تحمل «أنوشكا» فى جراب الذاكرة لحظات دافئة، وأخرى باردة، وتغنى عندما تشتهى الرحيل إلى ماضٍ بعيد، وتفضل السكوت عندما تتآمر عليها الأيام، ويحركها على مسرح الحياة قلب فنان قادر على احتواء الدنيا، والغناء لكل الأذواق. حول المشهد السياسى ومسلسلها الجديد «فرقة ناجى عطالله» أجرينا هذا الحوار مع أنوشكا. بداية لماذا يبدو صوتك مهموماً، وكأنه توقف عن الغناء منذ سنوات؟ - أمر طبيعى أن يفقد صوتى بهجته، فالأحداث التى نمر بها صعبة وغريبة، وهناك مفاجآت تحدث مع طلوع كل شمس، وأكثر شىء يشعرنى بالضيق والغضب هو الصراع الدائر على الفوز بالكرسى، فمصر تحتاج من الجميع إلى الترفع عن المصالح الشخصية، والعمل على الصالح العام حتى نعبر إلى شاطئ الأمان، وأنا بطبعى مغرمة بحب مصر وحريصة على الغناء من أجلها، ولا أبالغ إذا قلت إن أرشيفى يضم 6 ألبومات غنائية، وفى كل ألبوم أغنية وطنية تعزز قيمة الحب والانتماء لمصر. فى رأيك كيف يعيش الفنان فى وجدان الناس؟ - الصدق هو الطريق الآمن للعبور للناس، وكلما كان الفنان صادقاً فيما يقدمه، نجح فى إقامة علاقة من الود والحب بينه وبين الجمهور، وعن نفسى أدركت قيمة الغناء فى التغيير، لذا أحرص على تقديم رسائل من خلال أعمالى الفنية، تحاول أن تلفت نظر الشباب إلى المواجهة وعدم الاستسلام. ما الأغنية التى تشعرين بأن كلماتها كانت تحمل رسالة ذات معنى كبير للشباب؟ - قدمت أغنية «افتح بابك للشمس» التى تقول: «بإيدك ارسمها حياتك.. إن كسروا جناح عصفورك.. أو كنت سجين ورا سورك.. اخر ج من ذل سكوتك.. افتح بابك للشمس.. والمس أحلامك لمس». وأنا بالمناسبة أرفض الآراء التى تقول إن الفن لا يغير فى الواقع السياسى، الفن قادر على تغيير الأفكار والقناعات وتوسيع المدارك، وأقصد هنا الفن بأنواعه: غناء وتمثيلاً ورسماً. لماذا لا تفكرين فى تكرار تجربة الغناء مع محمد منير، خاصة أن التجربة الأولى استقبلها الجمهور بترحاب شديد؟ - عندما فكرت فى تقديم أغنية «بلاد طيبة» أنتجتها بفلوسى، وتمنيت أن يغنيها معى محمد منير، ورغم أنه لم يكن هناك حدث سياسى فى مصر، فإنى فكرت فى الغناء من أجلها، لإيمانى بأن الغناء للأوطان أمر له قيمة كبيرة، والحمد لله نجحت الأغنية وكان لها صدى عظيم، وبالطبع أتمنى تكرار الغناء مع محمد منير، لأنه فنان محترم، ولديه رؤية، ولكنى أتمنى أن تكون لدينا تجربة مختلفة وجديدة. أيهما أكثر قرباً من قلبك.. الغناء أم التمثيل؟ - الغناء أو التمثيل موهبة أنعم الله علىّ بها، وأنا أحاول قدر استطاعتى اختيار أعمالى، وتقديم موضوعات لها قيمة حتى تسهم فى النهوض بوعى المتلقى، فأغنى كلمات ذات هدف، وأقدم أدواراً لها رسالة، فالتمثيل والغناء موهبة كبيرة أحاول إسعاد نفسى، وإسعاد جمهورى بها. فى الوقت الذى تتحدثين فيه عن الغناء الجاد يحتل الساحة مطربون مهمتهم هى إفساد الذوق العام؟ - يجب أن نحترم حرية الآخر فى الاختيار، احترام أذواق الناس شىء ضرورى، ويجب إدراك أن كل إنسان بداخله رقابة داخلية تدفعه إلى القبول وربما الرفض، وأنا أرفض كفنانة إدانة أحد، وأطالب باحترام كل الأذواق الغنائية حتى لو اختلفنا معها، ولكن يجب أن يدرك كل المطربين الذين يطلون على الناس أن «الفن مش رقص وهلس» بل قيمة ورسالة. بعيداً عن الغناء كيف جاء ترشيحك لمسلسل «ناجى عطالله» مع الزعيم عادل إمام؟ - فوجئت باتصال من المنتج صفوت غطاس، وبعد دقيقة قال لى: «فى واحد عاوز يكلمك»، وفوجئت بأنه عادل إمام، وكنت سعيدة بصوته جداً، لأنه قيمة كبيرة والعمل معه متعة. وما الذى اكتشفته فى عادل إمام؟ - اكتشفت إنسانيته، فهو بالرغم من حجم نجوميته، يمتلك إحساساً رائعاً بالناس، يعامل الكومبارس بلطف شديد، ويحتوى أى ممثل يقف أمامه ويسانده، ويعجبنى فى الزعيم أيضاً أنه يتعامل مع المخرج رامى إمام فى العمل كمخرج، وليس لأنه ابنه، لذا تجد أن مناخ العمل ملىء بالجدية. إلى أى مدى تشعرين بالرضا عن نفسك كممثلة؟ - الحمد لله أنا أجتهد قدر استطاعتى، ومن حسن حظى أننى وقفت أمام الكبار أمثال: يحيى الفخرانى وعادل إمام وخالد الصاوى، وأشعر بالرضا عن نفسى، لأننى أجتهد وأحاول تقديم أعمال ذات قيمة. وما رأيك فى الدراما التركية التى غزت كل الفضائيات العربية؟ - الدراما التركية مبهرة فى الديكور والمناظر، ومبهرة أيضاً فى أداء الممثلين، وقد اعترفت الحكومة التركية مؤخراً بأن الأعمال الفنية أسهمت فى ارتفاع مستوى الدخل من السياحة، ونحن فى مصر نحتاج أن تحتضن الدولة الفن، وتثق فى قدرته على النهوض بالوضع الاقتصادى، ولا يجب نسيان أننا نمتلك تاريخاً فنياً كبيراً ولدينا حضارة عظيمة. لمن أدليت بصوتك فى انتخابات الرئاسة؟ - أعطيت صوتى للمرشح الذى أراه الأفضل، وبالطبع لم أرشح أى شخص له مرجعية دينية، وأتمنى أن تحمل الأيام المقبلة الخير لمصر.