اكتست قرية هيت مركز منوف محافظة المنوفية مسقط رأس "محمد سعيد سلام" ضحية أحداث الاتحادية، بالسواد بعد تشييع جنازته عصر أمس، من مسجد القرية، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة مساء السبت بمستشفى هليوبوليس إثر إصابته بطلق ناري في الرأس في أحداث قصر الاتحادية التي وقعت بين مؤيدين ومعارضين لقرارات الرئيس محمد مرسي، وذلك في موكب جنائزي مهيب شارك فيه الآلاف من أهالي القرية والقرى المجاورة تقدمهم الدكتور عاشور الحلواني أمين عام حزب الحرية والعدالة بالمنوفية، أشرف بدر الدين عضو مجلس الشعب السابق، وإبرهيم حجاج عضو مجلس الشعب السابق عن الحرية والعدالة. وخيمت حالة من الأحزان على جميع منازل القرية التي تبعد 8 كلم عن المدينة ونصبت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة سرادق عزاء كبير أمام منزل الشهيد. "محمد سعيد سلام"، 38 سنة، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، لم يكن من عائلة إخوانية بالكامل فهو الأخ الأوسط لأربعة أشقاء رجال ليسوا أعضاء في حزب الحرية والعدالة أو جماعة الإخوان المسلمين إلا أن شقيقهم الشهيد كان عضوا نشطا داخل الجماعة ومشاركا دائما في مليونيات الإخوان، استجاب لدعوة الجماعة يوم الأربعاء الماضي وخرج مع مجموعة من الإخوان لتأييد قرارات الرئيس محمد مرسي أمام قصر الاتحادية. وأكد يحيى سلام شقيق الضحية أن آخر مرة التقى به يوم الأربعاء الماضي قبل سفره للاتحادية؛ حيث جاء إليه ليستأذنه ليخرج مع مجموعة من الإخوان من القرى المجاورة لتأييد قرارات الرئيس مرسي ومع بداية اشتعال الأحداث اتصل به شقيقه في الخامسة عصرا وأكد له أنه لم يصل للاتحادية، وأنه بعيد عن الاشتباكات، وفي التاسعة مساء اتصل الشهيد به ليطمئنه على صحته وطلب منه شقيقه العودة "لأنه قد أدى دوره"، فأكد له الضحية أنه بعيد عن الأحداث لم يصب بأذى. وتابع شقيق الضحية بعد منتصف الليل بساعة تلقينا خبر إصابته من مستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة، وأكد أنه كان خير ونعم الأخ وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين منذ شبابه وذاق الأمرين في عهد النظام البائد. وأكد شقيق الضحية أن أخاه كان على حق، مستشهدا بأن شقيقه دخل في غيبوبة ثلاثة أيام وفاق قبل وفاته ورفع يديه لينطق بالشهادتين ثلاث مرات قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، قائلا "هو اللي على حق واحنا اللي على باطل". وطالب شقيق الضحية بالقصاص لدم أخيه، متهما الإعلام الفاسد المضلل على حد تعبيره وعدد من السياسيين الذين أطلقوا البلطجية، بأنهم حرضوا على قتل المصريين بعضهم لبعض، قائلا "حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من حرض على قتله". وأكدت زوجة الشهيد "إيمان السيد جمعة"، 35 سنة، ربة منزل، أن زوجها خرج للجهاد في سبيل الله، وأن زوجها ليس بلطجيا أو خرج بالأجر كما أكدت وسائل الإعلام، وأنه خرج للدفاع عن الإسلام فهو حافظ ومحفظ للقرآن الكريم. وأشارت إلى أنها تلقت خبر وفاة زوجها يوم الأربعاء في الساعة الواحدة والنصف ليلا من إدارة مستشفى هليوبلس، وأن زوجها مصاب بطلق ناري ومحجوز بالستشفى، وعلى الفور توجهت هي وأشقاؤه إلى المستشفى للاطمئنان عليه وكان في حالة حرجة بالعناية المركزة. وأكدت خلال كلامها أنها تحتسبه شهيدا، قائلة "حسبي الله ونعم الوكيل في اللي قتل زوجي"، مشيرة إلى أنها متزوجه منذ 12 عاما. فيما أكد محمود حلمي المنوفي، شاهد عيان على قتل "محمد سلام"، أنه كان يحمله عندما أصيب بطلقة نارية اخترقت رأسه ووضع يده على جبهته وتبسم ضاحكا ونطق الشهادتين، مؤكدا أنهم لم يكن معهم أي أسلحة غير الحجارة، وأنهم تعرضوا لإطلاق النار والملوتوف، وأن القاتل والمقتول ليسا في النار، لأن المقتول لم يكن حريصا على قتل أخيه.