«ادعوا لابنى.. عينه راحت مقابل تعبيره عن رأيه، يا ريت كانت إيدى اتشلت قبل ما انتخب مرسى»، هكذا قال علاء الدين أبوطالب، والد كريم، الذى أُصيب بطلقة خرطوش فى عينه أثناء اشتباكات الليلة الدامية يوم الثلاثاء الماضى فى بورسعيد. والد المصاب قال وصوته متحشرج من أثر البكاء: «ابنى سيدخل غرفة العمليات فى مستشفى العجوزة لإجراء عملية فى عينه بعد أن أُصيب بخرطوش، وهو داخل إلى المنطقة التى يقع فيها مقر حزب الحرية والعدالة بجوار حديقة فريال فى حى الشرق ببورسعيد، ورغم فرحتى بدور أبنائى فى مواجهة الفساد، والديكتاتورية لكننى كنت خائفا عليهم، وطلبت من كريم عدم النزول يوم الجمعة الماضى، وحاولت منعه ولكنه أصر على النزول، وأثناء المظاهرة أُصيب فى رأسه بعد أن قذفه أحد القيادات الإسلامية وهو شيخ يدعى «ح.س» بحجر فى رأسه، ويوم الثلاثاء الماضى استحلفته أمه أن لا ينزل وقالت له إن ما حدث فى المرة الماضية إنذار من الله، لكنه قال: «لا تحاولوا، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، والإخوان يجب أن يقفوا عند حدهم». ويحكى الأب وفى صوته نبرة حزن: «بعد أن انتهيت من عملى جاءنى الخبر ابنى أصيب بخرطوش فى عينه، وأخذ يصرخ، وتلقيت اتصال هاتفى من أخوه فقال لى الحقنا أخويا عينه راحت، وجريت ولا أعرف كيف وصلت بسرعة إلى مستشفى الرمد فوجدت الدماء تنزف من عينه واعتقدت أنه لن يرى بعد ذلك، لكن الطبيب أكد أن الإصابة بعيدة عن العين مليمتر، وأنه يجب إجراء عملية فى أسرع وقت، ولا بد أن أشيد بدور الشرطة واللواء محسن راضى الذى أرسلنى على الفور إلى مستشفى الشرطة على نفقة الداخلية وأوصى مديرية الصحة باستكمال كافة الإجراءات لسفر ابنى فورا فى إسعاف مجهز». وأضاف: «ابنى شاب مكافح، وعلمته الاعتماد على النفس وحب الغير، ورفض الظلم، ولكنى أدفع ثمن إصراره على مواجهة الظلم والفساد، وكان يقول لى: «الإسلاميين أشد خطورة من الوطنى، الوطنى كان يسرق فقط لكن هم يكفرونا».