زوجتي لديها ولع بتقليد الشخصيات القريبة من حياتنا، فهي تقلدني ببراعة، وتبرز المبالغات في شخصيتي، تجعلني أضحك وابتسم، ربما تقلد صديقاتها أيضا في حضورهن، ولا يعدو الأمر مجرد مزحة وفكاهة، وتهوى تقليد الفنانين، كل هذا جميل لكن أن تقلد أمي فهذا غير مقبول خاصة إذا كان هذا التقليد بحضور أمي التي تراه قلة قيمة وعدم احتشام وقلة أدب أيضا!. زوجتي لا تقصد سوء النية بل تريد أن تبدد الكآبة بالبيت، وتضفي جوا من البهجة على الحياة. لكن تلك المرة طلبت منها التوقف عن تلك الهواية التي تجلب المشاكل والمشاحنات العائلية. اقترحت علي أن تستغل تلك الموهبة وتقدم في برامج الموهوبين لعل وعسى. بالطبع رفضت بشدة، حيث إن زوجتي ليست ممثلة ولا تنتمي لصنف الموهوبين. كان هذا رأيي الذي أشعل النار بالبيت وجعلها تغضب وتثور وتتهمني بالوقوف أمام تحقيق ذاتها وحلمها في أن تكون ذات يوم شخصية مشهورة، وربما تصبح ممثلة معروفة. قلت لها في حدة: هذا هراء ما تفعلينه، تقليد فاشل لم تصمت، بل أجابت بقوة: لكنك كنت تضحك وتشجعني. ثم قلدت نفسها وهي غاضبة وكانت فعلا مثيرة للضحك، ولكني كتمت الضحك تلك المرة، بل وبختها وطلبت منها أن تنسى أمر التقدم لمثل تلك البرنامج الذي سيدمر حياتنا العائلية، فإذا اهتمت بإضحاك الجمهور فلم ننعم بخفة دمها في البيت.