استمرت الاشتباكات بين المعتصمين والمسلحين، فى ميدان العباسية وأعلى الكوبرى المؤدى إليه، لليوم الرابع على التوالى، حيث يبدأ المسلحون هجومهم على الثوار مع بداية الليل، وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، وسط معارك من الكر والفر، وما زال الثوار يبحثون عن مسلحين يهاجمونهم بالخرطوش والزجاجات الفارغة والأسلحة البيضاء. وفى المقابل تنوعت رؤى السياسيين حول تأثير الاعتصامات على الانتخابات الرئاسية القادمة؛ حيث يرى البعض أنها ليست أصعب مما كانت عليه الأوضاع قبل انتخابات البرلمان، بينما أكد آخرون ضرورة تدويل قضية جنسية والدة المرشح المستبعد حازم أبو إسماعيل أولاً. ووقعت اشتباكات بين المعتصمين وعدد من المسلحين أمام مسجد النور بعد صلاة الفجر، بعد أن فوجئ المصلون أثناء خروجهم من المسجد بحصار المسلحين ومحاولتهم اقتحام المسجد، مستخدمين الطوب والمولوتوف، واتسمت الاشتباكات بالعنف وسط حالة من الكر والفر، ردد خلالها المصلون هتافات «الله أكبر». ويحاول المعتصمون بعد انضمام عدد من الحركات الثورية إليهم ، وعدد من الشخصيات العامة، القبض على المزيد من المسلحين وكشف هويتهم، بعد أن أمسكت اللجان الشعبية فجر أمس 5 منهم، اعترفوا بأن هناك من يستأجرهم لضرب المعتصمين. وحضر لموقعهم خالد على، المرشح الرئاسى، والفنان محمد شومان. ووجه بعض المعتصمين غضبهم، بعد ارتفاع عدد المصابين بينهم، تجاه أفراد الشرطة العسكرية، أمام وزارة الدفاع، متوجهين لهم بالسؤال عن أسباب تركهم المسلحين يهاجمونهم مرددين: «لما ما يبقاش فيه أمان عند وزارة الدفاع.. أمال الأمن هيبقى فين»، واتهموهم بالتواطؤ مع البلطجية. وأشعل جماهير «الألتراس» حماس الشباب المعتصم، بالأغانى المناوئة للمجلس العسكرى والبلطجية والشرطة. واختلف السياسيون حول تأثير اعتصامات «العباسية» على انتخابات الرئاسة القادمة. وقال الدكتور عمرو الشوبكى، عضو مجلس الشعب، إنه لا يوجد قلق من تأجيل الانتخابات الرئاسية، لأن الأحداث أثناء الانتخابات البرلمانية كانت أكثر سخونة ودموية، واستطاع المجلس العسكرى أن يجريها فى موعدها ويؤمنها. وأضاف : «استمرار الاعتصام ناتج عن أداء المجلس العسكرى الضعيف وارتباكه فى التعامل مع قضية جنسية والدة أبو إسماعيل، دون أن تقدم الهيئة العليا للانتخابات، أو قيادات المجلس العسكرى، دليل جنسيتها الحقيقى للشعب». ويرى الدكتور وحيد عبد المجيد، رئيس مركز الأهرام للترجمة والنشر، أن الاعتصامات لن تؤثر على الانتخابات الرئاسية، وأنها ستجرى فى موعدها المحدد إذا أراد المجلس العسكرى، وهناك 90? من السياسيين كانوا يتوقعون تأجيل الانتخابات البرلمانية، فى ظل أحداث مجلس الوزراء، وشارع «محمد محمود» التى وقع فيها عشرات القتلى ومئات المصابين. وبشكل عام فإن الاعتصامات فى جميع الدول الديمقراطية، لا يمكن أن تؤجل الحياة، أو توقف عجلة الإنتاج. وأضاف: «الخطر الحقيقى الذى يمكن أن يؤجل الانتخابات ليس التظاهرات، وإنما حدوث «انقلاب دستورى» يتسبب فى وجود «صدام حتمى»، والمصريون هم أصحاب الكلمة فى تحويل اتجاه المشهد، ولكننا فى الانتخابات البرلمانية لم نسمع عن أى حوادث أو مشاكل مبالغ فيها». ويختلف الدكتور محمد الجوادى مع سابقيه، يقول :« اعتصامات العباسية لا تتصف بالشعبية، وتبدو فى ظاهرها أنها تأييدية «لحازم أبو إسماعيل»، ولكنها فى حقيقتها اعتصامات «فلولية منظمة» لأن «حازم» لا يملك كل هذه السلطة فى حزب «النور» مع أنه أصدق المرشحين فى توجهاته. وأوضح : الاعتصامات ستؤدى إلى «تدويل قضية جنسية والدته»، وسيحدث تدخل من بعض الدول، مثلما حدث فى قضية التمويل الأجنبى، خاصة أن «الحزب الوطنى الجمهورى فى أمريكا» رشح «أبو إسماعيل» مقابل ترشيح «الجمهورى» لخيرت الشاطر، وهو ما لفت إليه «حازم» عندما قال إن «نجاح أوباما مرتبط بنجاحى فى الانتخابات». وطالب د. الجوادي المجلس العسكرى بضرورة إعادة النظر فى مادتى «الجنسية»، و«28» من الإعلان الدستورى، حتى نحمى مصر من التدخل الخارجى، وقال إن تأجيل الانتخابات الرئاسية أمر محتمل، خاصة أن جميع القوى السياسية والمجلس العسكرى يعلمون أن الرئيس القادم ليس بالمناسب ليحكم مصر.