فرض أسلوبه على الجميع كحارس مرمى متألق شامخ في عرينه لا يخشى مهاجما أو نجما أو أي مباراة صعبة ، كما فرض بأسلوبه الحازم في الإدارة فلسفة جديدة من الانضباط والشدة لم تعهدها ملاعب الكرة من قبل ، وصارت "مدرسة" تتبع في الأندية الأخرى ، بل والمنتخبات الوطنية. البطل من مواليد الحوامدية في 16 سبتمبر 1953 ، وجاءت وفاته في سن الثانية والخمسين بسبب المرض العضال الذي فتك به في السنوات الأخيرة ، ولكنه لم يمنعه من ممارسة مهامه كمدير كرة ناجح حتى الساعات الأخيرة ، لدرجة أن كل من شاهد لقاء القمة الأخير بين الأهلي والزمالك الذي انتهى بثلاثية نظيفة للأهلي لم يلاحظ أن المرض قد بدأ يمنعه من الحركة بصورة طبيعية لتوجيه اللاعبين في الملعب ، بل كان في معظم الوقت جالسا على مقاعد البدلاء ورأسه مغطى ب"طرطور" ، وجسده مغطى أيضا ببطانية. وظن جميع من في الملعب أنه مصاب بنزلة برد أو أنه يشعر ببرودة الطقس خاصة وأن الطقس في هذه الليلة كان شديد البرودة بالفعل وهطلت أمطار غزيرة زادت من إحساس الجميع بالبرودة ، وكما لاحظ الجميع أن محمد أبو تريكة لاعب الأهلي كان يجري باستمرار إلى مكان جلوس ثابت البطل بعد إحرازه الهدفين الثاني والثالث من أجل تهنئته بالفوز الكبير ، ولم يكن البطل قادرا حتى على الوقوف. البطل كاد في مقتبل حياته الكروية أن يتجه من الحوامدية إلى اللعب للزمالك وليس الأهلي ، ولكن أحد كشافي الأهلي في تلك الفترة أدرك موهبته مبكرا ونجح في "خطفه" إلى القلعة الحمراء في فترة السبعينيات التي شهدت طظهر وتألق الحارس العملاق إكرامي. وحصل البطل على فرصته بعد سنوات طويلة ، إلى أن بدأ يلعب بالتبادل تقريبا بينه وبين إكرامي في الأهلي ، وكذلك في المنتخب الوطني الأول ، واشتهر بلقبي "ثابت" و"البطل" وهما الكلمتان المكونتان لاسمه بالفعل. وبلغت قمة تألق البطل على الساحة الكروية المصرية عندما كان حارس مرمى الفريق المصري في مباراة الكاميرون في نهائي كأس الأمم الأفريقية عام 1986 بالقاهرة ، والتي انتهت بفوز مصر بركلات الترجيح وبالبطولة. واستمر البطل في الملاعب حتى سن الثامنة والثلاثين شارك خلالها في الحصول على 11 بطولة دوري مع الأهلي وسبع بطولات كأس مصر وخمس بطولات أفريقية وبطولة أفرو-آسيوية للأندية ، وتميز خلال تلك الفترة بأنه كان من أشهر من حملوا شارة قيادة الفريق الأحمر ، وأعلن اعتزاله في أغسطس عام 1991 بعد أن لعب ستين مباراة دولية و225 مباراة محلية. وبعد الاعتزال ، اتجه البطل إلى مجال الإدارة ، وظل مديرا للكرة بالأهلي طوال فترة التسعينيات ، واستفاد من عمله كثيرا من عدد من المدربين الأجانب الذين عملوا مع القلعة الحمراء ، وعمل لفترة من الوقت في نادي أهلي دبي ، ثم مع الأهلي الليبي ، وأصيب خلال هذه الفترة بالمرض اللعين ، والذي كان عبارة عن ورم في معدته ، قبل أن يستجيب لرغبة الأهلي في عودته مرة أخرى لإعادة "الضبط والربط" إلى الفريق. وظل يعمل حتى اللحظات الأخيرة ، إلى أن وافته المنية في أحد المستشفيات الكبرى بالقاهرة في تمام الثانية من صباح يوم الإثنين.