أجمعت الصحف البريطانية، فى تعليقها على نتائج الانتخابات المصرية، على أن المصريين أمام «الاختيار الصعب»، ما بين الإسلام السياسى أو العودة للنظام القديم، واصفة النتائج بأنها «كابوس» فاجأ المصريين، محذرة من وقوع أعمال عنف فى الجولة الثانية للانتخابات. وقالت صحيفة «الجارديان» إن «نتائج الانتخابات جاءت بأسوأ سيناريو.. أسابيع من التوتر والخوف سيعيشها المصريون بعد أن أظهرت النتائج خوض كل من مرسى وشفيق جولة الإعادة». وتوقعت فى تقرير نشرته أمس الأول أن «جولة الإعادة ستشهد عنفا واستقطابا لصالح كلا المرشحين»، مؤكدة أن الجولة ستكون «ساخنة ودرامية»، ونقلت الصحيفة عن عدد من مؤيدى الثورة قولهم إن «النتائج جاءت كارثية، وكأن الثورة لم تحدث أصلاً». وقالت «الجارديان» فى افتتاحيتها أمس: إن «النتائج مفاجأة ولكنها ليست كارثة، فمصر بعد الثورة شهدت العديد من المفاجآت، وتصدر مرسى للنتائج ليست المفاجأة الأولى ولا الأخيرة». وأضافت أن واحدة من المفاجآت هى أن «موسى وأبوالفتوح اللذين ظهرا فى مناظرة تليفزيونية خلال فترة الدعاية الانتخابية لم يتصدرا النتائج»، وتابعت «المفاجآة الثانية هى أن مرسى الذى رشحته الجماعة بدلاً من خيرت الشاطر باعتباره «استبن» وقالت عنه استطلاعات الرأى إنه لن يحصل على أكثر من 8% تصدر النتائج حاصداً 26% من الأصوات». و«المفاجآة الثالثة هى صعود حمدين صباحى، والمفاجآة الرابعة التى أذهلت كلا من الإسلاميين والعلمانيين هى حصول شفيق على هذه النسبة الكبيرة من الأصوات التى قدرت ب23% من الأصوات» حسبما ذكرت الصحيفة. وقالت الصحيفة «إذا كان مرسى يفتقد ل«الكاريزما»، فهذا حال الرئيس التركى عبدالله جول ولكن فى المقابل يوجد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الجذاب»، متوقعة أن يأتى خيرت الشاطر رئيساً للوزراء ليمثل دور أردوغان فى حكومة «العدالة والتنمية» فى تركيا فى حال فوز مرسى بمنصب رئيس مصر. ورأت الصحيفة أن «النتائج تدل على أن الإخوان هم القوة الوحيدة القادرة على إبقاء النظام القديم خارج الحكم، حتى لو لم تقبل الطبقة المتوسطة فى مصر هذه النتيجة»، مشيرة إلى أن الإخوان يمكنهم استرضاء هذه الطبقة بالتعاون مع قوميين أمثال صباحى. ورأت مجلة «الإيكونومست» أن «فوز مرسى لم يكن مفاجأة، ولكن فوز شفيق أكثر من محبط»، قائلة إن «العد التنازلى بدأ». وقالت صحيفة «الإندبندنت» أمس إن «الكفاح من أجل مستقبل مصر اختزلته نتائج الانتخابات فى منافسة بين الإسلاميين والفلول، مما دفع الناشطين السياسيين إلى القول بأن ثورة ثانية قادمة». وأضافت أن «الإخوان يقتربون من حلم السيطرة على مصر الذى يراودهم منذ عقود»، مؤكدة أن قوتهم التمويلية والتنظيمية سهلت تصدر مرسى للسباق الرئاسى. ورأت الصحيفة أن سبب نجاح شفيق هو «حملته الانتخابية التى قدمته باعتباره رجلا صارما قادرا على حل المشاكل الاجتماعية لمصر، وتوفير حصن منيع ضد صعود الإسلاميين». لكن نجاح شفيق روع المعارضين السياسيين والناشطين، لأنهم يعتبرونه العلامة التجارية للاستبداد والطغيان فى عهد مبارك، حسب قول الصحيفة. وقالت صحيفة «ديلى تليجراف» أمس الأول إن «النتائج جعلت المعارضين الليبراليين يتساءلون: ماذا حدث للثورة المصرية؟»، مؤكدة أن المصريين الآن بين اختيارين لا ثالث لهما إما «الإسلام السياسى وتقييد الحريات الشخصية، وإما العودة للاستقرار ووحشية النظام القديم». ورأت أن «شفيق يمثل للناخبين مرشح النظام والقانون وساعده على ذلك الانفلات الأمنى الذى ساد إبان الثورة بينما يمثل مرسى مرشح العدالة الاجتماعية، التى سيحققها مشروع النهضة الذى يروج له الإخوان المسلمون»، مشيرة إلى أن «المسيحيين سيصوتون بالتأكيد لشفيق». بينما قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» إن «النتائج قسمت المصريين إلى معسكرين، أحدهما متحمس لقيادة جديدة تغير البلاد حتى لو كانت إسلامية، والآخر يرغب فى العودة لاستقرار النظام القديم». ونقلت عن الباحث فى معهد بروكينجز، شادى حميد، قوله إن «المعضلة الآن هى كيف يقنع الإسلاميون كلا من الليبراليين والعلمانيين ليمنحوهم أصواتهم فى الجولة الثانية».