من فرحة التأهل إلى مونديال 1990 إلى مرارة الفشل في بلوغ كأس العالم 1994، قصة حزينة في تاريخ الكرة المصرية ترويها "طوبة". فبعد أن تأهل الفراعنة إلى مونديال إيطاليا في مباراة تعد علامة مضيئة في تاريخ مواليد أوائل الثمانينات، كان مواليد أواخر الجيل نفسه يمنون نفسهم بتذوق نفس طعم النجاح اللذيذ. الترشيحات كانت تنصب في مصلحة الفراعنة، خاصة بعد المستوى الذي ظهروا به أمام هولندا (1-1) وإيرلندا (0-0) والخسارة بصعوبة أمام إنجلترا 1-0. مباراة زيمبابوي كان الفوز بها كفيل لنقل مصر إلى المرحلة الثانية من التصفيات، والتي تكون المواجهة فيها مع منتخبين أخريين في مجموعة واحدة. المباراة أقيمت على ملعب استاد القاهرة، ولست في حاجة عزيزي القارئ لأن أصف لك شلك سلالم وأعمدة الإنارة داخل الملعب التي تعاملت معها جماهير مصر على أنها مقاعد في ظل امتلاء المدرجات على أخرها. هدف عكس تيار أمال وطموحات ملايين المصريين هز شباك أحمد شوبير في الدقيقة الخامسة من عمر المباراة عن طريق إيجنت ساوو. ولكن أشرف قاسم نجم الزمالك بث القليل من الطمأنينة في نفوس شعب مصر بهدف التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة 32، قبل أن يقتنص الأسطوري حسام حسن هدف الفوز في الدقيقة 40. الفوز يؤهلنا للمرحلة الثانية من التصفيات، ولكن طوبة تم إلقائها على لاعب زيمبابوي خلال تنفيذا لرمية تماس، دفعت حكم المباراة للتوصية بإعادتها على أرض محايدة رغم إكمالها. وبالفعل تمت إعادة المباراة على ملعب محايد في مدينة ليون بفرنسا، وهى الإعادة التي كان بطلها مجدي طلبة صاحب أشهر إهدار في تاريخ الكرة المصرية. المنتخب الوطني بدأ المباراة ضاغطا منذ بدايتها، ولاحت له العديد من الفرص التهديفية دون جدوى. ثم ضاعت الفرصة التي ربما تسببت في إصابة العديد من مشجعي مصر بأزمات قلبية، حيث ارتدت الكرة من القائم الأيمن لزيمبابوي إلى طلبة، الذي بدلا من متابعتها بقدمه فضل النزول لها برأسه، لتمر أمام مرمى المنافس في غرابة شديدة، وتنتهي المباراة بالتعادل.