عدد قليل للغاية من اللاعبين المصريين يحترف في الوقت الحاضر في الأندية الأوروبية مقارنة بأقرانهم الأفارقة ، ففي مقابل عشرات الأفارقة المتألقين في أشهر الأندية الأوروبية يوجد ما لا يقل عن عشرين لاعبا مصريا "معروفا" ، مع الأخذ في الاعتبار أن معظمهم يلعب في غير أندية القمة. لكن - ومع ذلك - يبدو أن هناك عددا آخر من اللاعبين المصريين المتواجدين في الخارج لا نعلم عنهم شيئاً ، ولا يكتشف أحد وجودهم إلا فجأة وعن طريق المصادفة ، وسبب ذلك أنه لم يأت عندنا بعد ذلك الرجل الذي يقوم بدور الفرنسي برونو ميتسو المدير الفني الأسبق لمنتخب السنغال ، والذي توجه في بداية عمله مع الفريق السنغالي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للاستفسار عن أسماء اللاعبين السنغاليين المقيدين في سجلاته كلاعبين محترفين ، في محاولة جادة منه للبحث عنهم ، ومن ثم متابعتهم ، واختيار المناسب للمشاركة. ويُعتَبر رامي شعبان الحارس المصري الأصل السويدي الجنسية هو أقرب مثال لهؤلاء اللاعبين ، فلم نكن نسمع عنه أو نعرفه جيداً إلا في السنوات الأخيرة عندما علمنا أنه يلعب للأرسنال وأنه مصري سويدي ، ولولا وسائل الإعلام الغربية ما كنا لنعلم عن وجوده في أوروبا على الإطلاق ، رغم مستواه المتميز الذي كان يقدمه في الدوري السويدي قبل انتقاله إلى الهايبري. وأخيرا ، وعلى غير المتوقع ، ظهر لاعب مصري آخر فجأةً اسمه آدم العبد محترف في نادي برايتون الإنجليزي الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى ، والشيء العجيب والطريف في الوقت ذاته ، أن هذا هو النادي نفسه الذي انتقل إليه مؤخرا الحارس رامي شعبان منذ يناير الماضي. وفي تقرير له عن هذا اللاعب الجديد ، ذكر موقع اللاعب المصري أحمد حسام "ميدو" Mido99.com أنه استطاع الوصول إلى هذا اللاعب ، وأجرى معه حديثاً قصيراً ، أعرب فيه العبد عن أمله في تيل شرف تمثيل المنتخب المصري والدفاع عن ألوانه في الفترة القادمة ، وقال إنه يستطيع - من الناحية القانونية - تمثيل منتخب مصر ، لكون والده مصريا ، وذلك على الرغم من اعترافه بأنه لم يزر مصر من قبل ، وعلى الرغم من أن ملامحه بريطانية خالصة لا توحي لأحد على الإطلاق أنه قادم من بلاد النيل! وعند سؤال العبد في الموقع نفسه عن علاقته بالرياضة المصرية وعن متابعته لها قال إنه لا يستطيع أن يدَّعى أنه يتابع كرة القدم المصرية بشكل دائم ، لكن ذلك لا يمنع مشاهدته للقاء القمة في الدوري ، يقصد الأهلي والزمالك ، بالإضافة إلى معظم مباريات المنتخب المصري.
ميدو ويتميز مدافع فريق برايتون المولود في 11 سبتمبر 1984 بقوة بنيانه ، حيث يبلغ طوله 178 سم ، ووزنه 85 كجم تقريباً ، ويتضح من هذه الأرقام أنه من نوعية اللاعبين "الممتلئين" قليلا ، ولكنه يتمتع بالسرعة والرشاقة الكافيتين لأداء مهام مركزه ، ومنذ بداية الموسم الحالي مع برايتون لعب العبد تسع مباريات لم يسجل خلالها أي هدف ، ونال البطاقة الصفراء في مرتين ، بينما لعب في الموسم الماضي ست مباريات فقط. وبالعودة إلى الموقع الرسمي للنادي الإنجليزي الذي يلعب له آدم العبد ، تبين أن بداية انضمام هذا اللاعب للفريق جاءت في منتصف الموسم السابق ، عندما أعرب مديره الفني مارك ماكجيه عن إعجابه بمستواه في أول مباراة يشارك فيها أمام نادي بوسطن يونايتد ، فطالب بالتعاقد معه لمدة عامين ونصف العام ، تنتهي في صيف 2006. وفي حديثه عن أحواله المتقلبة هذا الموسم قال إنه لم يكن يلعب في بداية الموسم لإصرار المدير الفني للفريق على تثبيت التشكيل ، وهو ما أشعل بداخله روح التحدي ، فبذل مجهوداً مضاعفاً حتى حجز لنفسه مكانا في الفريق الأساسي ، إلا أنه تعرض للإصابة في قدمه ، فأخذ زميله أندي ريد مكانه ، ثم تعرض ريد بدوره للإصابة ، فعاد العبد للتشكيل الأساسي مرة أخرى ، ثم خاض الفريق مباريات قوية مع نادي ليدز يونايتد وساندرلاند ، وجاءت مباراة دربي كاونتي الذي يحتل حالياً المركز الرابع في الدوري لتصبح نقطة التحول الكبيرة له هذا الموسم. وهنا ، نسى آدم الاحتراف على ما يبدو ، وسار على درب اللاعبين "المصريين" ، فشارك في المباراة وهو يعاني من إصابة خفيفة رفض الإفصاح عنها لمدربه خوفاً على مكانه في التشكيل الأساسي ، الذي انضم له بعد مجهود كبير ، فسارت الرياح على عكس ما تشتهي السفن ، ولم يستطيع إكمال المباراة ، وخرج بعد 20 دقيقة من بداية المباراة ، ليس ذلك فحسب ، بل إن هذا الموقف تسبب في إخراجه من حسابات مديره الفني بشكل مؤقت ، فلم يشركه بعدها إلا في مباراة واحدة. والآن ، وبعد مرور 34 مرحلة في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي ، يقبع نادي برايتون في المركز الخامس عشر من أصل 24 فريقا برصيد 41 نقطة ، متخلفاً بفارق 25 نقطة عن الفريق المتصدر. وأخيراً ، قد يأتي الي