مقاهى «مصر الجديدة» لم تعد حكراً على روادها التقليديين، مع تصاعد الأحداث حول محيط قصر الاتحادية، قررت بعض المقاهى تعليق عملها بينما أصرت الأخرى على الاستمرار.. «جروبى» مقهى الطبقة الأرستقراطية، عاد من جديد لتقديم الخدمات لزوار المكان الجدد، فبعد أن أُغلق طوال يومين بسبب الاحتجاجات قرر مديره «عبدالله» فتح الأبواب لتعويض جزء من الخسائر المادية الجسيمة التى لحقت به نتيجة موقعه أمام الاتحادية. ساحته امتلأت عن آخرها بمختلف أنواع البشر، تطل على مشهد سيريالى من مشاهد الثورات، فأسوار القصر التى يبلغ ارتفاعها قرابة الثلاثة أمتار تمتلئ بكلمات تعبر عن هوية من كتبها، الجرافيتى المرسوم يعيد للأذهان مجازر شارع محمد محمود والقصر العينى، ملامح «جيكا» التى امتلأت بها الجدران تجعل رواد المقهى الشهير يتنهدون فى عمق وأسى «الله يرحمه»، كلمات تسمعها هنا وهناك من زوار المقهى المعتاد بينما يهتف زائر غير تقليدى يجلس على كرسى من الخيزران أمام طاولة أنيقة «هنجيب حقك والله يا جابر». «عبدالله» أفنى عمره فى خدمة زبائن المكان، يكاد يحفظ أشكالهم، فملامحهم يطغى عليها «الطابع الكلاسيكى» حسب وصف المدير، أما الآن فيأتى إليه شباب ثائر يملأه التحدى.. «الكافيه بقاله كام يوم بيستقبل شباب ممتلئين حيوية وثورة، الطابع الجديد بتاع جروبى حلو مش وحش، لأن المكان بقى فيه روح ونشاط»، يقولها الرجل الأربعينى معلقاً على زبائنه الجدد، فخبرته التى تبلغ 25 عاماً جعلته قادراً على التفرقة بين «الصالح والطالح» على حد قوله، مؤكداً أن شباب المتظاهرين «ولاد ناس»، بينما تلمتع «فلاش» كاميرا مصوبة نحو قصر الاتحادية. يبدى مدير المكان إعجابه الشديد بما تم رسمه على حوائط القصر، «يوم التلات كان فيه جرافيتى على الجدران بتاعت القصر، ويوم الأربع الإخوان مسحوه، مايعرفوش إن الشعارات دى فى قلب الشباب ومش هتمحوها شوية بوية»