نافاس، وتياجو ألكانتارا لاعب بايرن ميونخ بطل البوندزليجا ووفيرناندو لورينتى مهاجم يوفنتوس بطل الدوري الإيطالي، كانت له أثار سلبية كبيرة على الإسبان. 3- صراع ال3 الكبار صراع الليجا الذي استمر حتى الرمق الأخير كان له بدون أدنى شك تأثير سلبي على الحالة البدنية للاعبي المنتخب الإسباني. فتشكيلة بطل العالم تضم 12 لاعبا من فرق ريال مدريد وبرشلونة وأتليتكو مدريد، الثلاثة فرق الذي استمر الصراع بينهم على لقب الليجا حتى الجولة الأخيرة. بل أن قطبي مدينة مدريد دخلا في حرب أخرى استمرت حتى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، وهى الأمر الذي أدى لإنهيار إسبانيا بدنيا أمام هولندا واخيرا تشيلي. ويكفي أن ترى تصرح ديل بوسكي عقب الخسارة من تشيلي "جميعنا يشعر بالإرهاق الشديد" لتعلم مدى تأثير تلك الصراعات على الماتادور.