وسط شوارع القاهرة انتشرت صورها، تواجه الجميع وتبادلهم نظرات تزينها ملامحها الهادئة الدقيقة معلنة عن نفسها فى سحر خالٍ من التعبير يحملنا معها إلى سنواتها الذهبية، وفى شوارع الأقصر أعلنت عن نفسها بجرأة كما اعتادت منذ ما يقرب من ال60 عاماً وهى تطارد «أحمد» بفستانها الأحمر المكشوف بين معابد المدينة المقدسة عند أجدادها القدماء، بينما يقف «أحمد» خلفها بجرحه الكبير ينتظرها، وعلى طابع بريد استكانت بملامح وجهها التى هى الأقرب ل«نوال» فى ملحمة «نهر الحب» لتخلد ذكرها على طابع بريد. فى عام 2015 الذى شهد غياب الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، حاولت جميع التظاهرات الفنية أن تتمسك بوجودها قدر الإمكان، تستحضرها من مختلف أعمالها، يتفننون فى اختيار صورها من بين ما يتجاوز ال90 عملاً، لم يقتصر على حضورها إلى الدورة ال37 من مهرجان «القاهرة» السينمائى الدولى، ليس فقط من خلال الجوائز التى حملت اسمها وقدمها للفنانين المكرمين أولادها نادية ذوالفقار وطارق عمر الشريف والتى حصل عليها الفنان حسين فهمى، نيللى كريم والمخرجة الهندية فرح خان، ولكن من خلال تصدرها لصورة البوستر الرسمى للمهرجان الذى حمل صورة وجهها فى واحد من أكبر المهرجانات السينمائية فى الوطن العربى والعالم، بالإضافة إلى طرح كتاب عن حياتها قدمه الناقد طارق الشناوى يتناول من خلاله حياتها الفنية وعلاقتها الإنسانية، وتم عرض 7 أفلام من بطولتها تمثل مراحل مختلفة من مسيرتها السينمائية لعرضها بشكل يومى ضمن برنامج خاص عنها على هامش مهرجان «القاهرة» السينمائى، فى مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط تم إطلاق اسم الفنانة المصرية الراحلة فاتن حمامة، على جائزة أحسن ممثلة. وفى الوقت الذى كانت تستعد فيه الدورة الثالثة من مهرجان المنصورة للأفلام القصيرة أن تنطلق يوم 27 يناير من العام الماضى وهى تحمل اسم «سيدة الشاشة العربية»، لينزل خبر وفاتها كالصاعقة على إدارة المهرجان خاصة بعد ما وجهت «فاتن» رسالة لجمهورها كان من المقرر عرضها فى المهرجان، لتقرر الإدارة تغيير اسم المهرجان من «المنصورة» إلى «مهرجان فاتن حمامة السينمائى» تخليداً لذكراها ولتاريخها السينمائى المرموق. بينما استعانت الدورة الخامسة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية المقامة فى مارس المقبل، بلقطة من فيلم «صراع فى الوادى» للمخرج يوسف شاهين والذى صور فى الأقصر عام 1954، لتكون البوستر الرسمى للمهرجان تتصدرها فاتن حمامة وعمر الشريف لإهداء الدورة لاسميهما، ولم يقتصر الاحتفاء بصور «سيدة الشاشة العربية» عند هذا الحد فقط بل أصدرت الهيئة القومية للبريد طابع بريد، للفنانة الراحلة فى ذكرى مرور 40 يوماً على وفاتها تخليداً لذكراها. وعلى الجانب الآخر قامت مجموعة كبيرة من المهرجانات السينمائية المحلية بالاحتفاء بميراث «حمامة» الفنى، فقررت إدارة مهرجان المركز الكاثوليكى المصرى للسينما، إهداء الدورة ال63 من المهرجان لروح الفنانة الراحلة بعرض آخر أعمالها السينمائية فيلم «أرض الأحلام»، على عكس مهرجان «وهران» للفيلم العربى الذى اختار عرض الفيلم التسجيلى «الفاتنة» الذى يدور عن الفنانة الراحلة فى الدورة الثامنة من فعالياته بالإضافة إلى تكريمها الذى تسلمته الفنانة ليلى علوى، وهما ما لا يختلف عن ما قدمته إدارة الدورة ال26 من مهرجان «أيام قرطاج» السينمائية من خلال تنظيم برنامج تكريم بعنوان «نساء السينما المصرية» وكانت على رأسهم فاتن حمامة التى عُرض لها فيلما «صراع فى الميناء»، و«صراع فى الوادى» للمخرج يوسف شاهين. وفى الدورة ال19 من المهرجان القومى للسينما خصص المخرج سمير سيف ندوة للتحدث عن فاتن حمامة تحت شعار «غابوا ولكن لن ننساهم»، ضمن فعاليات المهرجان.
