"لو كنت مدرباً لريال مدريد وتركت الفريق بالتأكيد لن أذهب لتدريب مالاجا".. كلمات أطلقها جوزيه مورينيو ليسخر بها من مانويل بيليجريني.. وبعد ثلاث سنوات جاء رد التشيلي قاسياً ليتوج بالدوري الإنجليزي ويترك الاستثنائي ثالثاً. من هو الرجل الذي سجل اسمه في التاريخ كأول مدرب من خارج أوروبا يحقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز؟ مانويل لويس بيليجيريني ريبامونتي.. المولود في عاصمة تشيلي سانتياجو يوم 16 سبتمبر 1953 لأبوين من أصل إيطالي.. بدأ مشواره مع الكرة قلباً لدفاع فريق يونيفرسيداد تشيلي عام 1973 ولم يلعب لغيره على مدار 13 عاماً شارك فيها في 451 مباراة بألوان الفريق حتى أعلن اعتزاله عام 1984 بعد أن مثل منتخب تشيلي في 28 مباراة دولية سجل خلالها هدفاً وحيداً.. في هذه الأثناء تخرج من كلية الهندسة عام 1979 ليصبح مهندساً مدنياً مؤهلاً. وحول اعتزاله كلاعب يقول بيليجريني "في مباراة بالكأس قفزت لأخرج كرة عرضية لكن لاعباَ عمره 17 عاماً قفز أعلى مني بنصف متر تقريباً ليسجل هدفاً في مرمانا، وقتها شعرت أنني غير قادر على الاستمرار، هذا اللاعب كان إيفان زامورانو الذي أصبح بعدها النجم الأول لمنتخب تشيلي.. لو كنت أعرف وقتها قيمة هذا الفتى لما اعتزلت". بعد اعتزاله بدأ بيليجريني مشواره مع التدريب مع الفريق الذي قضى فيه عمره كله لاعباً، لكنه لم يكمل موسمه الأول كمدرب في 1988 ليطير إلى أوروبا ويتلقى بعض الدورات التدريبية هناك. وفي عام 1990 وبعد فترة قصيرة كمدرب مساعد لأرتورو صلاح المدير الفني لمنتخب تشيلي قاد بيليجريني فريق "بالاستينو" أو فلسطين بالدوري التشيلي لمدة عامين، قبل أن يقود فريق أوهيجينز لعام آخر انتقل بعده لتدريب يونيفرسيداد كاتوليكا الذي حقق معه لقب كأس تشيلي 1995. عاد بليجريني مرة أخرى لفريق فلسطين في 1998 قبل أن يغادر تشيلي لأول مرة متوجهاً للإكوادور حيث قاد فريق ليجا دي كويتو للفوز بلقب دوري الإكوادور 1999. وفي عام 2001 رحل المهندس إلى الأرجنتين ليقود فريق سان لورنزو لتحقيق لقب الدوري الأرجنتيني Clasusra في العام نفسه. وفي العام التالي انتقل بيليجريني لتدريب الكبير الأرجنتيني ريفر بليت ليحقق معه لقب دوري Clausura في 2003. في يوليو 2004 بدأ بيليجريني أولى تجاربه الأوروبية مع فياريال الإسباني، ليقود الفريق لاحتلال المركز الثالث في الليجا وبلوغ دوري الأبطال في أول مواسمه. وفي 2006 بلغ فياريال بقيادة بيليجريني نصف نهائي دوري الأبطال قبل أن يخسر من وصيف البطولة أرسنال. بعدها بعامين قاد بيليجريني الغواصات الصفراء لأفضل إنجاز في تاريخها بالليجا حين احتل المركز الثاني، كما بلغ ربع نهائي دوري الأبطال. وفي يونيو 2009 عين ريال مدريد بيليجريني مديراً فنياً له في موسم ضم فيه الفريق الملكي الرباعي كريستيانو رونالدو وكاكا وشابي ألونسو وكريم بنزيمه.. لكنه تعرض لأول صدمة بعدها بأربعة أشهر بالخسارة في كأس الملك من فريق الدرجة الرابعة ألكوركون، ومن بعدها الخروج من ثمن نهائي دوري الأبطال على يد ليون الفرنسي. وبالرغم من تحقيق ريال مدريد ل96 نقطة في الدوري إلا أنه خسر اللقب بفارق 3 نقاط عن برشلونة لتتم إقالة بيليجريني وتعيين البرتغالي جوزيه مورينيو بدلاً منه. وعلق بيليجريني على إقالته بقوله "لم يكن لي الخيار في ريال مدريد، كانوا يأتون بالنجوم وليس باللاعبين الذين نحتاجهم. كنا كأوركسترا من أفضل 10 عازفي جيتار لكن بلا أي عازف بيانو". التحق بيليجريني بمالاجا في 2010 ولم يكن موسمه الأول ناجحاً، لكنه قاد الفريق الأندلسي في موسمه الثاني لبلوغ دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه. ولم يكتف المهندس بذلك بل وتأهل معه مالاجا للدور ربع النهائي الذي خسره أمام بروسيا دورتموند الألماني بطريقة درامية في الوقت بدل الضائع. ومنحه مجلس مدينة مالاجا الدرع الذهبي تكريماً له لجهوده مع الفريق. وفي يونيو 2013 أعلن مانشستر سيتي عن تعيين بيليجريني مديراً فنياً جديداً له خلفاً لروبرتو مانشيني، وفي موسمه الأول حقق المهندس لقب كأس الرابطة قبل أن يقود السيتي للقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بوصفه أول مدرب غير أوروبي يحقق هذا الإنجاز.