"طيب وعشان خاطر ربنا بقى"، جملة لاقت تفاعلا كبيرا من الحاضرين للجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادي المصري بشرم الشيخ، وعكست نهجا واضحا يسير عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الكثير من الخطوات والقرارات التي يتخذها بشأن المشروعات التي يتم الاتفاق عليها، وربما كان ذلك النهج سائدا بين جموع المصريين ويتعاملون به في العديد من مواقف حياتهم، حتى أصبح "الفصال" سمة أساسية تميز الشعب المصري خلال الاتفاق على شراء أي شيء بثمن معين، أو تحديد وقت لتنفيذ شيء ما يتفقون عليه. الموقف الأول الذي ظهرت سمة "الفصال" مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان يوم الإعلان عن تدشين مشروع قناة السويس الجديدة في 4 أغسطس 2014، وذلك أثناء عرض اللواء مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، لخطة تنفيذ المشروع الجديد، والتعهد بإتمامه خلال 3 سنوات على الأكثر، ليرد الرئيس السيسي على الفور: "سنة بس"، في إشارة إلى رغبته في تقليل مدة تنفيذ قناة السويس الجديدة والتي تم افتتاحها في 5 أغسطس من العام الذي يليه.
"طيب ممكن يبقو 8 شهور؟ طيب ما تشيل 100 مليون كمان"، كلمات أثارت ضحكات كل من يستمعون إلى شرح الرئيس عبدالفتاح السيسي، للاتفاق الذي أبرمه مع شركة "سيمنز" الألمانية، وشركة "جنرال إلكتريك"، لرفع كفاء محطات الكهرباء في مصر بقدر 750 ألف ميجاوات في خلال مدة تتراوح بين 24 إلى 30 شهر، وحينما تم الاتفاق على تكلفة تنفيذ ذلك المشروع، أخذ الرئيس يفاصل المستثمر الألماني في السعر حتى تم الاتفاق على التكلفة المناسبة لمصر بشأن تنفيذ ذلك المشروع.
حفل تدشين مشروع تطوير ميناء شرق بورسعيد لم يغب عنه مشهد "الفصال" بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، واللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، حيث عرض الأخير خطة تطوير الميناء والمنطقة الصناعية وأكد أن تنفيذها سيستغرق 3 سنوات، فما كان من الرئيس إلا أن رد: "مش كتير 3 سنوات.. سنتين بس اللي ممكن أسمح لك بيهم"، وهو ما لقى قبول رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة.