الرجوع للحق فضيلة، اعتاد الرئيس محمد مرسى ممارستها فى بعض القرارات الفجائية التى أصدرها، لكن تلك الفضيلة لا تمنع من وقوع الآثار السلبية التى ترهق المواطن كثيراً، وبدا ذلك واضحاً فى القرارات الأخيرة بزيادة التعريفة الضريبية على عدد من السلع والخدمات، ثم التراجع عنها وطرحها للحوار المجتمعى، حيث مُنى السوق بحالة من الارتباك والعشوائية، واختفت بعض السلع فى مناطق عديدة بعد قيام التجار بتخزين كميات من السلع لبيعها وفقاً للأسعار الجديدة. ولم تكن «فضيلة الرئيس» -التراجع عن قرار زيادة الأسعار- نابعة من إيمانه بتخفيف الضغط على المواطنين بقدر إيمانيه بالتقارير السيادية التى حذرته من خروج المواطنين فى «ثورة جياع»، وأن التظاهرات وقتها ستكون أشرس من مليونيات الاعتراض على الإعلان الدستورى لأن القرارات تتعرض لحياة المواطن اليومية خاصة فى ظل عدم توافر فرص عمل وتدنى مستوى الدخول، ودخل حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) فى دائرة صناعة القرار، وأكد للرئيس محمد مرسى تخوفه من تأثير هذا الإجراء على نتائج الاستفتاء وشعبية أعضائه فى الانتخابات البرلمانية القادمة. وبدت الأزمة أكثر تعقيداً وإرباكاً للمواطن والسوق على السواء، عندما أعلنت مؤسسة الرئاسة طرح القرار للحوار المجتمعى، وهو ما يعنى تأجيل فرض الضرائب وليس إلغاءها، وهو ما يعطى فرصة للتجار للمضاربة فى الأسعار -وفقاً لخبراء اقتصاديين- خاصة فى ظل غياب الرقابة على الأسواق، وتخوف الاقتصاديين من اتجاه الحكومة لفرض الضرائب ب«الجباية» لزيادة موارد الدولة وتمويل عجز الموازنة بعد تراجع السياحة ومعدلات الصادرات. أخبار متعلقة: سياسيون وثوار: «مرسى» تراجع عن قانون الضرائب خوفاً من رفض الشعب «للدستور» اقتصاديون: القرارات الفجائية تربك السوق وتشعل الأسعار السفير سعد الفرارجى: صندوق النقد برىء من قرارات الضرائب «أصحاب المعاشات» يطالبون ب50% زيادة على شامل المعاش لمواجهة ارتفاع الأسعار.. أو النزول للشارع «الوطن» ترصد اختفاء السجائر من الأسواق ورفع أسعار السكر والشاى رغم التراجع عن الزيادات الضريبية اجتماع طارئ بين قطاعات التموين وحماية المستهلك لضبط انفلات السوق «مواطنون ضد الغلاء»: «قرار الفجر» بوقف الزيادة الضريبية مناورة سياسية مصادر إخوانية: «مرسى» استجاب ل«الإرشاد» وتراجع عن «زيادة الأسعار»