تعد مسابقة الدوري الإسباني من البطولات المحلية الأوروبية التي تضم نخبة مميزة من اللاعبين الأفارقة على الرغم من قلتهم ، حيث يشارك في بطولة مصر 2006 ثمانية لاعبين فقط من ضمن التشكيلة النهائية التي أعلنها 16 مدربا مسئولون عن 16 منتخبا في النهائيات. ورغم قلة الرقم ثمانية مقارنة بمسابقات أوروبية أخرى وعلى رأسها الدوري الفرنسي المليء بالعشرات من الأفارقة ، فإن هؤلاء الثمانية مؤثرون للغاية سواء بالنسبة لأنديتهم أو لبلادهم ، ويكفي أن يكون على رأس هؤلاء النجم الكاميروني صمويل إيتو هداف برشلونة حامل اللقب والمتصدر الحالي والمرشح الأول للحفاظ على لقبه. تصدرت الكاميرون قائمة المنتخبات التي لديها أكبر عدد من اللاعبين في إسبانيا ، حيث ضمت تشكيلة "الأسود غير المروضة" خمسة لاعبين بينهم لاعب واحد يلعب في أحد أندية الدرجة الثانية ، وجاء منتخب المغرب في المركز الثاني بلاعبين اثنين فقط ، وتوجو حلت ثالثة بلاعب واحد. وغاب عدد قليل للغاية عن المشاركة في البطولة الأفريقية لأسباب مختلفة ، على رأسها عدم اختيارهم ضمن القائمة النهائية ، وكذلك انخفاض المستوى ، ومن ضمن هؤلاء بابي تياو مهاجم ألافيس الذي لم يشارك في البطولة لعدم اختياره في القائمة ولوجود أكثر من لاعب متميز في مركزه على رأسهم الحاج ضيوف مهاجم بولتون واندررز الإنجليزي. ونعود إلى الثماني الأفريقي الذي سيشارك فعلا في البطولة ، وعلى رأسهم بالطبع النجم إيتو أفضل لاعبي القارة السمراء للعامين الماضين ، وهداف برشلونة للموسم الثاني على التوالي ، والهداف الحالي ل"الليجا" برصيد 18 هدفا من 18 مباراة ، والذي ستؤثر مشاركته في البطولة على مستوى "البارسا" في المسابقة المحلية. فغياب إيتو عن برشلونة سيكون بمثابة الضربة القاصمة التي لن يعوضها وجود بدلاء أكفاء أمثال السويدي هنريك لارسون والأرجنتيني ماكسيمليانو لوبيز ، فخطة ريكارد تقوم بشكل أساسي على وجود إيتو كرأس حربة وحيد وخلفه رونالدينيو ولونيل ميسي وديكو ، إلا أن إيتو غلب مصلحة وطنه على مصلحة ناديه وقرر حسم موقفه مبكرا بالمشاركة في البطولة وقيادة "الأسود" في مصر.
كاميني وتضم التشكيلة الأساسية لأسود الكاميرون بيير أشلي ويبو هداف أوساسونا الوصيف الحالي لليجا ، والذي سيقود هجوم الأسود مع إيتو ، ويبو ذو ال24 ربيعا أمامه فرصة ذهبية للتألق على أرض الفراعنة نظرا للسهولة النسبية لمجموعة الكاميرون في الدور الأول والتي تضم توجو وأنجولا والكونجو الديمقراطية. النجم الثالث في صفوف الكاميرون هو إدريس كارلوس كاميني حارس إسبانيول الأساسي والنجم المتألق في مسابقة الليجا ، إن كانت فرصة في اللعب بشكل أساسي في البطولة تبدو ضعيفة في ظل تألق سليمانو حميدو حارس سامسون سبور التركي. كما ضمت تشكيلة الأسود دانيل نجوم كومي لاعب وسط مرسية ثيوداد أحد أندية الدرجة الثانية ، وفرصته تبدو صعبة في الظهور والتألق خلال البطولة ، وأيضا ضمت التشكيلة بينوا أنجيوا مدافع الفريق الثاني لنادي ديبورتيفو ألافيس. وسيكون محمد اليعقوبي "موحا" زميل ويبو في أوساسونا أحد العناصر المؤثرة في تشكيلة المغرب في البطولة ، ويعد موحا أحد الأوراق الرابحة لأوساسونا ويعد من الهدافين رغم انه لاعب وسط ، ومن المتوقع أن يدفع به محمد فاخر المدرب الوطني للمغرب في كل مباريات أسود الأطلسي بالدور الأول. كما سيكون وليد الرقراقي مدافع راسينج سانتاندير ضمن العناصر الأساسية "لأسود الأطلسي" في القاهرة ، ومن المؤكد مشاركته في أولى مباريات المغرب بالبطولة أمام كوت ديفوار. وأخيرا يبرز لودوفيك اسيمواسا مدافع مرسية – درجة ثانية - بين صفوف منتخب توجو الذي يلعب ضمن المجموعة الثانية ، ومن المتوقع أن يدفع به النيجيري ستيفان كيشي المدير الفني للمنتخب التوجولي. هؤلاء الثمانية فقط من بين لاعبي المسابقات الإسبانية المختلفة سيشاركون في المونديال الإفريقي ، وهذا العدد المتواضع له أسبابه المختلفة ، على رأسها قوة المسابقة وصعوبة اندماج الأفارقة في إسبانيا ، على عكس دولة مثل فرنسا فنجد المسابقات الكروية الفرنسية تعج بعشرات الأفارقة من السنغال وكوت ديفوار وغينيا والمغرب وتونس وغانا ، والكاميرون باعتبار أن هذه الدول تنتمي إلى الثقافة الفرانكفونية التي تميل إلى فرنسا بحكم اللغة والعهد الاستعماري ، مثلما نجد أن معظم لاعبي أنجولا يحترفون في الدوري البرتغالي بدرجاته المختلفة لنفس الأسباب ، وهذا يفسر قلة عدد الأفارقة المحترفين في إسبانيا التي تمتلك أقوى دوري في العالم ولا يقدر عليه سوى المميزين فقط أمثال إيتو.