«12 ساعة» هى مدة التحقيقات التى باشرتها نيابة مدينة نصر أول فى قضية أحمد عرفة، عضو حركة «حازمون»، الذى أخلت النيابة سبيله بكفالة ألف جنيه بعد أن وجهت له تهمة حيازة بندقية آلية وذخائر بدون ترخيص، وباشرت النيابة بإشراف المستشار أحمد حنفى رئيس النيابة تحقيقاتها تحت حصار المئات من حركة «حازمون» الذين احتشدوا أمام محكمة مدينة نصر بعد ترحيل المتهم من قسم الشرطة إلى النيابة، وعندما انتقلت النيابة إلى شقة المتهم من أجل إجراء معاينة للغرفة التى عثر فيها على البندقية، تزايدت أعداد السلفيين أمام المحكمة، وأغلقوا الأبواب لمدة 6 ساعات، مرددين هتافات: «الشعب يريد تطهير وزارة الداخلية»، واستمروا فى ترديد هذا الهتاف وهم يضربون أقدامهم فى الأرض، الأمر الذى أرهب جميع الموجودين فى المحكمة من قوة الضربات على الأرض التى كانت تهز مبنى المحكمة. وفى الساعة السادسة مساء صعد مئات من السلفيين إلى طرقة النيابة، عندما شعروا بتأخر قرار النيابة، ثم وقفوا فى طرقة المحكمة ورددوا هتافات: «مش ها نمشى إلا بعد خروج أحمد عرفة»، واستمروا فى ترديد هذا الهتاف لمدة 6 ساعات، الأمر الذى أصاب النيابة العامة بحالة من الضوضاء والتشويش، وواصل المتظاهرون ضرب أقدامهم فى الأرض مع ترديد: «الشعب يريد تطهير وزارة الداخلية». وتسببت الحشود، التى امتلأت بها طرقة النيابة، فى تعطيل عمل النيابة العامة، وظهر ذلك من صعوبة خروج وكلاء النيابة من مكاتبهم إلى مكتب رئيس النيابة، لعرض نتائج التحقيقات، واستمر هذا الوضع السيئ لمدة 3 ساعات. وقال مصدر قضائى إن قرار النيابة بإخلاء سبيل المتهم صدر تحت ضغط نظرا لأعمال الترهيب والتهديد بالعنف التى مورست أمام المحكمة أثناء التحقيق مع المتهم حيث قام المتظاهرون بالطرق على أبواب وكلاء النيابة ورئيس النيابة، مطالبين بالإفراج عن أحمد عرفة، ورددوا هتافات: «مش ها نمشى إلا بعد خروج عرفة»، أما أفراد الشرطة فتركوا طرقة النيابة بسبب تجمع مئات الأشخاص فيها ووقفوا أمام الباب الرئيسى للمحكمة، حيث كانت أعداد الشرطة لم تتجاوز 150 مجندا وضابطا من قوات حرس المحكمة. وعقب الإفراج عن عرفة وخروجه من النيابة فى الساعة الواحدة صباحا، حمله أنصاره على الأعناق مهللين ومرددين هتافات: «أحمد عرفة قالها قوية يسقط وزير الداخلية»، «الداخلية بلطجية»، «ثوار أحرار هنكمل المشوار»، «سنيحا كراما»، «أمن الدولة كلاب الدولة».. وفور نزولهم من المحكمة سجدوا جميعاً سجدة شكر، ونظموا مسيرة كبيرة من المحكمة لمنزله احتفالاً بالقرار، وأطلقوا الشماريخ والألعاب النارية أمام المحكمة وسط تكبير وتهليل جميع الحضور. وقال عرفة فى تحقيقات النيابة إنه استيقظ من نومه على صوت طرق باب شقته، وعندما فتح الباب وجد قرابة 20 فردا يرتدون ملابس مدنية، وأخبروه أنهم مباحث، وحضروا من أجل تفتيش منزله للبحث عن سلاح نارى، ثم فتشوا غرفة النوم الخاصة به وغرفة نوم والدته وغرفة الصالون والمطبخ فلم يجدوا أى شىء مخالف للقانون. وأضاف أنه أثناء حديثه مع أحد الضباط دخل أمين شرطة غرفة نومه وخرج حاملا فى يده بندقية آلية و4 طلقات، ثم أخبر الضابط أنه وجدها فوق الدولاب، وبعدها تم اقتياده إلى قسم شرطة مدينة نصر وهناك فتحوا المحضر وأصر الضباط على اتهامه بأنها كانت فى منزله بالرغم من أنه كان معه عندما فتش الغرفة أول مرة ولم يجد فيها شيئا. كان اللواء أسامة الصغير، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، تلقى إخطارا من العميد محمد توفيق رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة يفيد بالقبض على المتهم بعد العثور على بندقية آلية و4 طلقات فى شقته، وتبين أنه عضو فى حركة «حازمون» واشترك فى الاعتصامات التى دعت إليها الحركة أمام مدينة الإنتاج الإعلامى احتجاجا على ما سمّوه بمهاجمة الإعلام الخاص سواء المرئى أو المقروء للإسلامين، وطالبوه خلال اعتصامهم بتطهير الإعلام. وأشارت التحريات إلى أن المتهم اشترى البندقية منذ قرابة شهر واحد، وكان يحتفظ بها فى شقته، حتى وردت معلومات إلى مباحث القاهرة بأن المتهم لديه بندقية آلية، فتم عمل التحريات حول الواقعة وعندما تأكدت المعلومات، تمت مداهمة شقته عقب تقنين الإجراءات، وألقى القبض عليه وتمت إحالته إلى النيابة، ووجهت له النيابة تهمة حيازة بندقية آلية وطلقات بدون ترخيص.