مباراة لكرة القدم بين فريقين، يبدو الأمر طبيعيًا في ظل أجواء تنافسية لن تخرج على الأغلب عن الروح الرياضية، لكن الأمر يختلف كثيرًا في إقليم الأهواز، فحتى مباريات كرة القدم، يعتبرها النظام الإيراني خطرًا عليه، وقد تتسبب في اندلاع المظاهرات المناهضة له، والتي يخشاها أكثر من أي شيء. في 17 مارس الماضي، وفور انتهاء مباراة كرة القدم بين "فولاذ الأهواز" و"الهلال السعودي" في ملعب "الغدير" في الأهواز، شنت قوات الشرطة والأمن الإيرانية حملة اعتقالات موسعة ضد المشجعين من عرب الأهواز، وذلك بعد أن رفع المشجعون العرب لافتات مكتوبة باللغة العربية ورددوا شعارات تطالب بحقوقهم وبوضع حد للقمع والتهميش. استخدمت السلطات العنف المفرط والذخيرة الحية ضد الحشود، ما أدى لسقوط جرحى، بعضهم بإصابات خطيرة، بحسب تقرير منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، والتي أكدت أن النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي نشروا العديد من الصور، ومقاطع الفيديو التي تبين كيف عمدت قوات الأمن إلى اعتقال أي شخص يرتدي الملابس العربية، بما في ذلك من كانوا يجلسون في المدرجات أو يغادرون الملعب، كما كانوا يضربون المشجعين بالهراوات والعصي. وظهر في مقاطع الفيديو، التي نشرتها المنظمة، التحركات الكثيفة لقوات الأمن سواء داخل أو خارج الملعب واستخدامها المفرط للقوة ضد المدنيين العزل، اشتبك عدد من المشجعين مع الشرطة احتجاجًا على اعتقال العشرات من الأهواز الذين ارتدوا الملابس العربية واقتيادهم إلى جهات مجهولة. وهاجم المشجعون العرب عربات الأمن عندما اعتقلت القوات المئات من أصدقائهم وحاولوا منعهم من اخذهم للاستجواب، وقال بعض الشهود إن المحتجين رفعوا عَلم الأهواز في ملعب "الغدير" وهتفوا "نرحب بكم في الأرض الأهواز العربية"، ما أثار حفيظة قوات الأمن الإيرانية. يدعو النظام الإيراني فريق كرة القدم هذا باسم "فولاد خوزستان" بينما يدعوه العرب الأصليون باسم "فولاد الأهواز"، ولقد أصبح الفريق رمزًا وطنيًا للعرب الأهواز، أحاطت العشرات من عربات وقوات الأمن بالملعب قبل بداية المباراة بساعات، كما وُضِعت العديد من كاميرات المراقبة للإمساك بالمشجعين الذين يرتدون الزي العربي التقليدي أو يرددون شعارات باللغة العربية.