انتهت مباراة الأهلي والزمالك في الدوري بفوز مستحق ومتوقع للشياطين الحمر.. وعاشت جماهير الأهلي فرحة عارمة تكاد تكون أكبر من فرحة الفوز بالستة الشهيرة لأن هذا الفوز جاء بعد فترة جفاف طويلة ظل الزمالك خلالها هو الأفضل ولم يحقق الأهلي فوزا على الزمالك لحوالي 900 يوما لذلك كانت الفرحة مضاعفة لأن الفوز أيضا أكد جدارة الشياطين الحمر وتفوقهم وأنهم مصممون ومصرون على الفوز بالدرع وإعادة حقبة الانتصارات بعد السنوات الأربع العجاف. عاشت مصر فرحة حمراء جعلت من يشاهدها يستشعر أن مصر كلها أهلاوية ويبدو أن الفرحة المبالغ فيها كانت محاولة للخروج من كبت وحزن وأسى نابع من أمور أخرى ليست كروية .. المهم أن الفرحة العارمة هدأت وأصبحنا مطالبين بالهدوء والتفكر والخروج بنتائج منطقية ومقبولة لما حدث في مباراة القمة المصرية. ولعل السؤال الأول الذي يطرح "الفكرة" بعد "سكرة" الفرحة هو : من المسئول عن الفوز الأحمر والهزيمة البيضاء : الإدارة أم المدير الفني أم اللاعبون؟ والإجابة واضحة وليست جديدة وهي أن كل عناصر اللعبة مسئولون بداية من الإدارة المهتزة في ميت عقبة ويقابلها إدارة أكثر استقرارا في الجزيرة .. وإدارة لم تهتم بالتجديد واعتبرت أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان فلم تجدد بالشكل المطلوب بل وسمحت بهجرة لاعبين مؤثرين مثل بشير التابعي .. وفي المقابل إدارة جددت بكل قوة وحماس بحثا عن بطولة ابتعدت لسنوات أربع. والجهاز الفني في الأهلي يمتلك خبرة أهلاوية خاصة وخبرة أخرى عامة بالكرة المصرية لذلك بدأ جوزيه من حيث انتهى به المطاف قبل أن يرحل منذ عدة سنوات فلم يجرب طرق لعب جديدة كما يفعل ستيبي مع الزمالك ولعلنا لم ننس بعد تجارب جوزية في المرة الأولى له مع الأهلي ولم يستقر على التشكيل أو خطة اللعب إلا في نهاية الموسم الذي أنهاه بالتعادل المثير مع الإسماعيلي " البطل" 4 4 ثم الفوز الشهير على الزمالك 6 1 قبل أن يرحل تاركا الأهلي. وجاء بعده بونفرير ولم يتعلم الدرس .. جاء ليدرب فريق ثابت وصل إلى أعلى مستوى في نهاية الموسم وبدلا من البدء من حيث انتهى السابق له مادام كان جيدا حاول أن تكون له بصمته الخاصة فبدأ المحاولة تلو المحاولة والتجربة بعد التجربة حتى خسر الدوري في مباراة إنبي الشهيرة وضاع الدرع في آخر مبارايات المسابقة .
والجهاز الفني في الأهلي يمتلك خبرة أهلاوية خاصة وخبرة أخرى عامة بالكرة المصرية لذلك بدأ جوزيه من حيث انتهى به المطاف قبل أن يرحل منذ عدة سنوات فلم يجرب طرق لعب جديدة كما يفعل ستيبي مع الزمالك نفس الخطأ وقع فيه الزمالك مع ستيبي لأننا لا نقرأ التاريخ وإذا قرأنا لا نريد أن نفهم وإذا فهمنا لا نحاول الإستفادة مما فهمناه .. وهكذا وقع الزمالك في المحظور ولأسباب إدارية وتخلى عن كابرال الذي نجح في فهم الفريق ثم أقال فينجادا الذي حقق للفريق البطولات التي شارك فيها وجاء بمدرب جديد بدأ مرحلة التجربة وحاول تطبيق فكره الكروي وهو فكر جيد لكنه لا يتفق مع امكانيات الكرة المصرية واللاعبين المصريين وعليه أن ينتظر كثيرا ويخسر كثيرا حتى يتعلم ويعرف تلك الإمكانيات. واللاعبون أيضا يتحملون المسئولية فلاعبو الزمالك بدأوا المباراة مهزومين داخليا على عكس لاعبي الأهلي الذين تملكهم شعور حقيقي بالقدرة على الفوز في أي وقت .. والمدرب الذي تابع المباراة بعقلية واقعية على عكس الآخر الذي تراجع عن الموضوعية والعقلانية في التعامل مع أحداث المباراة وقرر أن ينفذ رأيه فتغير الحال بين الشوطين ولا شك أن تغير اسلوب الأداء في دفاع الزمالك بعد التغيير الي أجراه ستيبي وميل القباني للعب في الناحية اليمنى واللعب بأربعة مدافعين فقط أثر كثيرا على الفريق الأبيض. الحكم كان سيئا وضربات الجزاء الثلاث مشكوك في صحتها بنسبة كبيرة جدا تصل إلى مرحلة الخطأ وأثرت الضربات على الفريقين وليس كما قال البعض أنها أخطاء غير مؤثرة .. فالأهلي عاش دقائق من القلق والرعب بعد هدف الزمالك الأول من ضربة جزاء وفي المقابل كان الهدف الثالث للأهلي وهومن ضربة جزاء غير صحيحة أيضا كالقشة التي قصمت ظهر البعير الأبيض. وبرغم أخطاء الحكم القاتلة فإن الحكم الأجنبي سيظل هو المناسب والأفضل لمبارايات القمة لأن الفكر العام والكروي المصري مازال قاصرا وتسيطر عليه نظرية المؤامرة والرشوة والمجاملة لهذا وذاك .. وحتى يتغير الفكر والمناخ سيظل الأجنبي هو الخيار الأفضل للتحكيم في مبارايات الأهلي والزمالك حتى تخرج المباراة بأمان. هناك نقطة أخيرة أعتقد أنه من الضروري أن يتنبه إليها خبراء الكرة في مصر والمسئولون عن المنتخب وظهرت واضحة في مباراة الأهلي والزمالك وهي أن اللاعب المصري يجيد عندما يكون ضلعا في مثلث خططي في الملعب مع أقرب إثنين من زملائه سواء مثلث الدفاع والتي نطلق عليها اللعب بليبرو أو مثلث الهجوم سواء كان مثلثا مقلوبا أو معتدلا ومثلثات اليمين واليسار والوسط .. واللاعب الذي يشارك في أكثر من مثلثين من هذه المثلثات الخططية يكون هو