لا «مرسى» ولا «شفيق»، لا انتخابات ولا إعادة.. إنها اللحظة التى تنسى فيها الدنيا وما عليها، تنسى واقعك وتعيش فى خيال تدخل فيه بقدميك، تدور ببطء فتنفصل تدريجيا عن عالم صاخب، تدور أكثر فتدخل فى عالم روحانى لا صوت فيه يعلو فوق صوت الروح. موسيقى حالمة من التراث الإسلامى.. ألوان تتمازج وتتداخل كلما اشتدت سرعة الدوران.. إنها الحالة التى يأخذك إليها راقص التنورة، هو يرقص وكأنه كوكب يسبح فى الفضاء، وأنت تحاول أن تسبح معه فى فضاء واقعك ربما تبلغ مرحلة سامية من الصفاء الروحى التى وصل إليها. فى الأفراح والمناسبات والاحتفالات المختلفة أصبح لراقص التنورة وجود يغطى على أى وجود لفن آخر، بمجرد أن تلمحه من بعيد بألوان تنورته الزاهية تجلس وتترقب ثم تستمتع بفن إيقاعى دائرى يعتبر من أحد الطقوس الصوفية شديدة الخصوصية. بعض الدراسات أشارت إلى أن الفيلسوف والشاعر التركى الصوفى جلال الدين الرومى هو أول من قدم رقصة «الدراويش» وهى رقصة روحية دائرية اشتقت منها رقصة التنورة، وغالبا ما تكون مرفقة بدعاء أو ذكر أو مديح أو مواويل شعبية، ولا تزال رقصة التنورة وفية لرقصة «الدراويش» فى بعض جوانبها لكنها أضيفت إليها الدفوف والفانوس والألوان المزركشة مع الإيقاعات السريعة لتصبح بذلك فنا استعراضيا فى مصر يجذب السائحين ومنظمى الحفلات.