سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ترفع «سبورة» حفيدها مكتوباً عليها «مش عايزين دستور مسلوق» «الحاجة سهير»: «قالوا إن الموجودين فى التحرير مسيحيون.. فنزلت لأثبت لهم أن المسلمين أيضاً ضدهم»
قضت ليلتها شاخصة ببصرها أمام شاشة التليفزيون لعل الوقت يمر، لم تتوقع ما شهدته أمامها، سؤال ابنتها التى تجاوزت الثلاثين ما زال يرن فى أذنها، «هما دول اللى بيعملوا دستور الثورة اللى كنا فيها يوم 28 يناير 2011»، الجملة التى أعادت السيدة الستينية إلى أجواء عاشتها يومَى 25 و28 يناير، قررت العودة إلى الميدان. «سهير عبدالعزيز» استقلت أول أتوبيس من ميدان «سانت فاطيما» فى مصر الجديدة إلى ميدان التحرير، حملت فى يديها سبورة بيضاء صغيرة على جوانبها صور كارتونية، قالت عنها: «دى سبورة حفيدى اتخانق معايا عشان خدتها منه، وخبى منى القلم عشان ما انزلش». أصرت على النزول إلى ميدان التحرير بعد تلك السهرة الدستورية، حسب تعبيرها، وقالت: «يوم الثلاثاء اللى فات قالوا إن الميدان مليان مسيحيين، أنا جيت النهارده أقولهم مش الحجاب بس هو اللى يميز المسلمة من المسيحية»، نبرتها القاطعة نقلت أحاسيسها المكبوتة: «أنا عندى اكتئاب من اللى بيحصل أنا مش ضد مرسى، ومش جاية أقول يسقط النظام، أنا بس عايزة مصر تفضل مصر، مش عايزة رئيس ألعن من مبارك، مش عايزة ييجى يوم حفيدى يلومنى ويقولى كان مبارك أرحم». تتذكر المنقاشات الساخنة التى جمعتها بشقيقتها قبل نزولها إلى الميدان وتقول: «أختى مع الأسف انضحك عليها من زمان، وبتردد اللى بتسمعه منهم ومصدقاهم، خايفة إن الحكاية توصل بينا للانقسام، وتبقى الأسرة الواحدة بتحارب بعض». لا تنسى أيامها مع زوجها الطبيب الذى تعلمت منه كيف تعشق مصر: «حب مصر هو الحاجة اللى فاضلة لينا نعلمها لولادنا، ولأحفادنا معناش فلوس نورثها لكن سبتلهم حاجتين إزاى يعبدوا ربنا وعرفتهم إزاى يحبوا بلدهم».