أثارت تصريحات الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، خلال حواره ل«الوطن» المنشور أمس، استياء وغضب علماء الأزهر، لاتهامه «المشيخة» بعدم الرغبة فى «تجديد الخطاب الدينى»، وأن المناهج تؤدى إلى «التطرف»، وأن شيخ الأزهر يفرض مذهبه على المؤسسة، علاوة على دعوته للتبرع لتشييد «قصور ثقافة» بدلاً من «المساجد». وقال الدكتور «حامد أبوطالب»، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن هذه العبارات التى يطلقها من يسمون أنفسهم «المثقفين» هى سهام موجهة ضد الإسلام بقصد هدم مصر باعتبارها رأس الإسلام، وكلها حلقات فى حرب تُشن ضد الإسلام تتمثل فى تجميع الأشقياء من العالم فى سيناء لشغل الجيش وإرهاقه باعتباره حامياً لمصر، وكذلك الحرب التى اشتعلت بين السنة والشيعة، والحرب التى توجه للتراث الإسلامى والمؤسسة الدينية بقصد زحزحتها عن مكانها والإطاحة ب«رأس الإسلام». وأضاف «أبوطالب» أنها كلها محاولات لهدم الأزهر وهى تؤدى إلى هدم الوطن، ولا بد من الحذر من المؤامرات التى تحاك ضدنا، مضيفاً أن «عصفور» لا يجد شيئاً يفعله، وانطفأ بريقه ويريد العودة للأضواء مرة أخرى بتوجيه السهام للأزهر. ولفت عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن الأزهر يعمل على التجديد والتطوير، ولعل دعوة شيخ الأزهر للمثقفين فى جلسات متعددة للمشاركة فى كتابة وثائق الأزهر عن تجديد الخطاب والحريات العامة وغيرها خير شاهد على ذلك. وقال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، إن الأزهر منهجه «وسطى» وليس «مؤسسة تكفير»، وتعليمه لا يُخرّج إرهابيين، ويُدرّس كل المذاهب السنية والشيعية ويؤمن بالتعددية، ونحن كأشاعرة لا نكفّر أحداً من أهل القبلة، حتى الذين يكفّروننا، مضيفاً: ولولا الأزهر لأصبحت مصر «لقمة سائغة» للتكفيريين والمتطرفين، ورغم أنه يتعرض لحملة «ممنهجة»، ولكنه سيظل باقياً. وأوضح «مهنا»، أن حديث «عصفور» «مغلوط»، مؤكداً أن شيخ الأزهر لا يفرض مذهبه على المؤسسة كما ادّعى، خاصة أن المذهب الراسخ هو «الأشعرى» لأنه وسطى يعترف بالكل ولا يكفّر أحداً، موضحاً أنه لا يمكن لمن لم يدرس كتاباً واحداً فى الأزهر، ولا يعرف عن علومه شيئاً، أن يُنصِّب نفسه حكَماً وقاضياً على مناهجه. وقال الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين فرع أسيوط، إن الأزهر لا يحجر على فكر أو رأى طالما التزم القواعد العلمية، وأن له مواقف وطنية عديدة، والمساس به أو تشويهه هدم للوطن وإضرار بقوى مصر الناعمة، مشيراً إلى أن المؤسسة الدينية بحاجة إلى كل الدعم لمواجهة تيارات الظلام. ولفت عميد كلية أصول الدين إلى أن شيخ الأزهر منذ توليه مهام المشيخة أخذ على عاتقه تطوير المناهج وتبسيطها، حيث قرر مادة الثقافة الإسلامية على المرحلتين الإعدادية والثانوية، وهى تركز على سماحة الإسلام فى معاملة أهل الأديان الأخرى، ومواجهة التطرف والإرهاب، والسماحة فى معاملة غير المسلمين.